أختار الرئيس ترامب التوقيت المناسب لكى يقدم لإسرائيل أخر هداياه التاريخية فى خطته للسلام.. إن الرجل على أبواب انتخابات جديدة لكى يبقى فى البيت الأبيض فترة رئاسية ثانية, وهو فى حاجة إلى أصوات اليهود ودعمهم المالي.. ولهذا كان حريصا أن يقدم هذا المشروع الذى يأخذ من الفلسطينيين كل شيء ولم يقدم لهم أى شيء.. على الجانب الأخر فإن الرئيس ترامب يقدم أيضا فرصة جديدة لكى يبقى نيتانياهو فى السلطة, أى أن كلاهما يسعى نحو هدف واحد هو البقاء فى المنصب.. لاشك أن إعلان الخطة فى هذا التوقيت يخدم أهداف أمريكا وإسرائيل لأنها جاءت والعالم العربى يعيش أسوأ حالات التفكك والانقسامات وغياب الرؤي.. إن الدول العربية وصلت إلى درجة من الانقسام تجعل من الصعب اتخاذ قرار موحد تجاه ما يحدث, إن أهم أطراف القضية وهو الشعب الفلسطينى منقسم على نفسه مابين حماس فى غزة والسلطة الفلسطينية وفتح, وهى جبهات أصبح من الصعب أن توحد كلمتها آو تتخذ موقفاً يعيد للقضية اهتمام العالم بها..فى الجانب الآخر فنحن أمام دول أصبح من الصعب أن تتخذ مواقف واضحة. إن العراق غارق فى قضاياه الداخلية والقوات الأجنبية التى تحتل الأرض والقرار, وهناك صراع رهيب بين إيران وأمريكا, ومن يكون الأكثر نفوذاً وتأثيراً.. إن الشعب السورى يعانى من سنوات من الحرب الأهلية التى دمرت كل شيء وسمحت بوجود قوات أجنبية على الأراضى السورية.. كما أن قضية الانقسامات فى ليبيا أصبحت الآن قضية دولية بعد الاحتلال التركي.. والشعب اليمنى يعيش مأساة كبرى منذ سنوات, ولم يستطع الشارع اللبنانى أن يحقق حلمه حتى الآن فى الاستقرار والرخاء, على جانب آخر فإن إيران تهدد أمن الخليج أمام أطماع لا حدود لها, وفى آخر الدائرة يأتى موقف قطر الذى يمثل الآن تهديداً للعالم العربى بكل قضاياه أمام قوات وقواعد أجنبية من أكثر من دولة تشارك فى صنع الأحداث.. لا أعتقد أن هناك توقيتاً أفضل من الظروف السيئة التى يعيشها العالم العربى الآن لكى يعلن الرئيس ترامب خطته, لأن العالم العربى لا حول له ولا قوة وأصحاب القضية فى وادى وشعوبهم فى وادٍ آخر.
[email protected]
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: