قوة تصعد، وقوة تهبط، للصعود أسباب، وللهبوط أسباب، لا توجد معجزات، ولا ظواهر خارقة، الصعود يتحقق بالتخطيط والإدارة، وأيضا بالإرادة، لا مجال للتجارب، ولا للنظريات، بل تفوق اقتصادي، يتطور إلى قدرات تكنولوجية وعسكرية، وهكذا تصبح قوة فاعلة. وهذا ما فعلته الصين، التى راكمت الثروة، لتحقيق نمو اقتصادي، ونهضة تكنولوجية وعسكرية، حدث هذا وفق آليات السوق، وتحت قيادة نظام مركزي، وهكذا أصبحت القوة الاقتصادية الثانية عالميا، اقتصادها الأكبر، ومدنها الأحدث، وبنيتها التحتية الأفضل، وشكلت نموذجا. والتجربة الصينية حققت كل ذلك، ولحقت بالغرب اقتصاديا وتكنولوجيا وعسكريا، ووفرت حياة جيدة لمواطنيها، فى فترة لا تتجاوز 35 عاما، فقد بدأت مشروعها فى عام 1984، وكان بمثابة البديل للنموذج الغربي، الذى يتراجع الآن، ويشعر بالقلق، أمام نظام جديد يتقدم. وكان الهدف واضحا، حتى تصبح قوة فاعلة، وتحافظ على بقائك، لابد من الاعتماد على الذات، وتقوية الذات، وامتلاك قدرات دفاعية أولا، ثم هجومية، ليس فقط من أجل البقاء، بل للهيمنة على الإقليم، بكل مسطحاته المائية، ومنع الآخرين من فعل ذلك. وهذا ما فعلته الصين، التى تسعى للهيمنة على محيطها الاقليمي، وطمأنة جيرانها، بمد جسور التواصل، وإقامة مشروعات مشتركة، وبناء الثقة، والمرجح عندما تصبح ندا عسكريا للولايات المتحدة، أن تسعى للهيمنة عالميا، وعبر التاريخ لا يوجد صعود سلمي.
لمزيد من مقالات عبدالعزيز محمود رابط دائم: