رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تشرشل الرسام.. لا سياسة فى الفن

> معارك قارقشونة من لوحات تشرشل

تحت عنوان «فن سير ونستون تشرشل»، اجتذب المعرض الخاص الذي يقيمه «متحف هيلارد للفنون»، والتابع لجامعة لويزيانا الأمريكية، حضورا كبيرا للتعرف علي أحد الجوانب الخفية والغنية للسياسي والأديب البريطاني الأشهر ونستون تشرشل.

المعرض المستمرة أيامه حتي 21 مارس المقبل يعيد ذكري تشرشل بعد أكثر من خمسة عقود علي وفاته في 1965. ولكنه لا يتناول حياته كسياسي بارع قاد المملكة المتحدة إلي النصر في الحرب العالمية الثانية، ولا كخطيب وكاتب مقال وأديب له أعمال روائية وتاريخية رشحته للفوز بجائزة نوبل عام 1953.

يتضمن المعرض 7 من لوحات تشرشل التي بلغت إجمالا نحو 500 لوحة تنتمي كلها إلي تيار «الإنطباعية»، وتركز علي موضوع أساسي وهي «المشاهد الطبيعية»، سواء بمقار إقامته، تحديدا في «تشارتويل» بالمملكة المتحدة، أو خلال أسفاره في فرنسا، ومصر، والمغرب. كما يتضمن المعرض تمثالا من منحوتات تشرشل، الذي يعتبر أن بين الثلاثي الشعر، والرسم، والنحت، «أخوة فنية».

ورغم ما كان من حرص تشرشل علي وصف ذاته « بالمبتدئ» و«الهاوي» فيما يتعلق بالرسم، إلا أنه تعلم علي أيدي عدد من رواد الفن البريطاني مثل جون لافيري، ودبليو. أر. سيكتر، وويليام نيكولسون.

وشهد النشاط الفني لتشرشل مرحلتي إزدهار أساسيتين. الأولي خلال سنوات الحرب العالمية الأولي، عندما كان عسكريا في بداية سن الأربعينيات، ومتمركزا في فرنسا، ما سمح له ببعض الوقت الذي قضاها في إرضاء شغفه. والمرحلة الثانية كانت عقب انتهاء سنوات حكمه كرئيس لوزراء بريطانيا عام 1955.

خلال سنوات حياته، لم يعقد معرضا لأعماله، ولكنه شارك بخمسة من لوحاته في معرض بباريس خلال عشرينيات القرن الماضي تحت مسمي مستعار «تشارلز مولين». وتم بيع اللوحات الخمس وقتها بواقع ما يوازي 30 جنيها استرلينيا لكل منهما. وفي فترة لاحقة، قام تشرشل بتوجيه عدد من لوحاته إلي أكاديمية الفنون الملكية، حيث تم قبول اثنتين من لوحاته. في وصف المسيرة الفنية لتشرشل، أكد رسام البورتريهات الملكية سير أوسوالد بيرلي «لو كان تشرشل منح الفن الوقت الذي منحه إلي السياسة، لكان بكل المعايير أعظم رسام في العالم».

تبتعد تجربة تشرشل الفنية عن أي دلالات سياسية، إلا أن هناك استثناءات محدودة، كما في حالة لوحة «الشاطئ في والمر»، التي رسمها عام 1938، وتصور مدفعا من عهد نابليون بونابرت وقد وجه نحو صفحة البحر. وللشاطئ ذاته دلالة تاريخية كبيرة، حيث قام الرومان بغزو الأراضي البريطانية عبره عام 55 قبل الميلاد. وقد انتهي تشرشل من هذه اللوحة عشية تفجر حرب عالمية كبري. وتظهر لمحة سياسية أخري في لوحة «معارك قارقشونة» التي انتهي منها في الثلاثينيات أيضا، وتركز علي إحدي بنايات المدينة الفرنسية التي وقعت تحت الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية. كان تشرشل يعلق دوما علي تجربته الفنية بأنها لا تهدف إلا إلي «المتعة»، ولكن جوهر تعلقه باللوحات والألوان يتكشف من خلال تصريحه في سنواته الأخيرة بأنه يعتزم قضاء الملايين الأولي من سنواته بالجنة في الرسم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق