من حسن حظ هذا الوطن تلك المنحة الربانية المتمثلة فى وجود جيش وطنى يعرف مكانه الصحيح ودوره الواضح والصريح فى حماية الأمن القومى والاستقرار الداخلي.
ويكفى أن نلقى نظرة فاحصة على ما عاشته مصر وشعبها وكيف كان دور هذا الجيش الوطنى الذى أدى دورا حاسما فى إنقاذ مصر من المصير المجهول الذى ذهبت إليه أوطان أخرى تعرضت لنفس ما تعرضنا له ودفعت ومازالت تدفع أثمانا باهظة من أمنها واستقرارها حتى اليوم وهو ما يفسر صدق وصحة لسان حال المصريين وهم يرددون علنا وهمسا «جيش مصر ما أعظمك»!
دعونا نضع النقط على الحروف ونسمى الأشياء بأسمائها الصحيحة ونقول صراحة: إن الذى حدث فى 30 يونيو 2013 من خروج كبير للشعب المصرى كان حدثا مزلزلا لكن هذا الحدث لم يكن بالإمكان ترجمته إلى خطة عمل وخريطة طريق فى 3 يوليو لولا أن معدن هذا الجيش معدن نفيس ومن ثم كانت استجابته الفورية لنداءات الناس التى كانت تعلم من داخلها أن الخروج الكبير قد يذهب أدراج الرياح إذا لم يلتحم الجيش بالشعب فى هذه اللحظات التاريخية الفاصلة من أجل تغيير وتصحيح المسار.
ومن هنا فإن التاريخ سوف يكتب بكل الصدق والأمانة أن ما حدث فى 3 يوليو لم يكن انقلابا وإنما كان ثورة شعبية حقيقية أصيلة صنعها خروج كبير لأكثر من 30 مليون مصرى فى مختلف مدن مصر وقراها وتجاوب معها الجيش الوطنى للقيام بدور الطليعة التى تملك القدرة على صنع الأمان للناس وصنع التأمين للوطن فى لحظة فاصلة لم تكن تحتمل أنصاف الحلول وتحسبا لمخاطر محتملة من نوع ما تشهده المنطقة هذه الأيام.
كان يوم 3 يوليو يوما تاريخيا شهد إعلانا صريحا من القوات المسلحة بالانضمام إلى المطالب المشروعة التى تنادت عليها الملايين يوم 30 يونيو فى كل الشوارع والميادين ووفق أى معيار فى العلوم السياسية والاستراتيجية فإن ارتضاء الجيش بأن يكون أداة فى خدمة الشعب هو عمل سياسى استثنائى يندرج ضمن المهام الأساسية لأى جيش وطنى فى حماية الأمن والاستقرار والحيلولة دون وقوع أى تهديد للوحدة الوطنية أو المساس من قريب أو من بعيد بالسيادة الوطنية للدولة المصرية داخل وخارج الحدود!
وأى نظرة موضوعية فى الوقت الراهن على أوضاع المنطقة تدفعنا إلى مزيد من السجود شكرا لله على تلك المنحة الربانية المتمثلة فى جيش وطنى يحظى بثقة الأمة العربية وليس شعب مصر فقط!
خير الكلام:
<< يا جهادا صفق المجد له.. وتباهينا به فخرا وعزا!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: