ألقابها متعددة، فهامبورج تعتبر مدينة الصحافة الألمانية، وأشهر مراكزها أوروبيا، فقد كانت ومازالت مقر المكاتب الرئيسية لكبريات المنصات الإعلامية الألمانية. وهامبورج أيضا أحد أشهر مواني التجارة الأوروبية، ، وهي أيضا صاحبة عدد كبير من المعالم التاريخية والمعمارية المدرجة مؤخرا بقائمة منظمة اليونسكو لحفظ التراث العالمي.
تفتخر هامبروج بـ«تشيليهاوس»، البناية الباهرة التي استغرق إنشاؤها عامين أعتبارا من 1922، وباتت «أيقونة» لتيار التعبيرية المعمارية، وجماليات المعمار، بـ «الحجر الأحمر».، فقد شيدت باستخدام 4٫8 مليون حجر، لتصبح مركزا معماريا وتاريخي باهرا. وتم إدراجها ضمن قائمة اليونسكو لحفظ التراث عام 2015.
> صورة بيلجرين عن ويلات الإعتداء الإسرائيلى على لبنان
ويتنافس «تشيليهاوس» مع «سبيتشرستاد»، أو ما يطلق عليها «مدينة المخازن التجارية»، في إشارة إلي أكبر مجمع للمخازن التجارية وبنايات الشحن والتخزين التي تشغل مساحة تتجاوز الـ 260 ألف كيلو متر مربع تطل علي نهر «إلبي»، وكان أحد رموز تطور دور ومكانة هامبورج التي انضمت إلي الأمبراطورية الألمانية عام 1871.
وقتها منحت سلطات الإمبراطورية المدينة الوافدة فترة سماح مدتها سبعة أعوام حتي 1888، لإعداد مينائها ليكون جزءا من منطقة تجارة حرة، وكان يلزم ذلك بنية تحتية مهولة وفعالة. المشروع استلزم وقتها إطلاق عملية انتقال كبري لسكان المنطقة شملت 24 ألف مواطن، وهدم أكثر من ألف منزل لتمهيد الطريق أمام المجمع التجاري العملاق الذي يشغل خمس مساحة منطقة ميناء هامبورج. وظل الموقع شاهدا علي الحربين العالميتين الأولي والثانية، وتضرر بسببها أيضا. ولكن عهد «سبيتشرستاد» كمركز لمنطقة تجارة حرة انتهي عام 2013، ليتحول إلي مركز يضم عددا من الأنشطة السياحية والمتاحف والمعارض.
واحد من المخازن سابقا والذي بات معرضا للصور حاليا يستضيف أعمال المصور الإيطالي الكبير باولو بيلجرين، الحائز علي عشر جوائز في مجال الصحافة العالمية، والذي نشرت أعماله «تايم» و«مجلة نيويورك تايمز». وصفت أعمال بيلجرين بأنها «جورنيكا معاصرة» في إشارة إلي عمل بيكاسو الشهير «جرنيكا» الذي قدمه عام 1937 ليعكس حجم الدمار الذي لحق بمدينة جرنيكا الأسبانية. وذلك لما تعكسه أعمال بيلجرين من توثيق لعدد كبير من الصراعات والأزمات الإنسانية في مختلف بقاع العالم.
رحلات بيلجرين المهنية التي بدأت عام 1995، والتي وصلت به إلي أوروبا وأسيا وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، رصدت علي أنها من أبرز محطاتها في المعرض المستمر حتي الأول من مارس المقبل، ويضم 200 من أبرز إبداعات المصور الإيطالي.
ومن ضمن ما توثقه أعمال بيلجرين، الغضب الفلسطيني في أعقاب إعلان إدارة دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل عام 2017، ومن قبلها كانت الويلات المترتبة على إعتداء إسرائيل على لبنان عام 2006، وغيرها من أزمات إنسانية في الأوطان العربية وغير العربية.
رابط دائم: