شهد المسرح المصرى هذا العام أحداثا عديدة وخلافات ساخنة وإخفاقات لنجوم كبار مدعومين بالإنتاج السخى، ونجاحات هائلة لشباب وهواة بعروض ليست جماهيرية أو تنتمى إلى التجريب والحداثة، كما شهد رحيل مجموعة من فرسان ونجوم «أبو الفنون».
ولعل أهم الإيجابيات فى عام 2019 ذلك النجاح المذهل عند إعادة تقديم عرض «الطوق والإسورة» لمخرجه الفنان ناصر عبد المنعم والذى اختاره المهرجان العربى فى دورته الأخيرة ليفوز بجائزة أفضل عرض مسرحى، ثم جاء اختيار مهرجان قرطاج الدولى بتونس ليؤكد أحقية «الطوق والأسورة» كأفضل عرض عربى.. وهو ما يدفعنا إلى إعادة السؤال للمرة الألف: لماذا لا يفكر البيت الفنى للمسرح فى برنامج «الريبرتوار» لتقديم كنوز من تاريخنا المسرحى منذ العشرينيات وحتى الآن؟
ومن العروض التى حققت نجاحا هائلا «المتفائل» عن قصة «كانديد» لفولتير أعدها وأخرجها المبدع إسلام إمام ولعب بطولتها سامح حسين أمام سهر الصايغ.. كما عاد المبدع خالد جلال للتألق من جديد بعرض مبهر يحمل عنوان «سينما مصر» ويقدم فيه 67 موهبة تشارك فى إعادة تقديم مشاهد من أفلام السينما تجتمع معا كقطع «البازل» لتشكل فى النهاية صورة لهوية المجتمع المصرى والذى يستحيل اختراقه أو تغييبه.. ونجح كذلك عرض أوبرا «بنت عربى» والذى مزج بين المبدعين من ذوى الهمم مع المطرب ماهر محمود والمخرج هشام على، وهو ما يؤكد أن مسرح الشمس قد بدأ كبيرا ومنافسا بعروض إنسانية ذات طابع خاص.. ولعل من أهم الإيجابيات فى عام 2019 إطلاق الموقع الإلكترونى لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى والذى صار فى فترة قصيرة الأكثر مشاهدة على مستوى الوطن العربى والشرق الأوسط وضم إلى جانب جميع أخبار المهرجان وإصداراته فى الدورات الماضية أخبارا عربية وأجنبية ومقالات حصرية للموقع، وتصفحا لدوريات متخصصة فى فن المسرح بأكثر من لغة.. وتميز المهرجان القومى للمسرح المصرى هذا العام بإضافة مسابقة خاصة لمسرح الطفل فضلا عن مسابقتى الفرق الرسمية والفرق المستقلة والشباب.
وشهد المسرح الخاص عودة المتفرد محمد صبحى بعرضين هما «خيبتنا لما فارقتنا» بمشاركة نجمة القومى سميرة عبد العزيز وعرض «أنا والنحلة والدبور».. وأعاد الدكتور يحيى الفخرانى تقديم عرض «الملك لير» من خلال القطاع الخاص برؤية للمخرج تامر كرم.. وقدم نجم الكوميديا المحبوب محمد هنيدى مسرحية «3 أيام فى الساحل».. واكتفى نجم الكوميديا أشرف عبد الباقى بإخراج عرض شبابى مثير بعنوان «جريمة فى المعادى».. بينما قدم هو ونجوم فرقته عروضا كوميدية فى المملكة العربية السعودية.. وأثار عرض هولاكو للشاعر الكبير فاروق جويدة والمخرج القدير جلال الشرقاوى جدلا واسعا بين أجواء المسرحيين عندما قام الفنان أحمد شاكر بفك الارتباط مع العرض.. وكانت النتيجة هى تغيير موقعه مع الفنان أشرف طلبة مما دفع شاكر إلى تقديم استقالته.
وشهد العام الحالى مفارقة عدد من كبار النجوم على رأسهم الأستاذة محسنة توفيق والتى قدمت مسرحيات «قمبيز ومسحوق الذكاء» و«طيور الحب» و«منين أجيب ناس».. ومحمود الجندى الذى قدم عروض إنها حقا «عائلة محترمة» و«علشان خاطر عيونك» و«باللو باللو» و«اللى بنى مصر» و«ملك الشحاتين» وكان «آخرها اضحك لما تموت» مع القدير نبيل الحلفاوى وإخراج المبدع عصام السيد.
أما فاروق الفيشاوى الذى كان نجما سينمائيا متألقا فإن عشق المسرح لم يفارقه يوما وقدم على خشبته «الأيدى الناعمة» و«بداية ونهاية» و«الدنيا مقلوبة» و«الناس اللى فى التالت» و«اعقل يا دكتور» و«البرنسيسة» و«شباب امرأة» و«المنولوجست»، كما فارقنا الفنان الكوميدى محمد نجم الذى أسس مسرحا ومن أعماله «أولاد دراكولا» و«عبده يتحدى رامبو» و«واحد لمون والتانى مجنون»، كما رحلت الفنانة نادية فهمى بعد رحلة معاناة طويلة مع المرض ومن أهم أعمالها فى المسرح «عالم كورة كورة» تأليف دكتور جمال عبد المقصود بطولتها مع زوجها سامح الصريطى والنجم مجدى إمام.. وكذلك رحل ابن الأهرام وأحد مؤسسى نشاطه المسرحى الناقد الفنان الكبير سعيد عبد الغنى ومن أعماله «بودى جارد» و«رقص الديوك» و«كنت فين يا على». كما فوجئ الوسط الفنى برحيل النجم الباسم طلعت زكريا والذى كانت له مشاركاته الكوميدية خاصة فى مسرحيات الفنان سمير غانم.. وأخيرا رحل المخرج المبدع المجدد محسن حلمى ومن أعماله «الساحرة» و«عريس بنت السلطان».. «فيما يبدو سرقوا عبده».. و«ليلة من ألف ليلة» والتى حققت أعلى إيراد لمسرح الدولة فى تاريخه حتى الآن.
رابط دائم: