الدعوة للقبول بالوعد الذى يصحبه إغراء بتقديم منفعة، مقابل أداء عمل يسمى ترغيب، وما يستخدم قولا وعملا بالتهديد بعقوبة يطلق عليه ترهيب، ويتطابق هذا التوصيف مع ممارسات الدول فى علاقاتها وتوالى استخدامه مؤخرا نعرض منها: أولا.. ما قاله الوزير السعودى عادل الجبير لشبكة فوكس نيوز 29 سبتمبر الماضى بأن محاولات استرضاء إيران تغذى سلوكها العدائى ضد السعودية، ويوم 4 أكتوبر الماضى نقلت وكالة أنباء إيران عن وزير بترولها قوله، إننا أصدقاء لدول المنطقة وعدُونا خارجها وغازل نظيره السعودى الأمير عبد العزيز بن سلمان بوصفه أنه صديق عزيز. ثانيا.. وقع الرئيس الأمريكى يوم 27 نوفمبر الماضى تشريعا يدعم محتجى هونج جونج، ويهدد بفرض عقوبات على الصين بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.. وعلى الفور استدعت الصين السفير الأمريكى مرتين خلال 72 ساعة للاحتجاج على القانون، وتوعدت برد انتقامى وإجراءات صارمة. ثالثا.. مشروع قرار بلجنة السياسة الخارجية بمجلس النواب الأمريكى 4 ديسمبر الماضى لفرض عقوبات ضد تركيا لشرائها منظومات الدفاع الجوى اس-400 الروسية.. وعلى ضوء ذلك أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية، أن بلاده تنتظر وقوف حلفائها بجانبها بطريقة ملموسة ضد جميع أشكال الإرهاب. رابعا.. توقيع الرئيس الأمريكى 21 ديسمبر الماضى قانون العقوبات ضد مشروع نوردستريم 2 خط أنابيب نقل الغاز الروسى مباشرة لألمانيا أسفل بحر البلطيق.. وفى رد فعل فورى أدانت موسكو وبرلين الإجراء وتعهد الرئيس بوتين بالرد بإجراءات مماثلة. خامسا.. تحذير كوريا الشمالية لأمريكا بإرسال هدية بخصوص ترسانتها النووية، قال ترامب إن التهديدات الكورية ربما زهرية جميلة وليست اختبارا صاروخيا. سادسا.. كان أشدها وأبرزها إثارة يوم 20 سبتمبر ما أعلنه الرئيس ترامب أن أمريكا مستعدة للعمل العسكري، لأن إيران دعمت الجماعات الإرهابية بمليار دولار خلال عام 2018، وأنها ترعى الإرهاب فى العالم.. وفى رده قال قائد الحرس الثورى الإيرانى إن قواتنا جاهزة لأى حرب ولا تعتمد على الصواريخ فقط، وعقوبات أمريكا دليل ضعف، بينما أصدرت فرنسا وألمانيا وإنجلترا يوم الأول ديسمبر الماضى بيانا مشتركا بصفتهم مؤسسين لآلية دعم التبادلات التجارية مع إيران إنستكس تضمن ترحيب الدول الثلاث بقرار حكومات بلجيكا والدنمارك وفنلندا والنرويج وهولندا والسويد بالانضمام لآلية المقايضة التجارية، للالتفاف على عقوبات أمريكا ضد طهران، وتجنب استعمال الدولار، ويبقى التساؤل، عما إذا كانت أعمال الترهيب والترغيب نوعا من حروب الجيل الرابع، أم أنها عودة للحرب الباردة، هذا ما سوف تكشف عنه تطورات الأوضاع.
لمزيد من مقالات عبدالمجيد الشوادفى رابط دائم: