رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بإختصار
هل انتهت الأزمة الأمريكية الإيرانية؟

فى البدء كانت الضربة الأمريكية، ثم جاء الرد الإيراني، ولم يكن الرد متناسبا مع الضربة، بل كان محسوبا، أو أشبه بصفعة، لحفظ ماء الوجه، فموازين القوى مختلة، وأى رد أوسع يعنى اندلاع حرب شاملة، وهذا ما لا يريده الطرفان، على الأقل فى الوقت الراهن، ولكل طرف أسبابه.

لكن الصفعة لم تكن لتمر دون عقاب، وهكذا فرضت عقوبات جديدة، بهدف تشديد الضغط، مع التلويح بإمكانية التفاوض، حول الملفات العالقة، ولم يكن ذلك ممكنا، فجذور الأزمة ما زالت قائمة، والاحتقان الراهن لا يسمح بتنازلات، والعودة الى قواعد ما قبل الضربة يبدو مستحيلا.

وهكذا دخل الصراع مرحلة جديدة، لها قواعد اشتباك جديدة، فالطرف الأول لن يكتفى بالعقوبات، بل سيعزز دور حلف الناتو، لمواجهة أية تهديدات محتملة، وهو ما يعنى استمرار الرهان على الحل العسكري، والطرف الثانى يراهن بشكل أوسع على حلفائه، لشن أى عمليات محتملة، فالصراع، لم يعد حدوديا، بل وجوديا.

ومع غياب أفق للحل، وصعوبة التوصل إلى سلام، يسعى الطرفان، وفق مؤشرات عديدة، للدخول فى مرحلة إنهاك طويلة الأمد، يحاول فيها كل طرف، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، إلحاق أكبر ضرر بالطرف الآخر، وأيضا بحلفائه، وهو ما يعنى حرب استنزاف مفتوحة.

وفى حروب الاستنزاف، التى هى أشبه بعمليات طحن، لا يوجد سقف زمني، ولا حدود جغرافية، فالهدف إلحاق أكبر قدر من الخسائر بالخصم، لإجباره على الاستسلام، وللنصر دائما ثمن فادح.


لمزيد من مقالات عبدالعزيز محمود

رابط دائم: