بالمصرى
احذر أصحاب الكروش!

منذ سنوات طويلة لا أنسى نصيحة أحد الرجال المحترمين عندما فاجأنى بقوله:لا تثق بكلام رجل دين بكرش ولا تستمع إلى سياسى أو مسئول له بطن يمتد أمامه نصف متر!... والرجل لديه منطق أن الشخص الذى لا يستطيع السيطرة على شهواته ومنها الأكل لا يستطيع أن يقنعه بالقيم والمبادئ، والصالح العام!، لكن وإن كان لكل قاعدة انسانية استثناء إلا أن هذه القاعدة أو نصيحة الرجل المحترم بالذات صالحة للتعميم؟!...الكرش عند كثير من المصريين هو رمز عز وغني، وعند بعضهم مجال للتفكه وإطلاق النكات، من دون التوقف عند خطورته، وآثاره، بينما عند أهل الطب القديم، فمجرد سمنة، يمكن التقليل من آثامها!، أما عند أهل الطب الحديث والوظيفى فهو كارثة، ويافطة ضخمة للأمراض، وضعف الجسد، الإرادة ومعين للاكتئاب!... الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان له حديث صريح وحاسم فى موضوع الكرش بالذات، فيقول جعدة بن خالد: إن الرسول رأى رجلا عظيم البطن، فأشار بأصبعه فى بطنه: (لو كان هذا، فى غير هذا، لكان، خيرا لك.) وفى رواية، أن النبى صلى الله عليه وسلم، رأى له رجل رؤيا، فبعث إليه، فجاء فقصها عليه، وكان عظيم البطن، فقال بأصبعه فى بطنه: (لو كان هذا فى غير هذا المكان لكان خيرا لك) وجَوَّد إسنادَ الحديث كلٌّ من المنذرى فى الترغيب والترهيب، والعراقى فى تخريج الإحياء، والسخاوى فى المقاصد الحسنة، وأخرجه الحاكم فى المستدرك، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والهيتمى المكى فى الزواجر، وضعف الحديث محمد ناصر الدين الألباني، رحمهم الله جميعا، والظاهر أن درجة الحديث لا تقل عن رتبة الحسن،،لكن من يعتبر؟!.