بات لافتا أنه مع كل خطوات نجاح فى الداخل طيلة الفترة الماضية وتحقيق معجزة النهوض البازغ فى مسارات التنمية والنجاح الاقتصادى والانطلاقة نحو تحقيق قفزات لافتة فى مشروعات البنية التحتية بكل دروبها ناهيك عن استعادة النفوذ والحضور المتكافئ فى مجال السياسة الخارجية وزمام المبادرة باستنهاض الدور المصرى فى الإقليم وعودته بجرأة ليكون الدور الفاعل والنشيط فى التصدى لعديد المؤامرات الخاصة برسم الخرائط الجديدة فى الإقليم وامتلاكه موازين القوى الحقيقية لضبط ايقاع التوازن العربى والإقليمى بفضل هيكلية وترسيخ قوة المؤسسة العسكرية التى احتلت تصنيفات عسكرية دولية متقدمة ضمنت رسوخ الأمن والاستقرار فى الداخل المصرى فى سنوات معدودة .
ـ بفعل كل هذه النجاحات مجتمعة تثار حفيظة مجاميع الشر من دول فى الإقليم وجماعات العنف والإرهاب ممثلة فى التنظيم الإرهابى الحاضن والمفرز لكل التنظيمات الإرهابية واخواتها طيلة السبعين عاما الماضية واقصد جماعة الاخوان الارهابية فضلا عن مجاميع سياسية تتغنى بالديمقراطية والليبرالية وارتبطت بعقد مؤامرة 25 يناير عام 2011 وكانت صاحبة أجندات مأساوية لتخريب وتهديم وتفكيك أوصال ومؤسسات الدولة المصرية حيث مازال كل هؤلاء وغيرهم فى حالة سعار سياسى كل يوم لتدبيج خطط سيناريوهات مؤامرات الفتك والوقيعة بمصر وإلغاء ونسف كل برامج النجاح والحضور وتخريب كل خطط الأمن والاستقرار وتكرار مآسى زمن الخيبات التى عاشتها مصر منذ يناير وحتى قيام ثورة 30 يونيو بكل احداثها السوداء ومآسيها الكارثية ولأجل كل ذلك وأكثر مازالت الاجتماعات والتحضيرات واللقاءات المشبوهة التى تحولت إلى حفلات ونصب السامر لمصر لهز الثقة وإشعال الحرائق الكاذبة المتنقلة تعقد يوميا ودوريا وفى أكثر من مكان وتضع خطط التحرك والاستهداف وترصد دبلوماسية الشيكات أموالا طائلة من جديد للعودة لتنفيذ تلك المخططات دون كلل أو ملل بالرغم من هزيمتهم النكراء طيلة قرابة سبع سنوات منذ ثورة 30 يونيو عام 2013.
ومن أسف مع حلول الذكرى التاسعة لثورة 25 يناير في الأيام القبلة اشتدت وطاة التآمر من جديد وتكاثرت حفلات الاستهداف وكان أخرها ما يعرف بمؤتمر الشتاء العربى الذى عقد فى عاصمة أوروبية كبرى فى الأيام الماضية على غرار مؤتمرات ومنصات الربيع العربى ومن ويل تكرار الكارثة الجديدة أن شارك فيه نفس الوجوه المقيتة من مصر وأكثر من عاصمة عربية لوضع خطط وسيناريوهات تكرار مأساة الربيع العربى وبالطبع كان المدخل الخادع لهذا الشتاء العربى عودة الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة والاصغاء للاخر وعناوين براقة خادعة على غرار عناوين يناير وغيرها أملا فى استعادة مخدوعين جدد من أجيال الشباب والمقهورين والمعذبين فى بعض دول الربيع العربى الذين لم يستطيعوا النجاة والإفلات من هذه السيناريوهات السوداء كما فعلت مصر وربما تكون تونس بعض الشىء بالرغم من تعثرها الاقتصادى والسياسى حتى الآن ناهيك عن مؤتمرات وحفلات مازالت تنصب يوميا فى تركيا وقطر انضمت إليها كل قيادات الإخوان من مصر وليبيا وعديد الاقطار العربية وبعض تجار المواجع من دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان والعلوم السياسية المخدوعين .
والشاهد حتى الآن أن الغرض من هذا الاستهداف هو السعى مع مطلع ذكرى 25 يناير الحالى فصاعدا لتصدير الفتن والتوترات وإعادة سنوات الألم والفوضى فى مصر مستعينين بالكذب وحملات التشويه والتلفيق والاكاذيب وهذا ما يستدعى الانتباه من كل المصريين بحجم كل ما يحاك حاليا ضدنا وما ينوون فعله وتدشينه ضد الوطن فى الأيام المقبلة وتصدير شعارات الشتاء العربى هذه المرة وذلك عبر خلق مصدات وقائية فى الداخل المصرى وهذا يتأتى عبر صون وحدة وتماسك المصريين والتلاقى نحو الهدف الأسمي بالتمسك بنجاحات ومعجزات السنوات الست الماضية غير المسبوقة على أرض مصر حاليا وأظن الصور أبلغ من الكلام وكذلك إعلاء مصالح الوطن العليا برفع الصوت برفض أى تحركات أو دعوات تريد النيل من أمن واستقرار هذا البلد ناهيك عن فضح وتجريس متلازم لأى دعوات مشبوهة تفت فى عضد المصريين وتماسكهم للحفاظ علي مكاسب النجاح ووتيرة وتلازم خطط الاصلاح اللا متناه الذى بات يغطى كل مجالات الحياة هنا فى مصر.
هذا الاستهداف المتتالى للنيل من وحدة وأمن واستقرار مصر لم يعد يتركز فقط على مسائل الداخل بل أن تعداه ليشمل تصدير الأزمات والاشتباك لتوريط مصر فى أزمات الجوار ودول الإقليم بهدف الاستنزاف وإضعاف أدوات ومعادلات التوازن المصرى وتشتيت الجهد والانتباه لأن لديهم فقدان أمل بأن المحاولات لإنهاك الداخل المصرى ستفشل بفعل وحدة وتماسك وعضد قوة المصريين وهذا ما يجب الالتفات إليه ومن هنا التركيز بالتوازى مع الداخل بالتوريط فى أزمات ساخنة وحيوية لمصر كأزمتى سد النهضة والأوضاع فى ليبيا اللتين أرى فيهما أزمات حيوية لا بديل سوى الانتصار فيهما حيث للأسف هناك من يريدون لمصر أن تدفع نيابة عن بعض دول الاقليم فاتورة الاضداد فى المنطقة وهذا ماتفطن له مصر حاليا بكياسة دبلوماسية وسياسة خارجية بناءة حيث التعاطى مع ازمتى سد النهضة وليبيا يمثل معركة حيوية وحتمية الانتصار فيهما مرجح ومؤمن ولا بديل حيث يعتمد حيوية التحرك المصرى فيهما علي رؤى وآليات مدروسة باعتماد التفاوض وسياسة النفس الطويل وأعتقد أن التدرج فى معالجة أزمة سد النهضة بدأ يؤتي ثماره بعد جولة واشنطن الأخيرة وما ينتظر من الجولة الاخيرة فى واشنطن فى 28 من هذا الشهر بالاتفاق النهائى طبقا لصيغة ولائحة المطالب المصرية دون اللجوء إلى الخيار شمشون وكذلك الحال في أزمة ليبيا حيث الحضور فى قمة برلين ومشاركة الرئيس السيسى والطرح المصرى الذى يحول دون انهيار ليبيا وقطع الطريق على مؤامرات تركيا وقطر لخطف ليبيا هو ما يستحق التكاتف والوحدة وتوفير الغطاء الشعبى الكامل للرئيس والدولة المصرية لتحقيق الانتصارات المضمونة فى هذين الملفين وهذه هى مهمة كل المصريين للانتصار فى هاتين المعركتين وإنا لفاعلون.
لمزيد من مقالات أشرف العشرى رابط دائم: