يتذكر كثيرون منا كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى لرعاة داعش وأمثاله، التى حذر فيها العالم كله، بما فيه هؤلاء الرعاة، من أن نشاط الإرهاب المدمر، لن يظل محصورا فى دول الشرق الاوسط، وانما سيصل الى اوروبا وآسيا وحتى الولايات المتحدة الأمريكية .. وبعد سنوات عديدة خاب رهان رعاة الارهابيين وتحقق الجميع من بعد نظر الرئيس السيسى وخبرته الميدانية بخلفيات فشل الرهان على مرتزقة لا يؤمنون فى معظمهم إلا بالدولار..وقد فضح الصمود الليبى أطراف الجريمة، لا سيما دور الرئيس التركى رجب طيب اردوغان، الذى سكنته لوثة إعادة الاحتلال التركى البغيض الذى كان لمصر دور أساسى فى هزيمته رغم انه تدثر بالإسلام واعتبر نفسه الخلافة العثمانية..
فقد جمع اردوغان فصائل ارهابية عدة واستخدمها ضد الشعب السورى الشقيق غير عابئ بتمويلها الذى قدمته بسخاء مفزع دويلة قطر، التى فى بحثها عن دور لم تجد سوى تمويل الارهابيين الذين هدفهم الاول هو تدمير الوطن العربى وتمزيقه الى دويلات عرقية وطائفية، وفق مخطط الأعداء الطامعين فى نهب ثرواته، واولاها النفط والغاز، وقد تساءل بعضنا، كيف لم تنبس إدارة الرئيس الامريكى دونالد ترامب ببنت شفة، وأمير قطر يزور طهران ويعرض مساعدتها ماليا فى تعويضات ضحايا الطائرة الاوكرانية التى أسقطتها، بينما يرتفع صوت ترامب مهددا بالويل والثبور وعظائم الأمور لأى دولة تتعامل مع إيران..
لقد التقى فى برلين أطراف الأزمة الليبية ودول عدة، بينها مصر، دولة الجوار والتى تعتبر ليبيا من صميم امنها الوطنى، وكذلك الدول الدائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولي،مما يؤكد ان المشكلة قد تعدت نطاقها الاقليمى الجغرافي،الى كل أنحاء الكرة الأرضية ..اردوغان يتشدق بحجج واهية لا تخفى اطماعه ولا هلاوس حلمه بالخلافة، والتى يريد ان يخدع بها العالم، وعلى اساس انه لم يسرق النفط السورى بواسطة عملائه من الإرهابيين، والغريب انه يجاهر باطماعه فى ثروات ليبيا النفطية،مدعيا بصفاقة منقطعة النظير وعدم إدراك اختلاف العصر،ان ليبيا من إرث اجداده!. ولا شك ان برلين فتحت صفحة الوضع الراهن فى ليبيا،حيث حرر الجيش الوطنى الليبى نحو ثمانين بالمائة من الاراضي،بينما يسيطر السراج،رئيس الحكومة المنتهية ولايته، على ما لا يزيد على عشرين بالمائة من الاراضى الليبية، مع ذلك يتبجح اردوغان بتبرير الخيانة والصفقة المشبوهة،بانه سيقوم بحماية الشعب الليبي،وكأن بقية الليبيين غرباء وكذلك لا يوضح التركى الطامع فى ثرواتنا، كيف لا يحظى السراج بدعم شعب ليبيا ولماذا يستدعي،فى خطوة خيانية،دولة بعيدة،وحتى كونها ليست من الوطن العربي، لحماية بقائه على مقعد رئاسة الحكومة..
ولا شك ان فتح الصفحات فى مؤتمر برلين يسجل صفحة مختلفة فى مسيرة ليبيا، بل والعالم أجمع،حيث إن رعاة الإرهاب لن ينجو أى منهم من نشاط هؤلاء الإرهابيين الذين لا بد من فضحهم،ولكن الاهم،فضح الجهات التى تمولهم وتسلحهم وتؤويهم، وقد ايقظت عبارة الرئيس السيسى التحذيرية كل الاطراف بعد فشل العناصر الإرهابية التى تعادى مبدأ المواطنة، وقد تكون برلين او أتمنى ان تكون خطوة اولى فى إغلاق مؤامرة الشرق الأوسط الكبير وبزوغ ربيع عربى حقيقي،بدأته مصر بثورة الثلاثين من يونيو.
لمزيد من مقالات فريدة الشوباشى رابط دائم: