وقفت» سهيلة» بين الحضور من المشاركات تقول عمرى 25 عاما متزوجة منذ عامين بالتحديد، حاصلة علي مؤهل عال ولم أشتغل به، زوجي يعمل محاميا في إحدي شركات القطاع الخاص، يخرج من 7 صباحا ويعود 8 مساء، متعبا منهك القوي، فاقد التركيز كل مايريده أكلة دافئة ترم عظمة لانه» من علي غيار الريق» بعدها يشخص بصره في سقف الحجرة ساعات وهو صامت حتي يغلبه النوم.
«أنا» والكلام علي لسان سهيلة ـ أغلي من جوه ودمي يتحرق لانه تركني وحدي أكثر من 12 ساعة وهكذا يوميا بين أربعة جدران، وجريت علي الفور أشكو حالي لخالي ولأمي وأبي وأخواتي، وأندم علي الزواج الذي جعلني حبيسة الجدران الباردة وأفقدني دفء أسرتي، وعرف الملل طريقه لحياتي وتصاعدت معه الشكوي ولم يفلح تدخل الاهل للاصلاح بل زاد الطين بلة الطلاق. ولاحقتها» ملك» بقول ومين سمعك« أنا أيضا وصلت لهذا الحال وأنا لم اتخط الثلاثين من العمر وخرجت من الحياة الزوجية أحمل لقب مطلقة وعلاوة عليه ولد وبنت والسبب أن زوجي بمجرد دخوله البيت يصبح «أبا الهول».
يصاب بالخرس، رغم أنه ببغاء في الكلام طول اليوم لكن عندما أطالبه بالتحدث معي ومع أولادنا ليتعرف علي أمور حياتنا اليومية يفقد أعصابه ويثور ويقول أنت عاوزة ايه، مش لكي الفلوس وبس انت واولادك وهكذا علي طول وأتعجب من حاله أين كلامه المعسول الذي كان يطاردني به في أثناء الخطبة وتشوقه لحديثي معه وجلوسه معي لوقت متأخر من الليل لدرجة كانت تضايق الاسرة، هل ذهب كل ذلك أدراج الرياح بمجرد أن ضمني في شقته، وتعض علي أنيابها وتقول ليتني لم أتزوج.
رفع »عليّ« يده رغبة في الكلام فقال بعض المتزوجات حديثا لا تعي معني »حياة زوجية« وتأسيس بيت يضم زوجين كلاهما يعمل علي تقويته هو بالعمل خارجه من أجل تأمين حياتها هي شخصيا وأولا، ثم بعد ذلك أبنائها ويأتي دورها هي في توفير الراحة له عند عودته متعبا منهكا خار القوي بكلمة طيبة وابتسامة رقيقة وشكل مقبول وغير مطلوب أكثر من ذلك. لكن الواقع أنها تستقبله آخر اليوم من العناء والإرهاق بتكشيرة، وشعر منكوش وبوز شبرين ويمكن كمان تقوله الاكل عندك علي التربيزة روح كل بالذمة تبقي دي عيشة!
«محمود» علق علي »عليّ« وقال الادهى بقى لو سابت البيت وراحت عند أهلها يا داهية دقى، أبوها يقولك أنا زعلان واحنا اتخمينا فيك، وحماتى ببوز طويل تقول أنت مش واخذ بنت من الشارع، أنت واخذ بنت أصول، ولا يمكن يغلطوا بنتهم أبدا، بالذمة دي تبقي عيشة».
في هذا الصدد نظم مركز النيل للإعلام بالاسكندرية برئاسة شوقية عبدالوهاب التابع للهيئة العامة للاستعلامات بالتعاون مع ادارة الإعلام والتربية السكانية بمديرية الشئون الصحية ونادى روتاري صن رايز ندوة بعنوان» مخاوف الارتباط وسيكولوجية الطلاق».
أوضح فيها د. زين العابدين محمد السنهوري استاذ علم النفس والعلاج السلوكي المعرفي والارشاد الاسري وإخصائي نفسي اكلينكي أن الزواج أساسه الرحمة والتواد لكن للاسف الزواج هذه الايام افتقد هاتين الصفتين والنتيجة الطلاق، نهاية عشرة مع زوج أو زوجة لم تستوعب ان الرجل ما هو إلا طفل كبير في حياه الزوجة، والعلاقة الزوجية أصبحت مشوهة بين الزوجين، وما هي الا ترجمة للحب والاحترام والراحة وتحتاج فهما ومعلومات صحيحة وضحها الدين الاسلامي الذي جعل الزوجة راحة وسكن للزوج وعلي الاثنين فهم حدود الله في الزواج ومعرفة الحقوق والواجبات.
وأضاف السنهوري، الشك في اخلاق الزوجة قد يكون الاختيار الخاطئ وعدم الصراحه، والزواج عن غير اقتناع من اسباب الطلاق والكذب وحده سبب كاف للطلاق ما يستوجب من الزوجين الصراحة في كل الامور فهي حل جذري ومريح لكافة المشكلات.
وطالبت د.نيهال الدهيمي ـ مدير إدارة الإعلام والتربية السكانية بمديرية الشئون الصحية الزوجة بتجنب لغة الجسد في التعامل مع زوجها خاصة ـ والمرأة مع الرجل عامة ـ وعلاج اهمال الزوجة في بيتها ومظهرها الخارجي،فلابد أن تكون الزينه والمظهر الجيد داخل البيت مثل خارجه ويتم معلاجته بالقبول والتشجيع وهمست في أذن الزوجة بقول أن العلاقة الزوجية تكاملية وليست علاقة اجبارية ومن هنا لابد أن تفهم الزوجة أن نظرة الرجل محددة مما يتطلب التواصل معه ومعرفة متطلباته، خاصة أن بعضا من الرجال في مصر يفقدون التقدير فعليها احتواؤه وعدم تنفيره.
وأوضحت دولت عماد ـ رئيس لجنة التواصل بشبكة إعلام المرأة العربية أن هناك بعض الشباب يري من كثرة ما يسمعه عن المشكلات الزوجية من تجارب من أصحابه والمقربين إليه المتزوجين ان يكون عدم الزواج أفضل كثيرا من الزواج والطلاق وهذه نظرة خاطئة فلكل زواج ظروفه، المهم حسن الاختيار فمثلا بخيل المشاعر لابد من الابتعاد عنه، ومراعاة التوافق في درجة التدين، توافر الصراحة بين الطرفين، مشيرة الي أن الادمان والرفض للعلاج، حالات الالحاد، حالات العجز الجنسي (القدرة الانجابية شئ والقدرة الجنسية شئ آخر) ، البخل، الضرب المبرح أسباب أخري للطلاق لكن من غير الصحيح الحكم علي الحياة الزوجية قبل مرور سنتين وعلي الزوجة والزوج ادراك ان العلاقة مع الام غير العلاقة مع الزوجة ولو هناك اطفال يجب معرفة التعامل مع الاطفال في حالة الطلاق وأن كل محاولة إصلاح لابد من قبولها باحترام امام الاطفال.
مشيرة الي أن الخرس الزوجي من أكثر اسباب الطلاق في مصر فهو يمثل حياة بلا روح لذا لابد من توافر الاحتواء بين الطرفين، وأكدت ضرورة الحوار في كل ما يخص البيت والاسرة بين الطرفين وترطيب العلاقة بالكلمة، السؤال، الرحمة، المودة والتغلب علي الملل والسأم الزوجي بالتجديد والتغير مع تربية الولد والبنت علي تحمل المسئولية وعلي الحوار والمشاعر والتنشئة السليمة.
عاليا خيرت - رئيس نادي روتاري صن رايز بالاسكندرية أكدت أن العلاقة الزوجية سكن ومودة ورحمة (الشكل الطيب والرائحة الطيبة وفهم الحقوق والواجبات) وحذرت من تدخلات الاهل في الخلافات الزوجية وان كان ولابد فليكن في المراحل المتأخرة معربة عن انه للاسف يري البعض ان الطلاق اصبح موضة وسمة حضرية وهو ما يتنافي مع مفهوم الزواج الذي يجب أن يبني علي التوافق الديني والاجتماعي والثقافي والتعليمي وله ابعاد اساسية لاختيار شريك الحياة.
وقال مختار الحبشي من الاكاديمية العربية للنقل البحرى نسبة معدلات الطلاق ٪45 من معدلات الزواج وأنه يوجد مليون حالة طلاق سنويا في مصر بمعدل حالة طلاق كل دقيقتين وفقا للاحصاءات وان مصر ثالث دولة عربية علي مستوي الوطن العربي ارتفاعا في نسبة الطلاق مشيرا الي أن معركة الحياة محتاجة زوجة مقتنعة بالزوج والعكس وان الحب هو عبارة عن احترام وتقدير واعجاب متبادل بين رجل وامراة، يمر بالازمات دون انتقاد، فالحب هو الامان وان لم يكن ذلك فلابد من تعلم كيفية الخروج الآمن وانهاء العلاقة بمنتهى الاحترام.
رابط دائم: