رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
حركة السردين

ليس جديداً إطلاق أسماء مأكولات، ومشروبات على حركات سياسية واجتماعية، كما فعل مؤسسو حركة السردين التى انطلقت من فلورنسا الإيطالية فى نوفمبر الماضي. كانت حركة الشاى فى الولايات المتحدة أشهر هذا النوع من الحركات فى العقدين الأخيرين. أُنشئت حركة السردين بهدف حشد أكبر عدد ممكن من الإيطاليين لمواجهة اتجاهات حزب الرابطة اليمينى الشعبوي، وزعيمه ماتيو سالفيني، الذى صعد بقوة فى السياسة الإيطالية فى الأعوام الخمسة السابقة. تركز هذه الحركة على رفض المواقف والسياسات التى تنطوى على كراهية ضد الآخر، وترفض رفع شعارات سياسية تُعمق الانقسام فى المجتمع، رغم أنها تسعى إلى تحقيق هدف سياسي. ويدل اسمها، الذى يرمز إلى أن أسماك السردين تتحرك فى مجموعات كبيرة، على نشاطها الرئيسى وهو تنظيم مسيرات يشترك فيها أعداد غفيرة، والحضور بقوة عبر شبكة الإنترنت لجذب مزيد من المشاركين. وارتبط تأسيسها بالاستعداد للانتخابات المحلية فى مقاطعة إيميليا رومانا، التى أُجريت فى 26 يناير الماضي0 فقد ساندت الحزب الديمقراطى الذى يمثل يسار الوسط، ويشارك فى الائتلاف الحكومى الحالى مع حركة النجوم الخمس. ولكن يصعب تقدير إلى أى مدى أسهم هذا الدعم فى فوزه بأغلبية طفيفة بلغت 50.17% من الأصوات، بعد أن كان مهدداً بفقد أحد أهم معاقله التاريخية، على أساس أنه يعد امتداداً مجدداً للحزب الشيوعى الإيطالي. ورغم أنها خلقت حيوية فى بعض مناطق المقاطعة، يبقى مستقبلها محل شك بالنظر إلى ما انتهت إليه حركات اقتصر دورها على الاعتراض والاحتجاج، ولم تقدم بدائل أو خيارات جديدة. وينطبق ذلك على حركة الشاي، التى أُنشئت عام 2009 فى مواجهة سياسات الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما عقب انتخابه، وضمت خليطاً من اليمينيين الشعبويين والمحافظين والليبراليين الجدد، بعكس حركة السردين التى تضم خليطا من اتجاهات يسارية وليبرالية تقليدية.

وقد ازدادت شعبيتها بسرعة خلال سنوات قليلة، إلى حد أن استطلاعاً أجراه معهد أميركان انتربرايز 2013 أظهر أن 10% من الأمريكيين يرون أنفسهم جزءاً منها. ولكنها تراجعت بسرعة أيضاً بعد انتخابات نوفمبر 2016، لأنها اعتمدت على شعارات أعطاها خطاب ترامب السياسى وهجاً أقوي.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: