-
رؤية القيادة السياسية والعسكرية حددت آلية مجابهة التهديدات المحتملة
دائما ما تختلف طبيعة التهديدات التى تتعرض لها الدولة طبقا لتغير الاحداث والاهداف والاطماع المختلفة، بالإضافة إلى اختلاف طبيعة المهدد هل هى دولة أم تنظيمات ارهابية، أو تحالف، وكل ذلك يتطلب اختلاف نوع التسليح بما يتناسب مع طبيعة كل مهمة بالإضافة إلى اختلاف نوعية التدريب، بل وانشاء قوات جديدة تتناسب مع التهديدات المختلفة.
وفى الواقع، فإن مصر تتعرض للعديد من التهديدات من الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة، وبالاخص بعد ثورة 30 يونيو المجيدة والتى ازاحت تنظيما ارهابيا كان يحكم الدولة، وظهور تنظيمات ارهابية على أرض سيناء بجانب محاولات لاختراق الحدود الغربية من قبل تنظيمات أخرى فى ظل المساحة الشاسعة من الحدود مع الجانب الليبى بالإضافة إلى التهديدات فى البحر المتوسط، والمحافظة بقوة عن المصالح الاقتصادية، بجانب محاولات التهديد فى البحر الأحمر من خلال الحوثيين فى باب المندب وايضا القرن الإفريقى، بالإضافة إلى اطماع بعض الدول الاقليمية لمحاولة فرض نفوذها الوهمى على المنطقة. ومنذ عام 2014 وضعت القيادة السياسية نصب عينها جميع التهديدات المحتملة على مختلف الاتجاهات، فتم وضع خطة جديدة للتسليح تتواكب مع كل التهديدات المحتملة برا وبحرا وجوا، بالإضافة إلى وضع استراتيجية جديدة للتدريب وانشاء قوات التدخل السريع، حتى وصلت مصر إلى مرتبة متقدمة جدا على المستوى العسكرى وبالاخص فى مجال القوات البحرية، حيث إن السواحل المصرية شاسعة ومهددة، تتطلب قدرة عسكرية حديثة تحقق الردع لأى قوة تسعى الى تهديد المصالح الوطنية فى البحرين المتوسط والأحمر.
وفى اطار محاولات بعض القوى الاقليمية إلى إثارة الازمات فى المنطقة ومحاولاتها نقل ارهابيين أو اسلحة يتم من خلالها تهديد الامن القومى المصرى، ومن منطلق الردع لأى قوى تسعى لتهديد الأمن القومى المصرى وفى اطار الخطة التدريبية للقوات المسلحة نفذت القوات البحرية خلال شهر تدريبين قويين يحققان الردع ويؤكدان بما لا يدع مجالا للشك أن القوات المسلحة قادرة على حماية السواحل المصرية وحماية المصالح الاقتصادية وتنفيذ هجوم على أى موقع يعمل على تهديد الامن القومى المصرى. لقد أكد الواقع أن التهديدات تتمثل فى محاولات بعض الدول الاقليمية مساندة الارهاب فى سيناء، وأعمال تهريب المخدرات والسلاح، ومحاولات الهجرة غير الشرعية ودخول العناصر المتطرفة إلى البلاد وما يتطلبه الموقف الحالى بالمنطقة من حماية لثروات الشعب ومصالحه الاقتصادية ومواجهة مطامع دول أخرى بالمنطقة وان كل هذه التحديات وغيرها فرضت على القوات المسلحة بشكل عام وقواتنا البحرية تحديات عظيمة أهمها على الإطلاق مواكبة التطوير المستمر والنوعى فى التسليح بما يضمن القدرة على تنفيذ العديد من المهام فى عدة إتجاهات فى نفس التوقيت، على سبيل المثال وليس الحصر مهام تأمين حقول الغاز بما تشمله من بعد مسافاتها عن الساحل المصرى والتى تصل إلى 100 ميل بحرى وهو ما يتطلب توفير وحدات بحرية قوية بمواصفات خاصة، وكذا حماية سواحلنا ضد أعمال التهريب بأنواعه فى البحر المتوسط والبحر الأحمر وتأمين المجرى الملاحى لقناة السويس. إن تنفيذ القوات البحرية تدريبات عسكرية فى مياه البحر المتوسط، بهدف حماية المناطق الاقتصادية فى البحر وتأمين الأهداف الحيوية فى المياه العميقة، حيث تأتي التدريبات فى إطار تنفيذ الخطة السنوية للتدريب القتالى للقوات المسلحة، وشلمت عددا من الأنشطة القتالية ذات النوعية الاحترافية، وشارك فيها تشكيل بحرى يتكون من وحدات بحرية ذات تنوع قتالى، وعلى رأسها إحدى حاملات المروحيات طراز (ميسترال) ومجموعتها القتالية، شاركت فى التدريبات شملت قيام إحدى الغواصات المصرية بإطلاق صاروخ مكبسل عمق سطح طراز (هاربون)، وهو صاروخ مضاد للسفن ويصل مداه الى أكثر من 130 كيلومترا»، بالاضافة الى التدريب على عملية عسكرية برمائية لانزال القوات على إحدى الشواطئ بمشاركة حاملة الطائرات وفرقاطات من طراز جو ويند وبيرى ولنشات الصواريخ والغواصات الحديثة والمروحيات من طراز (كا 52) والاباتشى والمقاتلات اف 16.
لقد حققت التدريبات الاخيرة العديد من الرسائل للخارج والداخل أهمها:
أولا: التدريب يمثل رسالة ردع قوية لكل من تسول له نفسه المساس أو الاقتراب بأمن مصر القومى ومصالحه الاقتصادية البحرية الإقليمية بمشاركة أسلحة الردع القوية التى امتلكتها مصر أخيرا.
ثانيا: مشاركة الغواصات المصرية فى المياه العميقة واطلاق صاروخ مكبسل عمق سطح طراز (هاربون)، وهو صاروخ مضاد للسفن ويصل مداه الى أكثر من 130 كيلومترا، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك جاهزية القوات المسلحة المصرية وقدرتها على حماية امنها القومى فى اى توقيت.
ثالثا: بذلت القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة أقصى الجهود لدعم القوات البحرية، بأحدث ما وصلت إليه الترسانات العالمية من وحدات بحرية حديثة متطورة، ونظم تسليح دقيقة وقادرة،إضافة إلى بنية تحتية تتواكب مع أحدث متطلبات التمركز للوحدات البحرية بكل طرازاتها والإعاشة لجميع عناصر القوات البحرية والقوات المتعاونة.
رابعا: القوات البحرية تعمل على مدى الساعة لتحقيق مفهوم الأمن البحرى الشامل فى مناطق عمل القوات البحرية فى إطار توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة، الأمر الذى يشمل جميع الإتجاهات الإستراتيجية جنبا إلى جنب مع جميع الأفرع الرئيسية والجيوش والمناطق التعبوية.
خامسا: أن مساحات المناطق والشرائح التى تقوم القوات البحرية بتأمينها تصل لآلاف الأميال البحرية المربعة، من السلوم غربا إلى رفح شرقا وحتى مضيق باب المندب جنوبا، وعلى طول سواحلنا الممتدة تقوم بمهام تأمين الموانيء والأهداف البحرية الحيوية والخطوط الملاحية التجارية ومصادر الثروة البحرية، ويأتى على رأس تلك المهام تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس ومناطق إنتظار السفن فى إطار جهود منظومة القوات المسلحة بالكامل، وهذا يؤكد أيضا مدى جاهزية وقوة واستعداد القوات البحرية.
سادسا: كان لتلك المهام العديد من الثمار الإيجابية الملموسة، حيث تم تحقيق تقدم إيجابى فى مكافحة أعمال الهجرة غير الشرعية بشهادات دولية، ومكافحة أعمال التهريب بجميع أشكالها، وتوجيه ضربات قاصمة لتجار الموت.
سابعا: ما يحدث فى المتوسط ينطبق على البحر الاحمر وقدرة القوات البحرية من حماية المجرى الملاحى وتأمين باب المندب من خلال الاسطول الجنوبى.
ثامنا: التدريبات رسالة طمأنة للشعب المصرى تؤكد أن القوات المسلحة قوية قادرة على حماية مصالحه من أى تهديد من أى قوة كانت.
رابط دائم: