السمنة مرض الفقراء
فى الماضى كانت الإصابة بالسمنة مقصورة على الدول المرتفعة الدخل إلا أن الوضع تغير حاليا بعدما أصبح انتشارها كبيرا وملحوظا فى البلدان متوسطة ومنخفضة الدخل. كشفت دراسة حديثة عن أن ثلث الدول الأكثر فقرا فى العالم يعانى افرادها مستويات عالية من السمنة وأبرزها دول افريقيا جنوب الصحراء.
وذلك نتيجة تغير العادات الغذائية وسهولة توافر الاطعمة عديمة القيمة الغذائية، بالإضافة إلى انخفاض النشاط البدنى. وتشير الدراسة إلى أن هذه البلدان تعانى مشكلتى زيادة الوزن والتقزم لدى الأطفال مما يعرف باسم «العبء المزدوج لسوء التغذية »أى ما يقرب من 2.3 مليار طفل يعانون زيادة الوزن، وأن أكثر من 150 مليون طفل يعانون نقص النمو أو «التقزم» وهذا يعنى أن 30 %من الأطفال دون سن الرابعة لا ينمون بشكل صحى.
وطالبت الدراسة بإجراء تغييرات على «النظام الغذائى» الحالى وأنه ينبغى اتخاذ إجراءات من جانب الحكومات والأمم المتحدة والأكاديميين لمعالجة هذه المشكلة، مشيرين إلى ضرورة تغيير الأنظمة الغذائية. وبخصوص هذا الشأن يقول المشرف على الدراسة الدكتور فرانشيسكو برانكا، مدير قسم التغذية من أجل الصحة والتنمية فى منظمة الصحة العالمية: «نحن نواجه واقعا جديدا فى مجال التغذية ولم يعد بمقدورنا وصف البلدان بأنها منخفضة الدخل وتعانى نقص التغذية، أو العالية الدخل ولا تهتم إلا بالسمنة».فجميع أشكال سوء التغذية لها قاسم مشترك، وهو أنه لا تتوافر لجميع الناس وجبات صحية وآمنة، ومعقولة التكلفة ومستديمة». وشدد برانكا على ضرورة تغيير الأنظمة الغذائية، بدءا من الإنتاج والتجهيز، مرورا بالتجارة والتوزيع والتسعير ووضع العلامات، وصولا إلى الاستهلاك والنفايات. حيث يجب إعادة دراسة جميع السياسات والاستثمارات ذات الصلة بشكل جذرى.
التفاح الأحمر
على ما يبدو أن التغيرات المناخية سوف تتسبب فى اختفاء أنواع كثيرة من الفاكهة التى كثيرا ما استمتع بها كثيرون على مدى قرون عديدة بعد أن بات ارتفاع درجات الحرارة يشكل تهديدا مباشرا عليها خاصة ثمار التفاح الأحمر البرى الذى تنمو أشجاره على سفوح الجبال الغربية فى كازاخستان غرب الصين ،حيث تنمو هناك حتى الآن، وتعطر الجو برائحة الفاكهة المتساقطة على الأرض إلا أنه تراجعت أعداد أشجار التفاح البرى بنسبة 90 % خلال الخمسين سنة الأخيرة بسبب تغيرات المناخ ،حيث بدأ تراجع زراعة بعض الأنواع التى كان ينتجها المزارعون.
وقد خلصت دراسة حديثة إلى أن لون التفاح الاحمر، يعتمد على درجة الحرارة، فمن أجل الحصول على ثمرة تفاح حمراء بشكل كامل، ينبغى أن تظل درجة الحرارة منخفضة، فكلما ارتفعت درجات الحرار ة إلى ما فوق 40 درجة مئوية يصبح تحول التفاح إلى اللون الأحمر أكثر صعوبة. يفسر عالم الجينات فى مؤسسة أبحاث النباتات والغذاء فى نيوزيلند هذا الأمر، قائلا: إن مجموعات من الأنزيمات تعمل مع بعضها البعض لتحويل جزيئات معينة إلى صبغات تعرف باسم الأنثوسيانى ويتحكم فى مستويات هذه الأنزيمات عامل استنساخ، عبارة عن بروتين ينظم حجم وكمية الجينات التى تنسخ, وكلما ازداد مقداره، ازداد احمرار القشرة عموما. وتشدد الدراسة على ضرورة التصدى للتهديد الذى يشكله المناخ على التفاح الأحمروذلك من خلال استنساخ الجينات الخاصة به على الرغم من تكلفتها المرتفعة ، حيث يعد لون التفاح بمنزلة العلامة التجارية له ولا سيما انه يقبل عليه الآلاف من المستهلكين الذين يقومون بشرائه من بلاد تبعد عنهم آلاف الأميال.
الماء الخام
ينتشر حاليا فى الولايات المتحدة الأمريكية اتجاه جديد لتناول الماء الخام غير المعالج او المعقم وذلك بعد أن قامت صحيفة « نيويورك تايمز» الأمريكية بنشر تقرير يسخر كاتبه من ظهور هوس جديد فى مدينة سان فرانسيسكو يتمثل فى بيع قوارير مياه الينابيع غير المعالجة من جانب احدى الشركات الأمريكية مقابل 36.99 دولار للقارورة. الغريب أن مواقع بيع المياه تخلى مسئوليتها عن أى آثار جانبية قد تترتب على شرب المياه بل تحث المستخدمين على تذوق وتجربة تناول مياه الينابيع قبل الإقدام عليها .
وعلى الرغم من أن مسألة شرب الماء تخضع عادة لقواعد صارمة، وأن بيع أو شراء «الماء الخام» لايزال محدودا؛ إلا أن وجود مواقع الكترونية لتسويقه بدأ فى الانتشار عالميا، حيث يوجد كثير من الاشخاص الذين يتطلعون للحصول على هذه المياه البرية المعلن عنها، وفى هذا الإطار يضع مسوقو هذه المواقع قائمة بأسماء آلاف من آبار المياه والينابيع الموجودة على مستوى العالم، بل يحددون مواقعها على الخريطة.
اللافت للنظر أن البيئات الريفية البكر التى لا يقطنها سوى عدد محدود من البشر تشكل الأماكن الأوفر حظا فى أن تحتوى على موارد مياه طبيعية آمنة, ومن بينها تعد ألاسكا هذه الجزيرة النائية التى لا يتجاوز عدد سكانها 3000 شخص يعيشون على مساحة تقارب 2230نحو 5776 كيلومترا مربعا. ولا يوجد فيها سوى القليل ممن يمارسون الزراعة، ناهيك بالطبع عن وجود أى نشاط صناعى.
وحذرت فال كيرتس، أستاذة الصحة العامة ومديرة برنامج الصحة البيئية فى كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة،من المخاوف الجدية بشأن الدعوة لشرب «الماء الخام». وتقول: «يبدو ذلك بالنسبة لى خطوة إلى الخلف. لقد قطعنا أشواطا بعيدة لكى نحل مشكلة تلوث مياه الشرب من خلال تطهيرها وإمداد الناس بها .. فهل تريدون منّا العودة إلى العصر الحجري؟».
رابط دائم: