-
أمهات الشهداء: الوزارة قدرت تضحيات أبنائنا ولم نتردد فى إلحاق أشقائهم وأنجالهم بكلية الشرطة
-
الاستقرار الأمنى جعل مصر من أكثر الدول أمانا ومهد الطريق للتنمية
-
2019 عام الانتصار على الإرهاب وتفكيك البؤر الإجرامية
أيام قليلة تبعدنا عن واحد من أنبل الأعياد المستقرة فى وجدان الشعب المصري، إنه «عيد الشرطة» أو عيد الكرامة الذى يسترجع فيه كل وطنى مخلص ذكرى أبطال جادوا بأرواحهم ودمائهم من اجل الدفاع عن حرية المصريين وطهارة أرضهم، عيد لرجال رفضوا «عنجهية» المستعمر البريطانى وأقروا، بأن سلاحهم هو عرضهم وبدلتهم الميرى هى شرفهم، فلا سلطان عليهم من قبل عدو غاشم ولن يقابلوا الصلف والغرور سوى بالثبات على المبدأ وتلقين المستعمر درس عمره، فكانت ملحمة ابطال الشرطة فى الاسماعيلية فى 25 يناير 1952، ذلك اليوم الذى أضحى عيدا لكل المصريين يحتفلون فيه باستبسال ابناء الوطن مثمنين تضحياتهم بكل فخر واجلال.
وعلى نهج الآباء يسير الابناء فطوال 68 عاما لايزال رجال الشرطة يواجهون التحديات الأمنية وامامها يسطرون بطولات جديدة مكملة لبطولات أسلافهم، ولعل ما يواجهه الجيل الحالى هو واحدة من أصعب التحديات التى واجهتها الشرطة المصرية على مدى تاريخها، وكالعادة كان ابطال الداخلية فى الميعاد وعلى العهد باقين فحققوا النجاحات فى استئصال رءوس الإرهاب واتباعهم ومموليهم من الخارج، ولم يكتفوا بمطاردة عتاة الإجرام على الأرض فقط فكان سقوط عناصر الخلايا الإرهابية مدويا سواء من كان نشاطهم التواصل المباشر أو من خلال شبكات «السوشيال ميديا» ممن يديرون صفحات تحريضية ولجانًا إلكترونية لبث الشائعات والفوضى بغرض الاضرار باستقرار الوطن.
كل هذه النجاحات وغيرها سواء على مستوى مكافحة الجريمة وتقديم المبادرات المجتمعية والانسانية جعلت مصر فى مصاف أكثر الدول أمانا فى العالم وفقا لما خرجت به مؤسسة جالوب الدولية خلال العام الماضى، حيث ذكرت تقدم مصر فى مؤشر الأمن والامان إلى المركز الثامن عالميا والثانى عربيا بحصولها على 92 نقطة بالمقارنة بالمركز السادس عشر فى عام 2018، وهذه النتيجة تعبر عن حجم الانجاز الأمنى الذى تحقق خلال عام واحد فقط وجعل مصر فى مصاف الدول الأكثر امانا على مستوى العالم لتسهم نجاحات رجال الشرطة فى تمهيد الطريق لمزيد من جذب الاستثمار إلى داخل البلاد، كذلك يقظة رجال الداخلية وتطبيق احدث منظومات تأمين فى المطارات والمنافذ البحرية والبرية اسهم فى عمليات جذب السياحة ودفع الاستثمار والبناء والتنمية..
> الشهيد كريم ووالدته > الشهيد كريم فؤاد
وقبل أن نستعرض صفحات عام 2019 المنصرم لنستعيد نماذج من بطولات رجال الداخلية وذكريات أهم النجاحات التى حققوها والضربات الاستباقية للخلايا الإرهاربية وغيرها نشير إلى أن وزارة الداخلية والقيادة السياسية لم تغفل أبناء الشهداء وأنها اهتمت بهم دائما. كما تقول أم البطل الشهيد محمد زين كما لقبتها زوجات الشهداء، الذى اغتالته يد الإرهاب وترك طفلين أحدهما عمره عامان والأخرى بنت 7 أشهر وتفرغت والدته لتربيتهما حتى اصبح على فى الصف الرابع الابتدائى وزينة فى الصف الثالث وبقلب يعتصره الألم، قالت: «محمد وحشنى قوى ويفتقده أولاده ..أنا عايشة فى حلم وبوهم نفسى إنه فى مأمورية وهيرجع وكلما يقوم أخواته بفتح الباب أجرى وأقول أكيد محمد رجع تاني»، أدعولى أن أظل فى هذا الحلم وأفضل عايشه على أمل أنه فى مأموريه وهيرجع ..ولاده بيسألوا عليه ودايما يقفوا جنب صورته ويتصوروا معاه ..ادعولى ربنا يطول فى عمرى لحد ما يكبروا وأطمئن عليهم ..وأضافت الأم المكلومة أن وزارة الداخلية دائما ما تتواصل معنا فى كل مناسبة وتعمل على توفير كل الدعم المادى والمعنوى لنا، خاتمة كلامها بأنه لن ينقصنى شيء سوى ابنى الشهيد.
أما والدة الشهيد كريم فؤاد الذى استشهد عام 2015، فقالت: حق ابنى مش هيروح هدر ..الحمد لله أخوه معتز التحق بكلية الشرطة علشان يجيب حق أخوه ..أنا راضية بقضاء ربنا وابنى مصمم أنه ياخد حق أخوه وحق باقى الشهداء ..أنا وافقت على دخول معتز الشرطة علشان أشوف فيه صورة كريم «ربنا يرحمه»، وفى أول زيارة له صممت أتصور معاه نفس الصورة اللى أتصورتها مع كريم، مضيفة أن وزارة الداخلية تقف معنا وساعدتنا فى دخول معتز كلية الشرطة ..فعلا بيحبوا ولادهم ويقفوا جنبهم حتى بعد وفاتهم.
> الشهيد الهامى عبد المنعم > الشهيد مالك مهران
بينما تقول «مي» ابنة الشهيد مالك مهران الذى استشهد عام 2013 وترك ولدًا واحدًا وثلاث بنات أطفالا: إن أولاده الصغار لم يستسلموا للأحزان ولم تنكسر والدتنا وتفرغت لتربيتنا حتى التحق أخى مصطفى بكلية الشرطة ليثأر لأبيه الشهيد وكبرت الصغيرات والتحقت مى بكليه الألسن ومنة ومنى بالمرحلة الثانوية..وقالت فى كل مناسبة بفتكر بابا وبتمنى إنه يكون موجود معانا ..بس أملنا فى مصطفى أخويا أن ياخد حقه علشان نرتاح.
والدة الشهيد أسامة كامل الذى استشهد عام 2012 قبل زفافه بشهور قالت ابنى لم يفارق خيالى ثانية واحدة، أراه دائما فى أحلامى يحدثنى وكأنه حى فقد رحل والده عن الحياة، ولم يبلغ عامه الاول وتربى يتيما وعندما كبر كان لى السند فهو كبير أشقائه ولم يدر بخلدي، أن الموت سوف يختطفه عندما يشتد عودة ويتخرج فى كلية الشرطة، ولكنها إرادة الله واختباره لى على مدى صبري، لم استسلم لاحزانى وقررت استكمال مسيرة ابنى الشهيد وعندما حصل شقيقه إبراهيم على الثانوية العامة العام قبل الماضى حاول الالتحاق بكلية الشرطة، إلا أن الحظ لم يحالفه العام الماضى وصممت على تقديم أوراقه العام الحالي، وتم قبوله بكلية الشرطة... لم أخش عليه من الموت وأثق أنه سوف يثأر لشقيقه الشهيد وقالت مصر بلدنا ومعندناش حاجة غيرها نحافظ عليها ولازم نحافظ عليها ونفديها بدمائنا.
العميد الهامى عبدالمنعم استشهد فى عملية إرهابية بمحافظة سوهاج عام 2014 وعنه قالت زوجته الدكتورة شرين سعد الدين نفتقده فى كل ثانية وروحه تعيش بيننا ونستدفيء بها فى ليالى الشتاء القارصة ولم أهدأ حتى أثأر لدمائه وهو ما دفعنى إلى السعى لإلحاق ابنى عمر بكلية الشرطة هذا العام لجلب حق أبيه من خفافيش الظلام.
الانتصار على الإرهاب
نعود إلى ما بذلته وزارة الداخلية من جهود كبيرة حيث نجحت فى توجيه عدد من الضربات الاستباقية ضد العناصر الإرهابية خلال عام 2019 الذى يعد عام الانتصار على الإرهاب وتمكنت من إجهاض مخططات الجماعات الإرهابية التى تستهدف المنشآت المهمة والحيوية ورجال مصر البواسل من قوات الجيش والشرطة واستطاعت العيون الساهرة محاصرة الإرهابيين وتضييق الخناق عليهم وشن الحروب الشرسة وخوض المعارك حتى تمكنوا من تجفيف معظم منابع الإرهاب وقدم الرجال الشجعان ارواحهم العطرة ودماءهم فداء لأرض الكنانة وتطهيرها من قوى الشر التى استباحت قتل الابرياء بأيادى رثة وضمائر ميتة وتمكنوا من إحباط العديد من المخططات التى تحاول النيل من استقرار مصر، وعرقلة عجلة التنمية، وتهديد الآمنين.
ففى عام 2019 تمكنت قوات الأمن من دهم العديد من أوكار الجماعة الإرهابية وأسفرت المواجهات الأمنية عن مصرع عدد من العناصر الإرهابية وضبط كميات من الاسلحة والطلقات والأحزمة الناسفة ومن أبرزها على سبيل المثال تم القضاء على خلية إرهابية بالعريش ومقتل 11 من عناصرها لاتخاذهم من أحد المبانى بمنطقة أبو عيطة بالعريش وكرا لتنفيذ بعض العمليات الإرهابية، كما تم رصد مجموعة من عناصر حركة حماس الإرهابية اتخذوا من أحد المبانى الملحقة بمزرعة بمحافظة القليوبية وكراً للانطلاق لتنفيذ مخططهم الإرهابى حيث تم دهم الوكر ومصرع 6 منهم وبحوزتهم بنادق آلية وأدوات متفجرة، كما تصدى كمين «عيون موسي» بنجاح لمحاولة هجوم إرهابى وأسفر عن مصرع إرهابيين، كما نجحت قوات الشرطة فى القضاء على 12 إرهابيًا من حركة حسم الإرهابية خططوا لعمليات عدائية ضد الدولة.
وواصل قطاع الأمن الوطنى ضرباته لإجهاض مخططات تنظيم الإخوان الإرهابى التى تستهدف المساس بأمن الوطن والنيل من استقراره وتمكن من رصد مخطط لقيادات التنظيم الهاربة بدولة تركيا يستهدف الإضرار بمقدرات الدولة الاقتصادية وإشاعة حالة من الفوضى بالبلاد تمكنه من العودة لتصدر المشهد السياسى وتم الكشف عن أبعاد التحرك والتى ترتكز على إنشاء ثلاث شبكات سرية تستهدف تهريب النقد الأجنبى خارج البلاد وتهريب العناصر الإخوانية المطلوبة أمنياً إلى بعض الدول الأوروبية مروراً بدولة تركيا وتوفير الدعم المادى لعناصر التنظيم بالداخل لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية التى تستهدف الإضرار بالجبهة الداخلية وذلك بالتعاون مع عدد من العناصر الإخوانية القائمة على إدارة بعض الشركات بالبلاد التى يتخذونها ستارا لتمويل نشاطهم لمصلحة التنظيم. وقد نجحت الجهود فى تحديد العناصر الإخوانية الهاربة بدولة تركيا والمتورطة فى إعداد المخطط وتم التعامل مع تلك المعلومات وتوجيه ضربة أمنية للعناصر القائمة على هذا التحرك بالبلاد أسفرت عن ضبط 16 منهم، كما نجح فى القضاء على 9 من العناصر فى أثناء دهم وكرين بمدينتى العبور و15مايو من بينهم قيادى حركة لواء الثورة محمود غريب قاسم محمود قاسم الحركى خلف الدهشورى المتورط فى حادثى اغتيال العميد قوات مسلحة عادل رجائي، واستهداف كمين شرطة العجيزى بالمنوفية، بالاضافة إلى مصرع 6 من العناصر الإرهابية فى تبادل لإطلاق الرصاص مع قوات الشرطة بمدينة 6 اكتوبر، واستمرارا لجهود وزارة الداخلية فى ملاحقة العناصر الإرهابية بشمال سيناء، فقد توافرت معلومات لقطاع الأمن الوطنى باختباء مجموعة من العناصر الإرهابية داخل مزرعة بحى الحوص بمنطقة العبور للإعداد لتنفيذ مخططاتهم العدائية. واسفر الدهم الأمنى عن مصرع 15 من العناصر الإرهابية وعُثر بحوزتهم على 12 بندقية وعبوات ناسفة.
تفكيك البؤر الاجرامية
لم تقتصر جهود وزارة الداخلية على حربها ضد الإرهاب فكان الهدف الرئيسى لأبطال الشرطة تنفيذا لتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية هو تحقيق النجاحات الأمنية على جميع الاصعدة والقطاعات، فكانت هناك ملحمة لا تقل عن ملحمة مكافحة الإرهاب ألا وهى القضاء على العناصر الإجرامية الخطرة وتفكيك البؤر الاجرامية التى ظهرت كنبت طفيلى فى بعض الاماكن بمحافظات الجمهورية فكانت الضربات الموجعة التى نجحت الاجهزة الأمنية فى توجيهها للعناصر الخارجة عن القانون، وحائزى الأسلحة النارية، والبيضاء، وذلك لمواجهة أعمال البلطجة، وإحكام السيطرة الأمنية، حيث تم استهداف البؤر الإجرامية شديدة الخطورة وتفكيكها لينهار عدد كبير منهم وتسقط العناصر الاجرامية التى احتمت بهذه الاماكن فى بؤر المنزلة بالدقهلية وبورسعيد ودمياط ومنطقة السحر والجمال بالإسماعيلية والشرقية والمثلث الذهبى ومنطقة الجعافرة بالقليوبية ومنطقة أبونجاح بالشرقية والغناترة بالبراجيل، كما نجحت الحملات فى دهم وتطهير البؤر الاجرامية بالمناطق الجبلية بأسيوط والبلابيش والصوامعة وطما بسوهاج وابو حزام ودشنا والسمطا بقنا.
مبادرات مجتمعية
واستمرارًا لإستراتيجية وزارة الداخلية الرامية بأحد محاورها إلى تفعيل المبادرات الإنسانية والاجتماعية انطلاقا من الدور المجتمعى للوزارة الذى يهدف إلى بناء جسور الثقة والتعاون مع الجمهور، جاءت المشاركة فى مبادرات «كلنا واحد» تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية بمواصلة جهود أجهزة الدولة بالتخفيف عن كاهل أبناء الشعب المصري، وتوفير السلع الغذائية والأساسية بأسعار مناسبة للمواطنين، لضمان منع الاحتكار والاستغلال والمغالاة فى الأسعار، والتأكد من وصول الدعم لمستحقيه من محدودى الدخل، حيث أطلقت الداخلية خلال العام الماضى 4 مبادرات شاركت فيها المواطنين جميع مناسباتهم من أعياد واستقبال العام الدراسى الجديد فتم الاتفاق مع كبار التجار وأصحاب السلاسل التجارية الكبرى على المشاركة فى المبادرات بأسعار مخفضة، كما وفرت الأدوات والزى المدرسى للطلاب فى جميع مراحلهم الدراسية بأسعار تقل بنسب كبيرة عن السوق، وذلك إسهاما من أبناء الشرطة لباقى أفراد الشعب للتخفيف عنهم اقتصاديا، وهو الأمر الذى تم استقباله بمشاعر ترحاب وشكر وتقدير من قبل المواطنين سواء فى السلاسل التجارية أو المنافذ والشوادر التى وفرتها الوزارة على مستوى الجمهورية وفى المناطق الأكثر احتياجا.
الوجه الإنسانى
ولأن الشرطة المصرية لديها اعتقاد راسخ بأن دورها الإنسانى تجاه المواطنين لا يقل عن واجبها الأمنى فى الحفاظ على حياتهم وأمنهم ومقدرات الوطن، فكان الاهتمام كبيرا بتسخير إمكانات الوزارة للمشاركة فى ملف الرعاية الصحية بتوجيه القوافل الطبية للمناطق الاشد احتياجا والتنسيق مع مراكز الشباب والجمعيات الاهلية فى نطاق عدد من المدن والاحياء لاستقبال المرضى بمستشفيات الشرطة الثلاثة، حيث تم توقيع الكشف الطبى على المواطنين وصرف الأدوية مجانا، وكذلك تم توجيه قوافل مماثلة للمحتجزين بالأقسام والسجون إلى جانب التطوير المستمر فى مستشفيات السجون لتوفير الرعاية الطبية للنزلاء. كما استهدفت إستراتيجية وزارة الداخلية فى أحد محاورها تحقيق التواصل الاجتماعي، وسرعة الاستجابة الفورية للحالات الإنسانية تنفيذا لتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة تجاه تلك الحالات فكانت الاستجابة لعدد من الحالات المرضية التى قدمت التماسًا لإجراء عمليات جراحية بمستشفيات الشرطة، ومن بين تلك الحالات تقديم الدعم والمساعدة لطفلة 7 سنوات لاحتياجها إلى أجهزة سمعية وسماعات طبية بالتنسيق بين قطاعى حقوق الإنسان والخدمات الطبية، حيث تم استقبالها بمستشفى الشرطة بالعجوزة وعرضها على الأطباء المتخصصين وإجراء الفحوص الطبية اللازمة وتوفير الأجهزة السمعية والسماعات الطبية لها دون تحمل أسرتها أى نفقات، كذلك تلبية احتياج أحد المواطنين ومساعدته فى إجراء عملية زرع قوقعة سمعية لنجله 7 سنوات، كما تم استقبال طفل 11 عاما بمستشفى الشرطة بالعجوزة، لإجراء عملية جراحية دقيقة بالساق استجابة لأسرته بمساعدتها فى تلقى العلاج وإجراء الجراحة داخل مستشفى الشرطة وتم إجراء الجراحة اللازمة للطفل، وخضع للمتابعة الطبية بالمستشفى إلى أن استقرت حالته.
رابط دائم: