1% من سكان العالم وبالتحديد 2153 مليارديرا يملكون ثروات تعادل ما يملكه 4.5 مليار نسمة حول العالم، أى 60% من البشر!، بل أن أغنى 22 رجلا فى العالم يملكون ثروة تفوق ما تملكه جميع النساء اللاتى يعشن فى القارة الإفريقية (؟!).. هذه الأرقام الحزينة والمجنونة حملها أحدث تقرير لمنظمة أوكسفام، والذى أعلنته الإثنين الماضى على هامش منتدى دافوس فى سويسرا.. ولم تكن هذه الأرقام صادمة بقدر أنها كاشفة، بسبب أنها أصبحت مكررة من أعوام، فمثلا العام الماضى كانت الإحصاءات تشير إلى إن 26 شخصا باتوا يملكون ما يساوى أموال 3٫8 مليار نسمة، هم الأكثر فقرا فى العالم، وبعدما كان عددهم 42 شخصا عام 2017، إلا أن العدد تقلص هذا العام إلى 22 شخصا فقط!، وهو ما يعنى أن العالم أجمع متجه إلى الاحتكار والتكريس للثروات بيد أفراد قليلين هم أقوى كثيرا من الدول!...ورغم أن التقرير انتقد تقاعس الحكومات عن إلزام هؤلاء الأغنياء بدفع ضريبة إضافية بنسبة 0.5 بالمائه على ثروتهم على مدى العقد المقبل، مما قد يساعد على إيجاد 117 مليون وظيفة، إلا أن الفشل فى زيادة هذه الضرائب على الأكثر ثراء دفع الحكومات للتخلى عن أموال يمكن أن تستخدمها لانتشال جميع النساء -على سبيل المثال- من الفقر (؟!)...لكن المؤكد أن مثل هذه التقارير لن تجدى فى سد الهوة بين الأغنياء والفقراء، ما لم يتم اعتماد سياسات تناهض انعدام المساواة من الحكومات المتواطئة مع رأس المال، أو أن يجد العالم الحر حلا لتوحش الرأسمالية الجديدة التى تنهش فى قوت الناس وتمتص عرقهم ومجهودهم، من دون ضمير، ولا رحمة.
لمزيد من مقالات أيمن المهدى رابط دائم: