رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اتقوا شر الحليم إذا غَضب

هذا هو ما ينطبق على شعب مصر, عبر تاريخه الطويل، المراهنة على حسن خلق وطيبة القلب ,ونسيان الأسية, وضبط النفس أعتقد لمن يقرأ التاريخ سيتعظ بأن المصريين غير .

أتحدث اليوم عن صبر المصريين شعباً وحكومة وقيادة سياسية, فى منهج جديد على السياسة المصرية فى التعامل مع أزمات تمر بها البلاد. ولعل ما يتم التعامل به رسمياً وشعبياً فى أزمة مشروع سد النهضة الإثيوبى دليل واضح على أن مقالى هذا يعبر بصورة قريبة عن واقع يعيشه المصريون اليوم. والمتابع لتاريخ العلاقات المصرية الإثيوبية والعلاقات ما بين دول حوض النيل سواء تلك الدول فى موقع المنابع، أو مصر فى موقع المصب منذ فجر التاريخ. فإن الحوار الدائم بين تلك الدول كان إما بتأمين حكام مصر فى عهود سابقة لمنابع النيل، إما بالتدخل المباشر مثلما كان فى عهد الوالى محمد على باشا وأولاده (إبراهيم باشا وطوسون باشا )وغيرهم. أو بالاتصال والتواصل التجارى كعهد سابق قديم أيام الملكة حتشبسوت وتلك القوافل الناقلة للتجارة بين دول المنبع ودولة المصب (مصر) علاقات تجارية واقتصادية متميزة فى عصر مبكر جداً، كان العالم يعيش فى ظلمات التاريخ، والحضارة هنا فى حوض النيل تشع وتسطع فى العالم القديم.

ولعل فى العصر الحديث حينما كانت الكنيسة الإثيوبية تابعه للكنيسة المصرية ويَّرسْم بابا الكنيسة هناك من البابا البطريرك المصرى حتى عام1959. حينما كان هناك الإمبراطور هيلاسلاسى وهنا الزعيم جمال عبد الناصر . ولعل الجميع يعلم أن مصر كانت وما زالت قادرة على حماية أمنها القومي, سواء فى شمالها أوشرقها أوغربها وكذلك جنوبها. والجنوب هنا هو العمق الاستراتيجى للدوله المصرية لما لهذا العمق من أهمية قصوي، حيث تعيش فى جنوبها الشقيقة السودان والتى كانت هى جزءا من الأمه المصرية. وكان ملك مصر والسودان هو من يعيش فى قصر عابدين بالقاهرة, وأيضاً فى قلعه صلاح الدين، وكانت مصر هى الأم وهى المرجع وهى الأمين على مصالح الجنوب حتى تغيرت الخريطة السياسية فى المنطقة. وكان عام 2011 عام الاضطراب فى مصر وعام التشخيص الخاطيء للأحداث الجارية وكان فوران شعب مصر ضد شيخوخه النظام السياسى والاندفاع بالدولة المصرية إلى نفق مظلم سرعان ما استفاق الشعب وقواته المسلحه لكى تسترد مصر هويتها فى عام 2013, ولكن فى ظل تلك الحقبة كان لكل شارد فى المنطقة رأى أخر نحو الاستقرار (وربما الناظر منهم بأنانية إلى المصالح الضيقة)، وكان للجنوب رأى آخر فيما يحدث، حيث بدأت تلك الأزمه تأخذ طريقها للظهور حينما توجه وفد شعبى لدولة إثيوبيا لمخاطبة البرلمان والقيادة السياسية هناك، ولكن للأسف دون جدوي. وهنا تحرك شعب مصر نخبة منهم لكى تتولى عن الدولة الغائبة (الرد بالمعروف)، وهنا ظهرت طيبة وصبر شعب مصر. وإلى أن تشكلت الدولة فى نظامها السياسى الجديد ,وكان الحلم والصبر وطولة البال هى عناصر التعامل مع الأزمة، إلى أن ضاق صدر الشعب بهذا الصبر وهذه ( المماطلات)، ونعود لعنوان المقال, اتقوا شر الحليم إذا غضب.


لمزيد من مقالات ◀ د.حماد عبد الله حماد

رابط دائم: