رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
كورونا.. كعب أخيل الصين!

قبل أيام، قرأت تقريرا بصحيفة أمريكية عن المعجزة التكنولوجية الصينية. لم تعد (أُم المقلدين) بل دخلت مرحلة الابتكار. تغلغلت التكنولوجيا بشتى نواحى الحياة كما لم يتوافر لدول غربية عديدة. صحيح أن الدولة تستخدمها لتكثيف الرقابة على المواطنين لكنها حفزت النمو الاقتصادى وساعدت على مواجهة شبح الركود. إلا أن هناك شيئا ما يعوق الصعود للقمة. شيء أشبه بكعب أخيل بالميثولوجيا الإغريقية عندما تنبأ كاهن بأن أخيل نجل أحد الملوك، سيموت بمعركة، لحمايته، قامت أمه بتغطيسه فى الماء السحري، لكنها أمسكت بأحدى قدميه فلم يصل الماء إليها، فكانت تلك نقطة ضعفه المميتة. قبل أسابيع، ظهرت أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا بمدينة ووهان وسط الصين. فرضت السلطات تعتيما، واعتبرت الأمر مشكلة معزولة، لتعترف الإثنين الماضى فقط، بعد كشف وسائل إعلام بهونج كونج أن الإصابات امتدت خارج ووهان. هناك رغبة بالتقليل من خطورة الوضع والحد من تدفق المعلومات بل والتحكم بالرواية ذاتها.

قبل أيام، أكدت سلطات ووهان أن الفيروس ليس خطيرا وينتقل من الحيوان للبشر فقط، ليثبت العكس. انتقل بين البشر وبلغت الوفيات العشرات.

أصبحت الصحة العامة وسلامة الطعام مشكلتين مزمنتين بالصين. والذاكرة لم تنس فيروس سارس الذى ظهر هناك قبل 17 عاما وأودى بحياة 800 شخص وأصيب بسببه 8 آلاف بالعالم. يقول البروفيسور يانزونج هوانج أستاذ الصحة بجامعة نيوجيرسى الأمريكية: نفس أسلوب التعامل مع سارس لم يتغير نقص بالشفافية وتباطؤ فى الفعل. السياسة تعوق القدرة على الاستجابة بفعالية للأزمات.

يحرص الحزب الشيوعى الحاكم على صورته ومصداقيته، لكن طريقة المعالجة تشير إلى أن البيروقراطية لم تتخل عن أساليبها القديمة بمواجهة قضايا شديدة الخطورة، لا تتعلق بالداخل فقط بل بالعالم مع ظهور إصابات بدول عديدة معظمها قادم من الصين.

قبل أيام، نجحت بكين بتسوية معركتها التجارية مع أمريكا لتواصل مسيرة النمو، لكن أزمة كورونا، اختبار جدى لمصداقية القوة العظمى البازغة.

العالم ينتظر طريقة مختلفة وليس على طريقة الوضع قابل السيطرة، التى دأبت بكين على ترديدها.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبد السلام

رابط دائم: