كشفت هزيمة 1967 عن نواقص وأساسيات لم تكن موجودة.. أدت إلى خطايا موجودة ولابد من تداركها.. منها حدودنا البحرية من السويس حتى برنيس قبالة البحر الأحمر.. التى لم تكن مؤمنة.. واخترقها العدو بعدة عمليات إبرار بحرى.. هدفها استعراض القوة وتوجيه رسائل إلى العالم.. أن عندهم الجيش الذى لا يقهر.. وأن الموجود فى الشرق الأوسط انتصار ساحق لهم وهزيمة مطلقة لنا.. وعلى المصريين قبول الوضع الجديد الذى غيّر أوضاع الحدود.. وأن الأرض التى احتلوها لن يتركوها.. وبالمرة يقتنع العالم أن قضية الصراع العربى ــ الإسرائيلى انتهت.. وعليه!.
على مصر.. الاقتناع بأن الحكاية انتهت!.
فى هذا الوقت.. الجيش المصرى يسابق الزمن لإعادة تسليح وتشكيل قواته المنسحبة من سيناء.. وإعلانه مرحلة الصمود للحفاظ على ما هو قائم.. إلى أن يتم الإعداد لمرحلة قادمة.. فيها سيعرف العالم قبل العدو.. أن الصراع لم ينته ولن ينتهى إلا بتحرير الأرض!.
وقتها كان الفريق الشاذلى قائدًا للوحدات الخاصة.. الصاعقة والمظلات.. إلا أن أحداث البحر الأحمر.. جعلت القيادة العليا للقوات المسلحة تقرر تكليف الفريق الشاذلى.. بمسئولية تأمين جبهة الأحمر التى يزيد طولها على الألف كيلومتر.. والتى لا يوجد بها دفاع جوى يتصدى لطائراتهم ولا قوة بحرية تواجههم!.
المهمة صعبة.. بل بالغة الصعوبة.. لأنه أصلًا لا يوجد عندنا دفاع جوى بالصواريخ والموجود دفاع بالمواسير.. أى المدافع المضادة للطائرات التى انتهى وجودها بعد الحرب العالمية!.
ومن ناحية أخرى.. القوات الموجودة على الأرض فى مواجهة هذه الجبهة الكبيرة.. ليست كبيرة وقادرة على الانتشار وحماية النطاق الموجودة فيه.. وحتى هذه القوات القليلة ليست موزعة بالصورة الصحيحة على المناطق الحيوية فى البحر الأحمر!.
وفى أول جولة تفقدية للجبهة الممتدة من السويس حتى حدودنا الجنوبية.. أعاد الفريق الشاذلى تمركز القوات التى تحت قيادته.. فى الأماكن الأهم بالجبهة.. ومنها على سبيل المثال جزيرة شدوان.. التى لم يكن بها إلا المَدَنِيّون العاملون بالفنار الموجودة على الجزيرة!. فورًا أصدر الفريق الشاذلى أمرًا بإرسال قوة عسكرية على الجزيرة.. وتم تكليف الصاعقة بهذه المهمة.. وبالفعل تم تمركز تشكيل من كتيبة صاعقة.. للدفاع عن شدوان فيما لو حاول العدو.. إبرار أى قوات بحرية أو جوية للجزيرة!.
وما توقعته القيادة حدث!. هاجم العدو الجزيرة.. فى مثل هذه الأيام من 50 سنة.. تحديدًا فى 22 يناير 1970.. ويناير 1970 ويناير 2020.. كلاهما عاش وشاف.. ما كان عليه البحر الأحمر زمان وما أصبح عليه الآن فى 2020!. لو أن بحر مصر الأحمر الحالى.. كان موجودًا من 50 سنة.. ما كان مخلوق تجرأ على الاقتراب!.
«لو» هذه لا وجود لها على أرض الواقع!. الموجود من 50 سنة.. عدو مفتون بقوته!. غارات جوية متتالية من مقاتلات العدو على شدوان.. بقوة نيران هائلة من الصواريخ الجو-أرض وقنابل الألف رطل البالغة التدمير!. العدو بعد انتهاء غاراته الجوية.. متأكد مليون فى المائة استحالة بقاء أى مخلوق على أرض الجزيرة على وجه الحياة. وعليه.. بدأ العدو عملية إبرار جوى وبحرى لإنزال قوات على الجزيرة.. وما إن حاول حتى فوجئ بنار جهنم انفتحت عليه!. رجال الصاعقة وفقًا لأسلوب قتالهم.. القوة الموجودة.. تتحول إلى مجموعات قتالية تنتشر على أكبر مساحة.. وكل مجموعة ثلاثة مقاتلين على الأكثر يشكلون قوة نيران متحركة!.
يعنى إيه؟. يعنى يضربون ويتحركون!. المجموعة الصغيرة اللى من ثلاثة مقاتلين أو اثنين وربما مقاتل واحد.. تضرب وتتحرك من مكان لآخر!. ليه؟. لأجل أن يتصور العدو أن الجزيرة عليها قوة عسكرية كبيرة على مساحة أرض كبيرة!. والسبب الثانى.. أن البقاء فى الموقع الذى خرجت منه نيران.. يصبح مخاطرة كبيرة، لأن العدو رصد المكان الذى خرجت منه النيران ويضرب هذا الموقع بقذائف لا طلقات رصاص وهذا معناه أن المكان تدمر!.
مقاتلو الصاعقة أقل من مائة مقاتل.. كفاءتهم القتالية العالية.. جعلت العدو يقتنع أنه أمام.. كتيبة أو عدة كتائب وليس فصيلة مدعومة!. قدرة رجال الصاعقة على التمويه والاختفاء والدراية التامة بالتحرك فى الأراضى المفتوحة أو بين ضباب مكنتهم من التحرك المستمر واستغلال تضاريس جزيرة شدوان الجبلية.. خلال غارات الطيران.. ونفس الكفاءة ونفس الحركة المستمرة.. هى التى خدعت العدو وجعلته يقتنع أن غارات طائراته لم تُبْقِ كائنًا فى الجزيرة على قيد الحياة.. ولذلك حاول إنزال قوات له على الجزيرة.. وما إن اقتربوا حتى حصدت أرواحهم نيران الصاعقة.. لينسحبوا!. وما إن انسحبوا.. عادت غارات المقاتلات لتضرب أكبر مساحة أرض فى الجزيرة!. العدو توقع القضاء على مقاتلى الصاعقة.. وعاد ليحتل الجزيرة وفوجئ أن الأرض «المحروقة» من صواريخ وقنابل المقاتلات.. عادت وتضرب بعنف وجرأة غير مسبوقة.. فانسحبوا وعادت المقاتلات وما إن انتهت من غاراتها.. عاد العدو محاولًا احتلال أى مساحة بقوات له على الأرض.. إلا أنه اكتشف.. أن هذه الأرض لها من يحميها!.
ملحمة شدوان استمرت قرابة الـ30 ساعة.. قتالا رهيبا.. عدوا مدعوما بالطائرات وقطعتين بحريتين انضمتا للهجوم.. فى مواجهة مقاتلى الصاعقة.. المسلحين بعقيدة قتالية ورباطة جأش وقدرات هائلة على الصمود.. وشجاعة لا مثيل لها!. الرجال منعوا العدو من تنفيذ خطته باحتلال الجزيرة.. واضطراره للانسحاب بلا عودة.. حتى لا تعود خسائره!.
القطعتان البحريتان اللتان شاركتا فى معركة شدوان.. هما بيت شيفع وبات يام.. اللتان سبق لهما القيام بإبرار وحدات خاصة إلى عدة مناطق لنا على البحر الأحمر.. وفى إحداها استولى العدو على رادار أحد المواقع المصرية.. من موقع صغير.. على ساحل البحر الأحمر الطويل.. وتلك كانت مشكلة فى وقت صعب.. وفى مكان أصعب!.
ملاحظة: أيًا كانت ظروف هذه الفترة الصعبة.. يبقى المقاتل المصرى.. أقوى من كل الظروف!. القطعتان البحريتان.. نالتا العقاب المصرى فيما بعد.. من ضفادع مصر البحرية.. التى نفذت يوم 5 وليلة يوم 6 فبراير 1970 واحدة من أجرأ العمليات العسكرية! هجوم مجموعة ضفادع على ميناء إيلات.. انطلقتا من العقبة فى الأردن إلى إيلات.. لمسافة 4 كيلومترات.. سباحة على سطح الماء وتحت الماء.. إلى أن دخلتا الميناء وقامتا بتلغيم الهدفين لينفجرا فى التوقيت الذى يؤمن وصولهما للعقبة.. وبالفعل تم الانفجار وميناء إيلات تحول إلى جحيم.. بعد تدمير القطعتين البحريتين!. هذه العملية البالغة الجرأة.. نفذها م.أ عمرو البتانونى ومعه العريف على أبوريشة وم.أ رامى عبدالعزيز بمفرده.. بعد تعرض زميله الرقيب فتحى محمد أحمد لظروف حالت دون استكمال العملية!.
للعلم فى عمليات الضفادع البشرية.. المجموعة اثنان من المقاتلين.. ولم يحدث من قبل فى أى حرب.. أن يقوم ضفدع بشرى بمفرده.. بتنفيذ أى مهمة قتالية.. إلا أن الملازم أول رامى عبدالعزيز فعلها وصمم على تنفيذ العملية.. لأن أى تأجيل.. معناه عدم اصطياد بيت شيفع وبات يام فيما بعد.. لأنهما ستغادران الميناء فى نهار اليوم التالى.. وهذا ما رصدته المخابرات المصرية.. التى عرفت أن القطعتين البحريتين لا تقفان ليلاً فى الميناء إنما فى عرض البحر.. خوفًا من رجال الصاعقة البحرية.. ضفادع مصر البشرية.. دخلت ميناء إيلات مرتين واحدة استطلاع والثانية مهمة قتالية والثالثة.. دخلت الميناء وأنزلت عقابها على القطعتين بتدميرهما!.
>> القصة الطويلة التى نقلت تفاصيلها لحضراتكم.. تلقى الضوء على ما كان عليه البحر الأحمر.. وقت كانت التهديدات للأمن القومى المصرى من عدو واحد.. قبالة البحر الأحمر على جبهة أطول من الألف كيلومتر!. وقتها إن كانت حماية جبهة البحر الأحمر مهمة.. فإن هذه الحماية الآن.. هى الأهم على الإطلاق!. لماذا؟.
لأن العدو الذى يهدد أمننا ومصالحنا بل حياتنا.. لم يعد عدوًا واحدًا إنما أعداء.. منها ما هو على حدودنا.. ومنها ما هو بعيد عنا.. لكن خطره داهم علينا!.
المشكلة الأكبر.. ظهور تهديد جديد أكبر وأخطر.. هو قضية حياة أو موت لنا!. إيه الحكاية؟.
من بعد 30 يونيو 2013 ورحيل الإخوان.. مصر تواجه حجم تهديدات ومؤامرات غير مسبوق فى تاريخها.. ولأنها محفوظة بأمر ربها.. حباها الله بمن ينقذها من الفوضى الخلاقة.. التى تم تمويلها بمئات الملايين من الدولارات لأجل أن تدخل مصر فى حرب أهلية طويلة الأمد!. من تحرك خارجيًا وأعاد العلاقات مع الدول التى اتخذت مواقف ضدنا!. ومن تحرك داخليًا.. لإنقاذ مصر من الإفلاس.. بخطة للنهوض فى كل المجالات!. من يملك القدرة على تحليل الأزمات التى تم تصديرها لنا!. من يمتلك الرؤية التى ثبت دقتها وصحتها.. وتلك هى الحقيقة الأهم على الإطلاق!.
الرئيس السيسى بعد أشهر قليلة من توليه المسئولية.. اكتملت رؤيته لما يجب أن يكون فى كل المجالات وفى وقت قياسى!. قناعته أن يرى الشعب إنجازات.. لا أن يسمع شعارات!. خلاصة القول إن ما تم تنفيذه من مشروعات عملاقة.. إنجاز لم تسمع عنه مصر من قبل!.
ومثلما فاجأنا الرئيس السيسى بإنجازاته فى الكهرباء والطرق والكبارى والأنفاق والمصانع والمزارع.. كانت المفاجأة الأهم.. تسليح جيش مصر ليصبح من أقوى عشرة جيوش فى العالم!.
الرئيس السيسى وتحليله للمواقف ورؤيته المستقبلية قبل ثلاث سنوات.. لما يدور حولنا والمتوقع أن يحدث لنا.. جعله يتخذ القرار الأهم!.
حتمية امتلاك القوات المسلحة.. أحدث ما هو موجود فى ترسانة السلاح فى العالم.. لأجل حماية مصر وشعب مصر ومصالح مصر.. وردع كل من يحاول تهديد مصر!.
البحرية المصرية فى تاريخها لم تحظ بمثل هذه الطفرة الهائلة!. مصر تمتلك اثنتين من حاملات الطائرات.. واحدة للبحر الأحمر والأخرى للبحر الأبيض!. حاملة الطائرات.. جيش على قطعة بحرية.. تستوعب لواء من القوات البرية.. وطائرات من القوات الجوية.. ودبابات ومدافع مختلفة الأعيرة!. جيش يتحرك قبالة سواحلنا وما بعد سواحلنا.. لأن حاملة الطائرات يمكنها الذهاب حتى باب المندب والعودة.. دون تموين بالوقود!.
مصر.. أصبح عندها الميج 29 المتعددة المهام.. وعندها الطائرات الرافال الجبارة التسليح.. القادرة على الذهاب لأبعد مدى دون التزود بالوقود!.
مصر الآن عندها غواصات هى الأحدث فى العالم.. وبالمناسبة مصر دخلت حرب أكتوبر 1973 بغواصات من الحرب العالمية الثانية.. أى أن طرازها وتسليحها وإمكاناتها ومداها.. مضى عليه وقتها 33 سنة!.
مصر الآن تمتلك الأحدث.. فى البر والبحر والجو.. بفضل الله.. وعناية ورؤية رئيسها!.
لولا الميسترال حاملة الطائرات التى تحمى فى البحر الأبيض حدودنا البحرية.. ومصالحنا الاقتصادية.. لكانت حقول الغاز المصرية الآن.. فى خبر كان!.
وبحرنا الأحمر الآن.. عوضه الله كل معاناته زمان!. بسم الله ما شاء الله.. قبالة البحر الأحمر فى برنيس فاجأنا الرئيس السيسى من أيام بافتتاح أكبر قاعدة عسكرية على البحر الأحمر بأكمله!
قاعدة برنيس الحربية.. هى واحدة من إنجازات القوات المسلحة وهى إضافة بالغة الأهمية لقدراتها العسكرية.. جاءت فى وقتها وفى مكانها.. فى إطار استراتيجية التحديث والتطوير الشامل.. لجيش مصر.. الجاهز دومًا للدفاع عن وطن وشعب فيما لو اقترب مخلوق من حدودنا.. أو هدد مصالحنا الاقتصادية.. واليوم قاعدة برنيس.. رسالة إلى كل الدنيا عمومًا ودول البحر الأحمر تحديدًا.. رسالة ليست من حروف وكلمات فى جمل على سطور.. إنما اتفاقية تم توقيعها على مساحة 150 ألف فدان من حدودنا وتردع أعداءنا!.
ساحل البحر الأحمر.. مبهور بما لم يشاهده فى حياته!. البحر الأحمر فى أقصى حدودنا الجنوبية يطل على مساحات أرض شاسعة أغلبها غير مأهول! من سنين طويلة طويلة والبحر الأحمر لا يرى إلا الأرض التى لا آخر لها.. وفجأة!.
فى يوم وليلة بحسابات الزمن.. البحر الأحمر على حدودنا الجنوبية فوجئ بوجود أكبر قاعدة عسكرية لا مثيل لها على طول سواحله!. البحر الأحمر لأول مرة.. يشعر بالعزوة والفخر.. بأن مياهه على حدودنا.. باتت مؤمّنة وأصبحت آمنة.. لأنها فى عزوة وحماية أكبر قاعدة عسكرية.. بل إن مياهه شريك فى القاعدة البحرية التى هى جزء من قاعدة برنيس العسكرية!.
وليس فقط القاعدة البحرية هى ما تم إنجازه فى برنيس.. إنما هناك قاعدة جوية.. وبالطبع موجود قوات برية.. يعنى بر وبحر وجو.. جاهزون ومستعدون.. لأى مهام.. تكلف بها قاعدة برنيس فى الاتجاه الاستراتيجى الجنوبى!. وأيضًا هناك مستشفى عسكرى.. وميادين رماية للتدريب لكل أنواع الأسلحة!.
قاعدة برنيس تضم أيضًا.. ما يسعد كل مصرى!. أصبح لنا فى أقصى الجنوب.. رصيف تجارى بطول كيلو و400 متر وعمق 17 مترًا.. يعنى يستقبل السفن العملاقة!.. يعنى أصبح عندنا ميناء تجارى.. يعنى إضافة مهمة فى النقل البحرى.. لنا ولمن حولنا!. ميناء ظهر على وجه الدنيا فى شهور.. فيه كل ما هو موجود فى أحدث ميناء!. محطة استقبال ركاب.. وفيه مجموعة أرصفة بحرية إضافية.. تصلح لكل المهام، إلى جانبها أرصفة تخزين البضائع وأرصفة وساحات تخزين الحاويات ومحطة تحلية مياه.. وكل هذه المرافق.. فى خدمتها شبكة طرق متكاملة!. القاعدة العملاقة يخدمها مطار برنيس الدولى!. يعنى سفن الركاب على خط البحر الأحمر.. فى خدمتها رصيف يستوعب البواخر الكبيرة.. والقادم بحرًا من أى مكان على البحر الأحمر إلى قاعدة برنيس.. يصل القاهرة جوًا فى 90 دقيقة من مطار برنيس.
ولأن شائعات الإخوان بدأت.. وحملات التشكيك ظهرت.. أقول لأهالينا إن الهدف من إنشاء القاعدة.. حماية وتأمين سواحل مصر الجنوبية.. وتأمين المشروعات العملاقة والثروات الطبيعية.. والتصدى لأى تحديات أمنية فى البحر الأحمر.. وحماية الملاحة العالمية.. من حدودنا الجنوبية إلى قناة السويس ومناطقها الاقتصادية!.
يبقى القول فى النهاية: من لا يعرف قيمة وأهمية وجود قاعدة عسكرية بهذا الحجم وبقوة نيران هائلة من البر والبحر والجو.. من لا يعرف.. أدعوه لقراءة المقال من بدايته.. ليعرف أن ما حدث فى برنيس.. إعجاز!.
والإعجــــــاز الآخر المرحلة الختاميـــــة من المنـــاورة العسكرية قادر 2020.. التى كانت هى الأخرى.. رسالة أخرى للدنيا كلهـــــــا.. بأن لمصــــر جيشًا عظيمًا.. فـــى البر والبحر والجو!.
لمزيد من مقالات إبراهيـم حجـازى رابط دائم: