ولا تمر الذكرى التاسعة لعملية يناير من دون أن نذكر أيام محمد مرسى (أول جاسوس مدنى منتخب) وبطانته وعشيرته فى قصور الرئاسة وإخلاله (بفوضاه وعشوائيته) بكل أعراف وتقاليد العمل فى المراكز الرئاسية واستقبال ضيوف البلد، والحقيقة أن أفضل مصدرين نقلا بعضا من ملامح أيام مرسي، كانا كتاب الصديق مصطفى بكرى (مرسى فى القصر) الذى اعتمد فيه على روايات وحكايا أمناء رئاسة الجمهورية الذين هالهم إعصار الفوضى والتخريب الذى سببه وجود الإخوان فى الحكم، أما الثانى فهو حديث نشرته صحيفة الوطن عام 2014 لكبير طباخى الرئاسة يحكى فيه عن تلك الفترة الكئيبة التى تخبرنا بأن مصر فى فترة مرسى كانت تحت حكم رجال مطبخ شرهين، إذ قرر مسئول الشئون المالية بالقصر (الذى عينه مرسي) ميزانية طعام الرئيس وضيوفه لا سقف لها وبلا حدود، وبخلاف الولائم اليومية فإن أصنافا بالذات تم التركيز عليها كالفتة والمأكولات البحرية والحمام، وتكلفت مطابخ الرئاسة بإرسال مئات الوجبات يوميا إلى مقر حزب الحرية والعدالة بلاظوغلى ومكتب الإرشاد بالمقطم ومكتب مستشارة مرسى (باكينام الشرقاوي) التى كانت تأخذ معها صناديق الوجبات إلى المنزل لأنها لا تجد وقتا لتطبخ لانشغالها بأمور الدولة، وكان أكثر ضيوف مرسى حضورا إلى تلك الولائم عاصم عبدالماجد وصفوت حجازى وصفوت عبدالغنى والشيخ محمد عبدالمقصود، والشيخ الحويني، وتعود أولئك الضيوف الأكل على سجاجيد الرئاسة الموروثة من أيام الملك فاروق، وكان مرسى من أدخل إلى قوائم طعام الرئاسة (الفطير ولبش القصب والبصل الأخضر)، وقد بلغت ميزانية الطعام فى عام واحد 17مليون جنيه فيما لم تزد فى عهد الرئيس مبارك عن 300 ألف جنيه، هذا فضلا عن توزيع سيارات الرئاسة المرسيدس والبي.إم.دبليو على زوجة مرسى وأولاده الذين أقام أحدهم وقرينته وأولاده بشكل دائم فى قصر القبة.. أنا أحكى تلك الحكايا المذهلة لأذكر بالروائع التى أسفرت عنها عملية يناير 2011، ومن جاء بهم عاصرو الليمون إلى مقعد الحكم بعد أن حرضتهم وخططت لهم ودربتهم الولايات المتحدة والغرب، ليعيش البلد كله أياما سوداء.
لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع رابط دائم: