بينما كنت أتصفح بعض الجرائد استوقفتنى حادثة مؤسفة مضمونها أن معلماً فى إحدى المدارس قد تعرض للضرب المبرح على يد مجموعة من الطلاب الذين بكل تأكيد تنقصهم التربية.. تذكرت حكاية قديمة تقول إنه خلال حفل زفاف شاهد أحد الحضور معلمه الذي كان استاذه في المرحلة الابتدائية فأقبل نحوه بلهفة ثم قال له بشيء من الخجل: هل تتذكرني يا أستاذي؟ فقال المعلم العجوز: لا يا بني.فقال الشاب بصوت خافت: كيف لا؟... فأنا ذلك التلميذ الذي سرق ساعة زميله وطلبت منا أن نقف جميعا ليتم تفتيش جيوبنا وأمرتنا بأن نقف صفاً وأن نوجه وجوهنا للحائط وأن نغمض أعيننا تماماً.. وأخذت تفتش جيوبنا وعندما جاء دوري في التفتيش سحبت الساعة من جيبي وواصلت التفتيش الى أن فتشت آخر تلميذ.. وبعد ان انتهيت طلبت منا الرجوع إلى مقاعدنا وأنا كنت مرعوباً من أنك ستفضحني أمام الجميع. ولكنك أظهرت الساعة وأعطيتها للتلميذ ولم تَذْكر أنك أخرجتها من جيبى!. وطوال سنوات الدراسة الابتدائية لم تحدثني أو تعاتبني ولم تحدث أحداً عني وعن سرقتي الساعة ..ولذلك يا معلمي قررت منذ ذلك الحين ألا أسرق أي شيء مهما يكن. فكيف لا تذكرني؟ طبطب المعلم على كتف تلميذه وابتسم قائلا: بالطبع أتذكر تلك الواقعة.. لكن ما لا تعلمه يا بني هو أنني أنا أيضا فتشتكم وأنا مغمض العينين ليكتمل الستر على من سرق الساعة. هكذا كان المعلم فيما مضى كاد يكون رسولا وهكذا كان التلميذ ينظر لأستاذه .. للاسف انعدم هذا النوع من المعلمين وسط انعدام الاخلاق والتربية وسيطرة البلطجة وقلة الأدب بين التلاميذ.
لمزيد من مقالات أشرف مفيد رابط دائم: