رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

لماذا نحتفل بعيد الشرطة؟!

25 يناير من كل عام يكون الاحتفال بهذا العيد العظيم، الذى جسد فيه رجال الشرطة المصرية واحدة من البطولات، التى يذكرها التاريخ، ففى هذا اليوم وفى مدينة الإسماعيلية من عام 1952، وقعت المعركة بين أبطال الشرطة والمحتل الإنجليزي، الذى أراد اقتحام مبنى محافظة الاسماعيلية، ومع تصدى قوات الشرطة لهم، ورفضهم تسليم أسلحتهم، والاستسلام أمام قوات المحتل، وقعت المعركة، التى استشهد فيها نحو 50 شهيدا والعشرات من المصابين، عندما فتح المحتل الانجليزى نيران مدافعه ودباباته على المحافظة وثكنات بلوكات الأمن، وواصل العدوان هجماته الغادرة على الرجال ممن فضلوا الشهادة على الاستسلام، وتمكن الأبطال من قتل 13 ضابطا بريطانيا واصابة آخرين رغم الفارق الكبير فى السلاح، لكن شجاعة الرجال وكفاحهم كانت سببا وراء اتخاذ هذا اليوم عيدا قوميا لتخليد ذكرى عزيزةعلى كل مواطن شريف، 25 يناير كان شاهدا على بسالة وشجاعة وتضحية أبطال الشرطة فى مرحلة مهمة من معارك النضال الوطني، والتى تلاحم فيها الشعب مع الشرطة فى مقاومة الاحتلال. لكن حاولت مجموعة من المخربين، تحويل هذا العيد إلى إسقاط للدولة، واتخذوا من الاحتفال بعيد الشرطة فى 25 يناير 2011 فرصة للتحرك والدعوات للفوضي، وخرج عدة آلاف منهم يوم الثلاثاء، قبل 9 سنوات من اليوم، وكانت الدعوات «عيش، حرية، عدالة اجتماعية» تلك هى الشعارات التى رفعت بهدف حشد أكبر عدد من المصريين الباحثين عن حياة أفضل وانتهى الآمر مع الساعات الأولى من فجر 26 يناير بعد تجمع عدة آلاف فى ميدان التحرير، لكن هناك من كان يتربص بالوطن، ومن سافروا للخارج ـ للتآمر ـ من تنظيم الإخوان الإرهابي، وجاءت لهم الفرصة بتجهيز الاتوبيسات من المحافظات من خلال المكاتب الإدارية والاستعداد ليوم الجمعة 28 يناير الذى أطلقوا عليه «جمعة الغضب»، وطوال الليلة السابقة بدأت تظهر النوايا الحقيقية للتنظيم المدرب والميليشيا التى حركها وأخذت أوامرها بإحداث الفوضي، وتم القبض على 43 إرهابيا من قيادات مكتب الارشاد، وأودعوا فى سجن وادى النطرون، وبعد صلاة الجمعة بدأت التحركات فى اتجاه ميدان التحرير من المساجد المختلفة والمحافظات، والهدف كان التركيز على القاهرة وميدان التحرير إلى جانب الإسكندرية والسويس، ومساء الجمعة بدأت الفوضى بالاعتداء على القوات المكلفة بتأمين المتظاهرين، وإحراق السيارات وبداخلها الجنود، ومع انسحاب الشرطة توجهت مجموعات من مختلف المناطق إلى أقسام الشرطة لإحراقها، وللمحاكم والنيابات والمؤسسات المختلفة، فالهدف كان واضحا «الفوضي» وتخويف الناس.. وبدأت أعمال الإرهاب وقتل المتظاهرين من جانب الميليشيا الإخوانية المجرمة لتصدير الصورة المطلوب تصديرها للعالم، وهى أن الشرطة تقتل المتظاهرين السلميين، فى حين كانت الشرطة قد تركت الميادين، وتولت القوات المسلحة مهمة تأمين البلاد، وهاجمت الميليشيا الإرهابية السجون، وقامت بتهريب عناصر الإخوان وحماس وحزب الله، بعد اقتحامهم الحدود الشرقية، بالتنسيق مع متآمرين من عصابة الإخوان، واستمرت الفوضى وزادت المطالبات وارتفع سقفها حتى وصل إلى إسقاط نظام الحكم، وفطن الرئيس الأسبق حسنى مبارك لخطة الإرهاب والدول التى تساعد الخونة، فقرر التخلى عن الحكم فى 11 فبراير، ولكن هل انفض الشارع بعد أن تحقق الهدف؟!.

أصبحت الأمور أكثر تعقيدا، فالهدف المقبل هو تفكيك الدولة... وهاجمت عصابات الإرهاب من الإخوان و6 ابريل وطابور الخامس، القوات المسلحة وقادتها، ولكن الرجال الأبطال تحملوا نكران الجميل من بعض المصريين، وتحملوا الإساءات وحتى الشتائم من المارقين.. وهذا التحمل والصبر هو الذى أوصل الوطن إلى بر الأمان، ولم تنزلق القيادة العامة للقوات المسلحة إلى محاولات الاستدراج، التى كان مخططا لها بعناية، وأنقذ الرجال الأبطال الوطن من محاولات إسقاطه، وعادت مصر اليوم دولة صاحبة الموقف، ولها كلمة مهمة، دولة ذات مصداقية وفاعلة بقوة بعد أن تحولت من الفوضى والخراب فى 2011 إلى الاستقرار والأمن بفضل أبطال يسهرون على أمننا من أبناء مصر فى القوات المسلحة والشرطة، ويأتى يناير 2020 ومصر قوية بشعبها ورجالها وصامدة فى وجه التحديات والتآمر، تحية لرجال الشرطة فى عيدهم الـ 68.


لمزيد من مقالات أحمد موسى

رابط دائم: