اليوم نبدأ عاما جديدا،هى سنة الحياة، عام يذهب بأيامه وأحداثه وذكرياته، تسقط أوراقه على غفلة منا ليمضى كالريح دون أن يترك لنا المجال لوداعه، نتحسر على أيامه أو يسعدنا فراقه،هو فى النهاية رحل بعد أن نال من حياتنا ما نال!.
تقول بينك وبين نفسك: (لطالما استقبلنا كل عام جديد بالبشر والتفاؤل والأمل وسرعان ما يحبطنا بأحزانه وكوارثه،حتى بات الأمر باعثا للحيطة والحذر، ولهذا لا تكف ألسنتنا عن الدعاء بأن يخفف الله عنا شر القادم !).
عليك أن تعرف أن الابتلاء من الحقائق الثابتة فى هذه الحياة، لذلك عليك أن تنسى كل المعاناة والأحزان التى تعرضت لها فى العام المنصرم، وأن تؤمن بحقيقة أن البداية الجديدة هى أحد مواطن القوة فى الشخصية السوية التى ترفض الاستسلام.
بالتأكيد لم تكن أيام 2019 كلها أحزان ومنغصات على المستوى الشخصى أو الاجتماعي، لا بد أنك قضيت لحظات سعيدة مع أفراد عائلتك وأصدقائك أو حققت نجاحا ولو متوسطا على مستوى العمل، لذلك عليك تذكر تلك الإيجابيات وأنت تستقبل 2020 فبالتأكيد سيخفّف هذا من حدّة مخاوفك، وسيتبدّل حالك على الفور،وقد تكتشف أن السعادة تملأ حياتك لكنك لا تدرك هذا الأمر.
ابتعد عن تضخيم (الإنجازات) أو الأخطاء التى ارتكبتها فى عام مضى حتى لا تشوش على خططك بالعام الجديد،واعقد العزم على إصلاح أخطائك فورا،فإذا ارتكبت أخطاء بحق نفسك أو بحق من حولك حاول أن تصلح الوضع لأن الأخطاء ستعذّب ضميرك، وستعكر مزاجك فى الأيام القادمة،لكن عندما تصلح الأمر سيتغير الوضع، وستستهل العام الجديد بتفاؤل أكبر.
اقترب أكثر من محيطك الاجتماعى المقرب (الأسرة والأصدقاء) فهذا الدفء كفيل بتعزيز مناعتك فى مواجهة القادم، ولا تغفل عن نعم الله عليك فى الصحة والمال والأبناء وتذكر معاناة الآخرين فهذا كفيل بتهدئة مخاوفك من مواجهة المجهول الذى تحمله الشهور القادمة.
نصيحتان أخيرتان... ابتعد عن التلصص على حياة الآخرين وإعطائهم مساحة أكبر من اهتماماتك على حساب حياتك لأن ذلك يجافى السعادة، ولا تسمح للخوف من القادم أن يسرق أجمل لحظاتك التى ربما لن تعوضها فى الأيام القادمة!.
[email protected]لمزيد من مقالات شريف عابدين رابط دائم: