فى بعض الأحيان نتعرض إلى مشكلات كثيرة تسيطر علينا وتبدو أمامنا بلا حل.. بل وتتحول أيضاً الى عبء ثقيل يكبر ويتفاقم حتى تصبح الدنيا أمام أعيننا عبارة عن بقعة من السواد فتنقلب حياتنا رأساً على عقب، فى حين أننا لو نظرنا الى المسألة بهدوء وتعقل لتخلصنا من كل الإزعاج والقلق الذى تسببه لنا هذه المشكلات الوهمية التى تعشش بداخلنا ولاكتشفنا أيضاً أن نعمة الله علينا وتدبيره يصنعان العجائب فنفاجأ بأن مشكلاتنا التى تركناها تسيطر علينا ونقاط ضعفنا التى صنعناها بأنفسنا قد تحولت بقدرة قادر الى مصدر قوتنا وقيمتنا الحقيقية فى الحياة. تذكرت حكاية المحارة التى كانت تعيش فى قاع المحيط وذات يوم فتحت غطاءها للمياه وفى أثناء مرور الماء قامت الخياشيم بالتقاط الطعام وإرساله إلى معدتها، وفى تلك الأثناء قامت سمكة كبيرة بتحريك الرمل بشدة ونحن نعرف كم تكره المحارة الرمال لأنه خشن إلى حد يجعل حياتها صعبة وغير مريحة عندما يتسرب إلى داخل جسمها.. وفى محاولة لتجاوز المحنة أغلقت المحارة قشرتها بسرعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولكن جاء ذلك بعد فوات الأوان فقد دخلت حبة رمل خشنة واستقرت بين الجلد الداخلى والقشرة وتحولت حبة الرمل الى مصدر للإزعاج! لكن بدأت غدد خاصة منحها الله للمحارة بتكوين مادة خاصة ناعمة ولامعة حول ذرة الرمل وعلى مر السنين أضافت المحارة طبقات أخرى حتى تكونت داخل المحارة لؤلؤة ناعمة جميلة وثمينة. هكذا حال البشر أيضاً حينما نتمتع بقدرة على التصدى للمشكلات، فإن الله يحول الرمل الخشن فى حياتنا إلى لآلئ ثمينة مصنوعة من العزيمة والإصرار على تجاوز المشكلات مهما يكن حجمها وصعوبتها.
لمزيد من مقالات أشرف مفيد رابط دائم: