فتوة الحارة أو الحى كظاهرة لا يحتكرها فقط أشخاص، لكنه سلوك تلجأ إليه أيضاً بعض الدول منذ عصور مضت بدافع الطمع. وكلما زادت الأطماع فى ثروات دولة ما، تكتشف تباين ردود فعل بقية دول العالم، كل حسب مصالحه، فتجد الحياد يمثل موقفاً رسمياً لإحدى الدول، بينما يأتى الصمت التام موقفا معبراً عن دولة أخرى، بينما تجد ضوءاً أخضر من دولة ما لمباركة الغزو، وفى الخفاء تجد دولاً أخرى تسهم بخبرات لوجيستية، وما تملكه من معلومات مخابراتية بغرض تقسيم الغنائم، ويدهشك أن المعلن رسميا عن طريق تلك الدول، يتمثل فى بيانات شجب وإدانة إلى آخر فصول المسرحية الهزلية! ودولة ليبيا الشقيقة التى تتعرض حالياً لمحاولات شبيهة، تبذل بجهود شعبها وقائدها خليفة حفتر جهوداً حثيثة لتنجو من براثن تلك المحاولات الخبيثة، سبقتها من قبل محاولات لتمزيق السودان، التى أثبت شعبها تماسكه ونجاحه فى اختبار الوطنية. ولم تكن دولتا السودان وليبيا هدفاً للبلطجة، بقدر ما كان الهدف الرئيسى إضعاف مصر التى استطاعت أن تحدث إيجابيات، بل معجزات من خلال دولة 30/6 بمختلف مناحى الحياة، كالتنمية البشرية والرعاية الصحية، والتعمير والطرق والجسور، والأنفاق العملاقة أسفل قاع قناة السويس، إلى جانب اكتشافات الغاز والبترول الذى يحيط بهما غلاف أمنى محكم. وعليه ينبغى أن يدرك من يرتدى عباءة البلطجة، ومن يتقمص دور الفتوة، أن يدرك أن شعب مصر وقائده الرئيس السيسى، بعد أن حققوا تنمية وأعادوا الأمن فى فترة وجيزة، قادرون على حماية الأرض والمكتسبات. وأذكر المتآمرين بأنهم لو سمحوا بإطلاق سهام الفوضى، فسوف ترتد إلى صدورهم، أما المغامرون فأراهم يحرقون سواعدهم بأيديهم إن لعبوا بالنار.
لمزيد من مقالات ياسر مهران رابط دائم: