كلمات حرة
عن القضاء اللبناني!

مثل الغالبية العظمى من المصريين أشعر بإعجاب خاص بالشعب اللبنانى الذى تربطه بالشعب المصرى علاقات شديدة الخصوصية خاصة على المستوى الثقافى والفنى ، ولن أتحدث عن مئات أو آلاف الأدلة على ذلك...فكلنا تقريبا يعرفها جيدا . ثم مؤخرا...منذ شهر أكتوبر الماضى تفجرت الانتفاضة أو الثورة الشعبية التى شملت لبنان كله على نحو غير مألوف احتجاجا على الطائفية والفساد. غير أن جانبا آخر لفت نظرى بقوة فى الأسابيع الأخيرة الماضية، وهو القضاء اللبناني، وذلك من خلال قضيتين شهيرتين، أولاهما التعامل مع هروب رجل الأعمال اللبنانى الأصل كارلوس غصن من اليابان إلى لبنان، أوائل هذا الشهر، والذى أصدر النائب العام اللبنانى قرارا يلزمه بأن يطلع السلطات على مكان سكنه. ولكننى اليوم أتحدث عن قضية أخرى بدأت فى استقطاب الرأى العام فى لبنان والوطن العربى كله، وهى القضية التى اتهم فيها الطبيب فادى الهاشم زوج الفنانة نانسى عجرم بقتل شاب سورى اسمه محمد الموسى بزعم أنه اقتحم فيللتهما بغرض السرقة. ولم تمنع شهرة ومكانة نانسى عجرم وزوجها، المدعية العامة الاستئنافية فى منطقة جبل لبنان، القاضية غادة عون، من إصدار القرار بحبس فادى الهاشم تمهيدا لتقديمه للمحاكمة. ولاشك أن هذه القضية سوف تتعاظم أخبارها فى الأسابيع القليلة المقبلة لملابساتها المعقدة. فأحد الشهود القريبين من الحادث قال إن محمد الموسى ليس لصا على الإطلاق، بل هو كان يعمل ضمن فريق صيانة الفيللا، وقد دخلها ليطالب بمستحقات له حجزها أحد العاملين هناك..، وحتى لو كان دخل «مقتحما» الفيللا التى اعتاد العمل فيها...فما هو مبرر إطلاق 16 (نعم ست عشرة!) رصاصة عليه..؟فإذا أضفنا إلى ذلك أن القتيل سورى الجنسية، بما يمكن أن يحمله ذلك من تعقيدات إضافية على القضية ...بدت لنا حساسيتها الإضافية! غير أننى أعتقد أن القضاء اللبنانى يمتلك من النزاهة والموضوعية ما يمكنه من تحقيق العدالة أيا كانت شهرة أو مكانة ونفوذ المتهم الذى سيظل نظريا بريئا إلى أن تتم إدانته!