كلمات حرة
إسقاط الدولة المصرية؟

هل سعت الحشود المليونية فى ثورة 25 يناير 2011 إلى إسقاط الدولة المصرية..؟ هذا السؤال يتعلق بالتهمة الثانية التى يكررها دائما أعداء الثورة، بعد التهمة الأولى الخاصة بالتمويل! الهتاف الذى ارتفع فى ميدان التحرير فى قلب القاهرة منذ منتصف نهار يوم الثلاثاء 25 يناير كان هو: الشعب يريد اسقاط النظام!. وأعتقد أن هذا الشعار أقتبس من الثورة التونسية التى كانت أحد العوامل الملهمة للثورة فى مصر. إننى لا أنقل هذا الكلام عن مصدر ما، ولكنها تجربتى المباشرة مع ذلك الحدث، والمقصود بالنظام بالطبع كان هو نظام الرئيس السابق محمد حسنى مبارك. والسمة الأساسية للمتظاهرين أنهم كانوا بالأساس شبابا من كافة الانتماءات السياسية فضلا عن عديدين كانت تلك تجربتهم السياسية الأولى. كانوا جميعا ينادون بإسقاط النظام وليس الدولة! غير أن الأمر تغير بدءا من اليوم الرابع للثورة فى الجمعة 28 يناير حينما التحق الإخوان بالثورة ليركبوها (حسب التعبير الميدانى الشائع) وهؤلاء بداهة لم يستهدفوا إسقاط النظام وإنما اسقاط الدولة! و ليس ذلك الأمر غريبا، فالإخوان بحكم أيديولوجيتهم السياسية لا يعترفون بالدولة وإنما هم يتحدثون عن أمة الإسلام التى تتجاوز الحدود القومية. والتعبير الشهير للمرشد العام الأسبق للإخوان المسلمين مهدى عاكف: طظ فى مصر, يعكس بشكل فج هذه الأيديولوجية . وفى حديث لجريدة روز اليوسف فى إبريل 2006 و فى سياق إجابته عن أسئلة المحرر قال لو خليفة من ماليزيا حكم مصر لا يكون محتلا ...طظ فى مصر وأبو مصر واللى فى مصر!. غير أنه يتبقى بعد هذا كله وقبله أن إسقاط الدولة إن كان متصورا فى دول تكونت حولنا بمقتضى معاهدات وترتيبات دولية حديثة مثل اتفاقيات سايكس بيكو ومحادثات الحسين مكماهون (1916) أو وعد بلفور (1917) فإن هذا لا علاقة له إطلاقا بمصر، أقدم دول التاريخ ، والراسخة هنا منذ الأزل وإلى الأبد.