خبراء الطيران: مصر تؤدى دورا محوريا لدعم صناعة الطيران فى إفريقيا

• «السوق الإفريقية الموحدة» نواة لتنشيط النقل الجوى

ليس خافيا على أحد أن صناعة النقل الجوى فى إفريقيا تواجه تحديات كبيرة تفرض على القائمين والمهتمين بصناعة الطيران فى القارة السمراء مزيدا من الجهد والعمل والتعاون للنهوض بهذه الصناعة الواعدة، خاصة بين الحكومات ومختلف منظمات وشركات الطيران الإفريقية، بما يسهم فى زيادة معدلات التنمية والاستثمار فى القارة.

ونظرا لمكانة مصر فى مجال الطيران إقليميا ودوليا فإنها ـ كما يؤكد خبراء الطيران ـ يمكن أن تلعب دورا «محوريا» فى تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الإفريقية لمواجهة هذه التحديات، حيث يعد «الطيران» إحدى أدوات «القوة الناعمة» المصرية فى تدعيم الوجود المصرى داخل إفريقيا.

ولعل حرص القيادة السياسية فى مصر على قضايا القارة الإفريقية والمشاركة الفعالة فى مختلف المؤتمرات واللقاءات والمنتديات التى تهتم بالقضايا الإفريقية ـ وأخرها مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى «قمة الاستثمار البريطانية الإفريقية» هذا الأسبوع بالعاصمة البريطانية لندن ـ يؤكد هذا التوجه الراسخ، حيث تأتى مشاركة مصر فى هذه القمة بصفتين الأولى أنها من كبرى دول القارة جذبا للاستثمارات، والثانية بصفة رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى بما يعزز دورها الأساسى فى مساندة جهود الدول الإفريقية على مختلف الاصعدة، وايجاد فرص واعدة ومتنوعة امام شركاء إفريقيا للاستثمار، كما جاءت هذه المشاركة أيضا لتؤكد دور مصر «المحورى» فى القارة التى تمثل عمقا استراتيجيا واقتصاديا لها.

وتدعيما لهذا التوجه فإن وزارة الطيران المدنى برئاسة الطيار محمد منار وزير الطيران تولى أهمية كبيرة لتعزيز التعاون والتنسيق مع الدول الإفريقية فى مختلف المجالات، حيث تؤكد الوزارة الدور «المحورى» الذى يمكن أن تؤديه مصر على الساحة الإفريقية فى مجال النقل الجوى وترحيبها بالتعاون التام مع كل الدول الإفريقية فى وضع رؤية مستقبلية لصناعة الطيران، وتعزيز سبل التعاون والتكامل مع دول القارة الإفريقية للنهوض بصناعة النقل الجوى. وفى هذا الإطار تم توقيع العديد من الاتفاقيات بين مصر والعديد من الدول الإفريقية الشقيقة فى مجالات التدريب والصيانة وتبادل الخبرات، كما قامت الشركة الوطنية مصر للطيران بزيادة شبكةخطوطها الجوية إلى العديد من النقاط داخل إفريقيا، كما تدرس بصورة مستمرة فتح خطوط جديدة إلى إفريقيا لربط مصر بمختلف دول إفريقيا وزيادة عدد الرحلات.. وهنا نأمل مزيدا من التنسيق ومشاركة أكثر فعالية لشركات الطيران المصرية الخاصة فى تشغيل رحلات تربط مصر بالقارة ليصبح الطيران إحدى وسائل القوة الناعمة لمصر فى تدعيم العلاقات مع الدول الإفريقية، وأن يشعر الاشقاء الأفارقة بوجود مصرى حقيقى فى كل المجالات داخل القارة.

ويرى الخبراء أيضا أن إنشاء «السوق الإفريقية الموحدة» يمكن أن يشكل نواة حقيقية لتنشيط حركة الطيران والسياحة داخل القارة خلال المرحلة المقبلة فى ظل التحديات التى تواجه صناعة الطيران فى إفريقيا، حيث يأتى أمن وسلامة الطيران فى مقدمتها إلى جانب ضرورة تحديث البنية الأساسية فى بعض المطارات وأنظمة المراقبة الجوية باستخدام الأقمار الصناعية، وعدم وجود خطوط طيران مباشرة تربط بين دول القارة والعواصم المهمة حول العالم، وأيضا تربط بين العواصم الإفريقية وبعضها البعض والاعتماد على طرق جوية «غير مباشرة» مما يزيد من وقت الرحلات واستهلاك الوقود وزيادة نسبة الانبعاثات الضارة وتكلفة التشغيل... ومن هنا يؤكد الخبراء أهمية التعاون والتنسيق بين الدول الإفريقية، وتوقيع مزيد من الاتفاقيات التجارية بين شركات الطيران الإفريقية لتشغيل الرحلات، وفتح خطوط طيران مباشرة بين دول القارة، خاصة أن هناك 24 دولة إفريقية لديها اتفاقيات للأجواء المفتوحة مع دول أجنبية من خارج القارة، بينما لا توجد مثل هذه الاتفاقيات بين الدول الإفريقية، وبعضها البعض مما يؤدى إلى تهميش دور شركات الطيران الإفريقية فى الأسواق العالمية والمحلية.