مئات المؤتمرات فى واشنطن وباريس وجنيف والآستانة وموسكو تعقد لتقرير أحوال العرب وهم عنها غائبون منذ القضية الفلسطينية مرورا بالعراق وسوريا واليمن ولبنان وليبيا والصومال حتى بات العرب كالأيتام على موائد اللئام وأصبحت المنطقة أكبر سوق لبيع السلاح فى أضخم عملية استنزاف للثروة العربية، وتحسبهم جميعا وقلوبهم شتى وهم رحماء بعدوهم غلاظ فيما بينهم وكانت مشاهد مؤتمر موسكو بشأن ليبيا تدعو للوجع والأتراك يقررون خريطة الطريق بينما الليبيون اعداء بامتياز, وتكرر المشهد مع سوريا وبقية دول المنطقة وذلك وسط أمواج هادرة من التغيرات الجيواستراتيجية وتحرك قلب العالم، والصراع الكبير بين القوى الكبري، وثقافة المقايضات التى لا ندرى أبعادها، والتى تجرى فى الظلام بين الكبار، وفيها ما يؤلم النفس من أن العالم العربى بات مهمشاً وشعوبه كالأيتام على موائد اللئام، أولئك الذين جزءوه وقسموه فى سايكس بيكو الأولي، وها هم يعاودون الكرة مرة أخري، بعد أن فشلوا فى المرة السابقة قبل ثمانى سنوات فيما عرف بزمن الربيع العربي، والذى أثبتت التجربة التاريخية أنه كان شتاء أصوليا, من تخطيط القوى الخارجية فى غرف المخابرات المظلمة والكارثة العربية لا تتوقف عند ليبيا أو سوريا اليوم، هى متفاقمة على أراضى اليمن حيث الاحتلال الأيديولوجى الإيراني، ناهيك عن الدعم اللوجيستى المقدم إلى الحوثيين بالأسلحة والعراق بدوره يئن، ويحاول أن يصرخ فى مواجهة الانتماء العقدى والطائفي، ذاك الذى بات يتجاوز الولاءات الوطنية، ما أدى إلى شروخ فى جسد دولة الرشيد، صاحبة التاريخ الإنسانى الراقى والمبدع، والتى أضحت ثرواتها اليوم مستباحة من كل القوات الأجنبية على أراضيها، وكأنها باتت ميداناً لحروب الأمم بالوكالة، وربما الأسوأ لم يأت بعد. ولبنان بدوره مختطف من قبل جماعة لا يهمها صالح ومصالح الوطن، بقدر الحفاظ على مكتسبات حققتها بالقوة لا بالتراضي، معتمدة فيها على قوة السلاح، ومهددة الأمن والسلم الأهليين، فلا شيء يهمها سوى مخصصاتها من طهران. وليبيا حيث الحرب الأهلية الدائرة هناك لا أمل فى أن تخمد عما قريب، ومادامت بقيت تركيا وقطر وإيران محلقة فى المنطقة بأجنحة سوداء.
ولا أحد فى العالم يريد حربا ضد إيران. لا تريد الصين وروسيا هذه الحرب من موقع الحليف، ولا تريد أوروبا هذه الحرب من موقع الشريك، ولا تريد الولايات المتحدة هذه الحرب من موقع أن الهدف الأساسى لواشنطن هو جرّ طهران نحو طاولة التفاوض. وعلى هذا ماذا تنتظر دول المنطقة لكى تبادر لفرض آليات تفاوض مع إيران بدل انتظار مسار ومصير الآليات التى تقدمها دول العالم البعيد لحلّ النزاع الحالى مع طهران؟ لا نتفاوض بالضرورة كى نتفق. ولا نتفاوض كى نذعن أو نقبل بالأمر الواقع. ولا خطأ فى الانخراط فى آلية للكلام المباشر والصريح بدل الاكتفاء بسياسة المقاطعة. فإذا ما كان من رغبة ليكونوا جزءا من أى اتفاق مقبل فلابد أن يجلسوا فى المقاعد الأمامية لأى تفاوض أو تسوية ترسم مع الكبار وظلت روسيا وتركيا وإيران تشرف بالفعل على محادثات سلام فى كازاخستان منفصلة عن تلك التى تساندها الأمم المتحدة فى جنيف لثمانى مرات، ومؤتمرات اسطنبول وسوتشى لدفع عملية السلام إلى الأمام بعد تعثرها جراء الخلافات. وتقول موسكو إن الهدف من جهودها لإحلال السلام أن تكون مكملة لجهود الأمم المتحدة لا أن تنافسها. وهكذا ظل العرب يستمتعون وهم يراقبون دول الجوار ترسم لهم الأوضاع الداخلية وتقرر مصيرهم فى غياب مهين لأى طرف عربى خاصة جامعة الدول العربية.
الخطر على الأوطان يأتى من داخلها قبل أن يأتى من خارجها، ومن تخبط حكامها قبل غضب شعوبها.
ببساطة
> التجاهل أحيانًا أقوى رد.
> كلما زادت الخيرات زادت المؤامرات.
> المرضى لايذهبون للعيادة النفسية ولكن ضحاياهم.
> المناورات العسكرية جرء من المناورات السياسية.
> يحتاج مرتدو ثياب الفضيلة بطانة تدارى عوراتهم.
> الإعلام والثقافة هما قلب السياسة بامتياز.
> تكلم عندما تكون كلماتك أفضل من صمتك.
> سلامًا على من تظاهر بالقوة وهو منكسر.
> استبدلوا مقر الحزب الوطنى من النيل للتجمع.
> الخطأ يظل خطأ ولو مارسه الجميع.
> ينخفض الدولار فيزداد جشع التجار.
> الانتخابات المقبلة لن تكون نزهة كسابقتها.
[email protected]
لمزيد من مقالات ســيد عـلى رابط دائم: