«بدر شاكر السياب» شاعر عراقى يعد واحدا من أعظم شعراء الأدب العربي، وأكثر الرموز المجسدة لروح الشعر وجوهره ومعناه، كما يعتبر أحد مؤسسى الشعر الحر، إذ ساعدت قصائده على تغيير مسار الأدب الحديث.
يلاحظ فى شعر السياب عنايته الشديدة بصنع الصور الشعرية الباهرة بكل عناصرها المتمثلة فى الوزن والقافية وبإحكام اللغة، إذ كتب الكثير من القصائد المطولة أشهرها: قصيدة الأسلحة والأطفال، وحفار القبور، والمومس العمياء وغيرها، فجمع فى هذه القصائد العديد من القضايا الاجتماعية التى كانت تشغل المجتمع فى ذلك الوقت، وله العديد من القصائد التى أسهمت فى تأسيس الشعر الحر وانتشاره بل وترسيخ جذوره، فأصبح بعدها الشعر الحر الأكثر قبولا وانتشارا بين قراء الشعر العربى الحديث وظهر ذلك من خلال قصيدته الشهيرة «هل كان حبّا»، وقصيدة «اللقاء الاخير»، «حنين فى روما»، «النبوءة الزائفة»، الليلة الأخيرة ومن دواوينه:أزهار ذابلة، أزهار وأساطير، فجر السلام، وأعاصير وديوان «أنشودة المطر» الذى يعد من أشهر دواوينه.
ولم يتوقف عن الكتابة فى مرضه وأيامه الأخيرة بل ظهرت ملامح جديدة فى أشعاره، ومن أهم دواوينه فى تلك الفترة: المعبدالغريق، منزل الأقنان، شناشيل ابنة الحلبى. فقد تركَ السياب إرثا عظيما من الأشعار الخالدة.
ويقول فى قصيدته «العودة لجيكور»: جيكور، جيكور: أين الخبزُ والماءُ؟/ الليل وافى وقد نام الأدلاَّءُ؟/ والركبُ سهرانُ من جوعٍ ومن عطشٍ/ والريح صَرٌّ، وكل الأفق أصداءُ/ بيداءُ ما فى مداها ما يبين به دربٌ لنا وسماء الليل عمياءُ/ جيكور مدِّى لنا بابا فندخلَه/ أو سامرينا بنجم فيه أضواءُ!
كما يعد الشاعر والطبيب المصرى إبراهيم ناجى أحد كبار الشعراء الرومانسيين، الذى عاش حياته بين الشعر والرواية والتاريخ فضلا عن عمله كطبيب وهو ما فتح له باب التعلم وحب العلم، إذ درس العروض والقوافى فى الثقافة العربية القديمة وقرأ دواوين المتنبى وابن الرومى وأبى نواس وغيرهم، وقرأ أيضا فى الثقافة الغربية قصائد شيلي وبيرون وآخرين من رومانسيى الشعر الغربي.
فتحت قصائده آفاقا جديدة للشعر بما فيها من خيال جامح، وعاطفة وشجن وسمات من الشعر الرومانسى الذى تمرد على الشعر الكلاسيكى السائد فى تلك المرحلة. لقد أضاف ناجى للشعر العربى التجديد فى الموسيقى والخيال والأفكار والأساليب لتخرج قصائده شديدة العذوبة والجمال، إذ يقول فى قصيدة «صخره الملتقي»: سألتكِ يا صخرةَ الملتقى متى يجمع الدهرُ ما فرَّقا!
يا صخرة جمعت مهجتين أفاءا إلى حسنها المنتقى
إذا الدهر لج بأقداره أجدا على ظهرها الموثقا
قرأنا عليك كتاب الحياة وفض الهوى سرها المغلقا
نرى الشمس ذائبة فى العباب وننتظر البدر فى المرتقى
إذا نشر الغربُ أثوابَه وأطلق فى النفس ما أطلقا.
ترك ناجي للحياة الثقافية العديد من الدواوين الشعرية، منها:«وراء الغَمَام»، «ليالى القاهرة»، «فى معبدالليل»، «الطائر الجريح»، بالإضافة إلى العديد من الترجمات كأشعار الفريد دى موسييه وتوماس مور، وأشعار عن الفرنسية لبودلير تحت عنوان «أزهار الشر»، وترجم عن الإنجليزية رواية «الجريمة والعقاب» لديستوفسكي، وعن الإيطالية رواية «الموت فى إجازة»، كما نشر دراسة عن شكسبير، وألّف الكثير من الكتب الأدبية مثل مدينة الأحلام وعالم الأسرة.
كان وكيلا لمدرسة «أبوللو» الشعرية ورئيسا لرابطة الأدباء المصرية فى الأربعينيات من القرن العشرين. ومن أشهر قصائده «الأطلال» التى تغنت بها أم كلثوم ولحنها الموسيقار الراحل رياض السنباطى.
رابط دائم: