رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

النجمات السمراوات و«شهر التاريخ الأمريكى ـ الإفريقى»

حتى من قبل بدايته رسميا في الأول من فبراير، بدأ الأمريكيون في الاحتفال بـ «شهر تاريخ السود» الذي تستمر فعاليته حتى نهاية الشهر. يطلق عليه أحيانا « شهر التاريخ الأمريكى الإفريقي»، وكما تكشف تسمياته على اختلافها، فهو يعنى بالاحتفاء بتاريخ وثقافة الأمريكيين من أصول إفريقية، وتسليط الضوء على إنجازاتهم فى السينما والأدب والفنون المختلفة، وغيرها من المجالات المعرفية والعلمية.

الفضل في إطلاق «شهر تاريخ السود» وارتباطه بشهر فبراير يرجع أساسا إلى الرئيس الأمريكى الراحل إبرهام لينكولن الذى وقف وراء التعديل الـ13 للدستور الأمريكى بإلغاء «العبودية»، وتم إقراره رسميا فى الأول من فبراير عام 1865. وبعد مرور عقود على هذا التاريخ، خرج الكاتب والناشط الحقوقى ذو الأصول الإفريقية ريتشارد.أر. ورايت بفكرة الاحتفاء بإلغاء العبودية فى إطار ما أطلق عليه « يوم الحرية الوطني». وكان ورايت، الذى كان أول من تولى رئاسة جامعة سافانا، قد روج لفكرة إحياء « يوم الحرية الوطني» عبر مجموعة من الفاعليات وخطب تلقى فى مختلف المدن الأمريكية. وبالفعل بدأ ورايت فى تنفيذ بعض ملامح حلمه، الذى لم يتحقق كاملا إلا بعد وفاته. ففى 25 يناير 1949، وقع الرئيس الأمريكى الراحل هارى ترومان قانونا باعتبار الأول من فبراير «يوم الحرية الوطني».

ولكن كون «فبراير» حلقة وصل بين التعديل الدستورى الـ 13 و «يوم الحرية الوطني»، وصولا إلى « شهر تاريخ السود»، فيرجع الفضل فيه إلى المؤرخ الأمريكى ذى الأصول الإفريقية كارتر. جيه. وادسون. قاد وادسون مع غيره من أعلام الأقلية الأمريكية الإفريقية حملة عام 1915، باعتبار الأسبوع الثانى من فبراير، « أسبوع تاريخ الزنوج». وذلك لتزامن هذا الأسبوع مع تاريخى ميلاد لينكولن، محرر العبيد، وفريدريك دوجلاس، الإصلاحى الأمريكى الذى هرب من العبودية ليكون ناشطا قوميا وكاتبا ورجل دولة.

اعتبارا من 1976، تحول «أسبوع تاريخ الزنوج» إلى احتفالية تستغرق فبراير كاملا بمسماها الجديد. وتتشارك كندا مع أمريكا فى اعتبار فبراير احتفالا بالإنجاز التاريخى والحضارى لمواطنيهم من أصول إفريقية. كما انضمت المملكة المتحدة وهولندا وايرلندا إلى التقليد، ولكن احتفالهم يكون فى شهر أكتوبر.

منتدى السينما فى نيويورك كان من أولى الجهات التى أطلقت احتفالات «شهر تاريخ السود» مبكرا، ببرنامج ثري، بدأ نهايات يناير ويستمر حتى منتصف فبراير الجاري، تحت عنوان «نساء سوداوات، ممثلات أمريكيات إفريقيات رائدات، وصورهن 1920-2001». البرنامج يسلط الضوء على موهبة واجتهاد العشرات من الممثلات الأمريكيات ذوى الأصول الإفريقية، واللاتى سعين طيلة عقود إلى حجز موقع يليق بموهبتهن ويتخطى الحواجز العرقية بصناعة السينما الأمريكية. ومازال السعى مستمرا.

يعرض برنامج «منتدى الفيلم» أفلاما دخلت بها الممثلات السوداوات مضمار جوائز الأوسكار، إما مرشحات أو فائزات. وفى المقدمة تأتى الأيقونة هاتى ماكدانيال التى أصبحت عام 1939 أول ممثلة سوداء تترشح وتفوز بالأوسكار عن دورها المساعد بالفيلم الملحمى «ذهب مع الريح». وكذلك دورثى داندريدج، التى كانت أول ممثلة سوداء تترشح لأوسكار أحسن ممثلة عام 1954 عن دورها فى «كارمين جونز». ولا تغفل سلسلة الأعمال المعروضة نجمات الأوسكار مثل سيسيلى تايسون، صاحبة عدد من الأدوار المميزة مثل حضورها فى فيلم « ذا هيلب» أو «الخادمة»، والتى نالت جائزة أوسكار فخرية عن مجمل أعمالها فى 2018. وكذلك ديانا روز، وصولا حتى أعمال وابى جولد بيرد، الفائزة بالأوسكار فى فئة أفضل دور مساعد عن فيلمها « الشبح»، وهال بيرى أول سمراء تفوز بأوسكار أفضل ممثلة عن دورها فى «كرة الوحش».

ويتابع المشاهد المهتم بهذا البرنامج أعمالا لنجمات أخريات مثل أول نجمة سمراء للأفلام الرومانسية نينا ماى ماكيني.ولا يغفل البرنامج النجمات السوداوات للسينما الصامتة، مثل إيفيلين برير فى فيلمها «فى ما وراء بوابتنا»، وأيريس هال فى «رمز عدم الخضوع».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق