رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
الفرعون (العاشق)..يكسب!

هموم الوطن والإرهاب القادم عبر الحدود، سد النهضة أو وباء كورونا وخطة ترامب لتشييع قضية العرب الأولى إلى مثواها الأخير، جميعها قضايا وجودية بالتأكيد لكن قد تباغتك أخبار تداعب فيك تساؤلات وجودية هى الأخري: لماذا تدهور الحال بالشخصية المصرية رغم استمرار جاذبيتها بنظر الآخرين؟

تداهمنا الصحف البريطانية منذ أيام بأخبار عن سائحة بريطانية وقعت فى هوى شاب مصرى يصغرها بنحو نصف قرن، العجوز العاشقة اتهمت سفارتها بالقاهرة بالوقوف أمام حلمها الزواج من حبيبها الذى تلقبه بـ(فرعون) للدرجة التى دفعتها لإرسال رسالة إلى رئيس الوزراء البريطانى جونسون تطلب منه مساعدتها مذكرة إياه أنه هو نفسه لديه صديقة شابة!.

خبر مماثل تصادف أن يلقى نفس الاهتمام من الميديا العالمية عن (فرعون) آخر اختارته ابنة الملياردير الأمريكى بيل جيتس، شريكا لحياتها دون أن تطرف لها عين أمام الغمز واللمز من الميديا ووسائل التواصل إزاء اختيار ابنة صاحب ثروة الـ 110 مليارات دولار لشاب مصرى دونا عن شباب الجنسيات الأخري!.

اللافت فى ردود الفعل إزاء الواقعتين هو رأى المصريين فى كلا القصتين وهو ما اعتبره الجانب الأهم فى محاولة لاستكشاف بعض المتغيرات السلبية التى عصفت بالشخصية المصرية خلال السنوات الأخيرة حيث طفت سلوكيات غلب عليها الفردية وحب الذات، وبات قطاع من المصريين أكثر ميلاً لتصنيف الآخرين فى قوالب أخلاقية محددة، ثم إنزال العقاب المعنوى بهم، وهو ما يفسر اتهامات بعضنا للشابين المصريين فى الواقعتين سالفتى الذكر بأنهما يستهدفان ثروتى السيدة العجوز أو ابنة جيتس عبر بوابة الحب والغرام!.

من الخصائل التى ارتبطت منذ زمن بالمصرى مبالغته فى تقدير قيمة وطنه وأبناء وطنه وخاصة حين يتعلق الأمر بالأجانب، فكان التعليق الدارج عن الرجل المصرى الذى يفتن الغربيات: (ابن بلدى الفرعون)، وهو رأى كان ينسجم مع ما كان يتم تلقينه للطفل المصرى منذ الصغر بأن مصر أجمل بلاد الدنيا وشعبها أعظم شعب.أما الآن فنرى سلوكيات فردية تتفق مع رؤية جمال حمدان للشخصية المصريه المتناقضة التى قد تغرق فى نرجسية تتعايش مع العزة الوطنية، واسأل هنا عن ميراث سنوات من الجهل والفقر!.

[email protected]
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: