رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

وصايا العلماء فى العام الجديد..
تجديد العهد مع الله والعباد

العام الجديد فرصة لاستدراك ما فات وتجديد العهد مع الله - تصوير - ياسر الغول

  • «100 مليون ضمير» للرقابة الذاتية ومجابهة الفساد
  • الوقت أغلى ما يملكه الانسان.. والعلم والعمل جناحا التقدم


ونحن على أعتاب ميلاد عام جديد أطلق علماء الدين عددا من النصائح والوصايا، دعوا خلالها إلى تعزيز الانتماء وحب الوطن ووحدة الصف بين جميع المصريين، وشددوا على ضرورة التسلح بالعلم الجيد والعمل الجاد، وأن ذلك هو أفضل ما يمكن أن نستقبل به العام الجديد.
وصايا العلماء تضمنت رسائل عاجلة للشباب والنساء ومختلف فئات المجتمع وأكدت أهمية الوقت فى حياة الإنسان، وضرورة استثماره لاستدراك ما فات.. ووضع رؤى وآليات لتحقيق الإصلاح المنشود فيما هو آت.
وعلى غرار المبادرات الرئاسية للحفاظ على الصحة والقضاء على فيروس سي، دعا العلماء إلى مبادرة «100مليون ضمير» لإعلاء الرقابة الذاتية وإصلاح منظومة القيم والقضاء على الفساد الأخلاقى والإداري.
فى البداية يقول الدكتور علوى أمين خليل، الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر: هذا عام مضى بكل ما فيه، بحلوه ومره، وعلينا أن نعقد لأنفسنا كشف حساب، نرصد فيه ما قدمنا وما أخرنا..ونسأل أنفسنا: هل أدى كل منا ما عليه من واجبات خلال هذا العام؟ فكل منا سقطت من شجرة عمره ورقة، ولا يدرى ما بقى له من أوراق!، فحرى بنا أن نرفع جميعا شعار «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا»..فنعمة الوقت لا تدانيها نعمة، والوقت ــ كما يقولون ـ كالسيف إن لم تقطعه قطعك والزمان يمر والناس عنه غافلون، لا يعلمون أن الوقت أعظم نعمة للإنسان يجب أن يؤدى لها حقها، من عبادة الله ورفعة شأن الوطن. ماذا قدمت لنفسك تلقى به الله يوم القيامة؟ ماذا قدمت لدينك والدعوة إليه؟ وماذا قدمت لوطنك لرفعته، فهذه واجبات لا تسقط عن أى منا، كل بحسب طاقته.


ميلاد معجز
وأضاف: نلاحظ أن العام الميلادى الجديد يبدأ بميلاد معجز، يجعلنا على يقين بأننا إذا أدينا واجبنا أعطينا أكثر من حقنا. فحينما ننظر إلى ميلاد السيد المسيح الذى يحتفل العالم بذكرى مولده هذه الأيام نشعر أننا أمام معجزة إلهية خارقة، لولا أن صرح بها القرآن والكتب المقدسة ما صدقها عقل، ولكنها قد وقعت حقيقة، لأن مريم كانت صديقة وعبدت ربها فأعطيت الخير كله، ألا تأخذ نساؤنا من السيدة مريم العبرة والعظة..فليت نساءنا كلهن مريم صديقة كاملة متكاملة، يضرب الله بها المثل للذين آمنوا.
أما الرجال فعليهم أن يجعلوا نصب أعينهم ما نطق به النبى الوليد (عيسى عليه السلام) «قال إنى عبدالله آتانى الكتاب وجعلنى نبيا وجعلنى مباركا أين ما كنت وأوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتى ولم يجعلنى جبارا شقيا والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذى فيه يمترون» «الآيات 31٫30 من سورة مريم»..فهاتان الآيتان إن تدبرناهما وعملنا بما فيهما لعاش العالم كله فى سلام ووئام.


الأسرة أولا
وأشار إلى أن استقبال العام الجديد يحتاج منا الجديد، بدءا من الأسرة التى هى قوام المجتمع، فعلى الأسرة أن تعنى بتربية أبنائها وفق شرع الله، وأن يجدد كل زوجين العهد بينهما احتراما للميثاق الغليظ المبرم بينهما، وتساءل: أين الأسر الآن من هذا الميثاق، أين الأزواج من (السكن) إلى بعضهم البعض! وأين هم من (المودة والرحمة)، فالمودة هى أعلى درجات الحب، وأشمل درجات الإيمان.. إن فَقِهَ الزوجان هذه المعانى قامت بينهما حياة زوجية ناجحة مستقرة، نتج عنها أبناء أسوياء صالحون، فالأمم عمادها الأسر، وإذا استقامت الأسر تقدم المجتمع، وإن انحرفت كان فى شقاء وعناء. ونحن فى مطلع عام جديد نهيب بكل زوجين بينهما خلاف أن يعودا إلى رشدهما وألا ينسيا الفضل بينهما فى تعاملاتهما، كما قال القرآن الكريم «ولا تنسوا الفضل بينكم» الآية 237 سورة البقرة، وأن يضعا كل اعتبار لما كان بينهما من عشرة، سواء أكانا معا، أم تفرقا.


الشباب
أما الشباب فهم روح الأمة وآمالها، هم يومها ومستقبلها فالشباب قوة وطموح وأمل ومستقبل، فليعلم كل شاب أنه اليوم أضيف إلى عمره عام جديد، فليغتنمه قبل أن يولى هذا الشباب، ملتمسا فى ذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم «اغتنمْ خمسًا قبل خمسٍ: شبابَك قبل هرمكَ، وصحتَك قبل سَقمِكَ وغناكَ قبل فقرِك وفراغَك قبل شغلِك وحياتَكَ قبل موتِكَ»، فعلى الشباب أن يشقوا طريقهم للحياة ويستثمروا هذه المرحلة التى هى ربيع العمر وفتوته، وأن يرفعوا شعار العمل والهمة والنشاط، لا للكسل وضياع الوقت، وليتهم يضعون نصب أعينهم شباب الصحابة الذين حملوا لواء الدعوة والقيادة فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم.


الشيوخ
وكذلك الشيوخ، فيخطئ من يظن أن الستين هى نهاية رحلة الحياة وتمام الرسالة وانتظار الموت، فالإنسان مهما تبلغ سنه وكان فيه شيء من الطاقة، عليه أن يعمل حتى وإن كان على مشارف الموت، أو قامت القيامة لحديث النبى صلى الله عليه وسلم «إذا قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها»..فسن التقاعد عن العمل ليس مرحلة ساكنة فى حياة الإنسان يستقبل بها الموت، بل هى لدى كثير من الناس بداية الحياة، وليست نهايتها، ورسالة الشيوخ وكبار السن لا تكون بالضرورة عملا عضليا أو بدنيا، ولكنها تكون بالتوجيه والتعهد والمتابعة والنصح لمن حولهم، ومنح الخبرة والحكمة من حولهم، وهذه رسالة عظيمة لا تحققها الكتب والدراسات النظرية إنما توفيها خبرة وتجارب الحكماء من كبار السن، فأعظم الفقهاء من أعطى فقهه بعد الستين، وأعظم الأدباء من كتب خبرته بعد الستين، فكل من أعطى بعد سن الستين أعطى عصير حياة، فإن لم يستفد بها من حوله، فسيستفيد بها الأجيال اللاحقة، فما ورثا عاداتنا وقيمنا إلا من خلال كبرائنا من الأجداد والشيوخ. وما أحوج مجتمعنا لتضافر جهود الجميع الكبار والصغار النساء والرجال على السواء.


لا للتعصب
وفى كلمته للمصريين فى العام الجديد يقول الدكتور محمود مهنا عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف: كونوا رسل خير للعالم أجمع.. حافظوا على أمن مصر وأمانها، وتمسكوا بوحدتكم المعهودة وتسلحوا بالعلم والعمل مجتمعين، وبأخلاق المصريين الأصيلة.
وأضاف: كفانا فرقة وتشرذما انسياقا وراء آراء وفتاوى شاذة تمزق صفنا وتفسد أعياد إخواننا المسيحيين، فى مثل هذه المناسبات الوطنية المهمة، فالتعصب الأعمى ليس من ديننا، ولا ننسى أن رسولنا صلى الله عليه وسلم استقبل نصارى نجران فى مسجده، وحينما جاء وقت صلاتهم، قال لهم: صلوا فى مسجدنا، وصلوا صلاتهم بكل أمان وطمأنينة دون أى عصبية أو أذي.
أيها المتشددون المتعصبون: كونوا كرسولكم.. لستم أشد غيرة على دينكم من رسول الله، فنحن مأمورون بالتعامل بالحب والترحاب مع أهل الكتاب، بل حتى مع الذين لا يدينون بدين، فالله يأمرنا بذلك فى قوله «وقولوا للناس حسنا» الإحسان إلى الناس: مطلق الناس، وليس المسلمين أو أهل الكتاب فقط. فالمسيحيون فى أرض الكنانة مصريون مثلنا، هم إخوتنا فى الإنسانية، وشركاؤنا فى الوطن، أعيادهم أعيادنا، فنحن نؤمن بعيسى وبموسى وبجميع المرسلين والنبيين، ولا ننسى مواقفهم الوطنية النبيلة منذ مجيء عمرو بن العاص إلى يومنا هذا. ولا ينسى التاريخ أيضا مواقف الأنبا سرجيوس الذى خطب فى الجامع الأزهر 59 مرة على منبر الأزهر نحو ثلاثة أشهر عام 1956، داعيا للوحدة ومناصرة الجيش، ضد العدوان الثلاثى الغاشم.
وقبل أشهر من هذا العام الذى نودعه، جدد الأزهر الشريف هذا الميثاق بوثيقة «الأخوة الإنسانية» التى وقعها الإمام الكبر وبابا الفاتيكان، لنجدد العهد معا ونؤكد العلاقة الوثيقة بين المسلمين والمسيحيين.


العلم والعمل
وشدد الدكتور نبيل السمالوطى أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر على أهمية العلم فى نهضة الأمم، قائلا: لا تقدم إلا بالعلم، ولا علم إلا بتعليم جيد، ولا تعليم جيد دون معلم جيد، فلابد للأمم إذا اختارت طريق التقدم أن تهتم جيدا بالتعليم والمعلم الذى يمثل العمود الفقرى للعملية التعليمية والتربوية أيضا التى تعنى بغرس القيم وتقويم السلوك.
وعلى كل مؤسسات الدولة أن تضع برامج واضحة ومحددة لغرس القيم والأخلاق فى الناشئة بدءا من الأسرة التى هى الأساس، ثم المدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة، والفن والإعلام والثقافة وغيرها من المؤسسات. وفوق ذلك أن يكون رموز هذه المؤسسات والقائمون على عملية التوجيه والتربية (قدوة) فى ذواتهم، ليحتذى بهم من حولهم. وليتنا نحتذى بالمبادرات الرئاسية فى العناية بالصحة، لنطلق معا مبادرة «100مليون ضمير» لمكافحة الفساد وإعلاء الرقابة الذاتية.
وحذر السمالوطى الشباب من الانجراف فى أى تيار متشدد، فأعداء الأمة يريدون تدميرنا بالقضاء على شبابنا، وسلب طاقاتهم سواء بالإدمان والمخدرات أو بتوجيه هذه الطاقات لهدم الأمة بتشويههم فكريا وجذبهم نحو الانحراف الفكرى ومن ثم التشدد والإرهاب.
فعلى الشباب أن يتنبهوا لذلك، وأن يتجنبوا الانسياق وراء الشائعات المغرضة التى تهدم ولا تبني. وأن ينظروا إلى الجوانب الإيجابية فى بلادهم وما أكثرها، فمصر بلا مبالغة حققت طفرة غير مسبوقة فى مجالات عدة، مما يبعث على الأمل والتفاؤل بأن القادم أفضل بإذن الله.
ليت الأسر والشباب، وكذلك الدعاة والمصلحون فى 2020 يرفعون شعار «يسروا ولا تعسروا..بشروا ولا تنفروا» فما أحوجنا للكف عن التشدد والتشاؤم والغلو فى الآراء الدينية وفى الممارسات الحياتية كالمهور وتكاليف الزواج، والعمل على تيسير الزواج وبث الأمل وروح التفاؤل فى شتى مناحى الحياة.


أيام الله
ولفت الدكتور عبدالفتاح العوارى عميد كلية أصول الدين بالقاهرة ـ إلى أن بداية العام الجديد هى أيام من أيام الله، وهى عبارة عن الزمن الذى امتن الله به علينا من أجل أن نتخذه معبرا وقنطرة توصلنا إلى السعادة الأبدية وهى النعيم فى الدار الآخرة فى جنات عدن..والعاقل هو الذى يستغل هذه الأيام لأنها تمثل أغلى ما يملكه الإنسان وهو العمر، وكل عام يمر على الإنسان بمنزلة محطة يحاسب فيها نفسه ويقف وقفة يراجع فيها نفسه.. فالعام الجديد فرصة للتذكر والمراجعة يقول تعالى «وذكرهم بأيام الله» الآية -5 - سورة ابراهيم. فكل الأيام أيام الله، أيام مولد عيسى ومولد موسى ومولد محمد صلى الله عليهم وسلم أجمعين، فحرى بالمسلمين الذين يمثلون النسيج الواحد مع إخوانهم المسيحيين أن يشاركوهم فرحة أيام العيد، يقدمون لهم التهانى فى البيوت والطرقات وأماكن العمل احتفاء واحتفالا بمولد المعجزة الكبرى ، مولد عيسى عليه السلام الذى خلد القرآن ذكره وذكرى أمه..فميلاد عيسى يعد فرصة عظيمة لأن تلتقى القلوب والنفوس على المودة وحب المسلم لأخيه المسيحى وكذلك حب المسيحى لأخيه المسلم.
وحرى بنا ونحن نستشرف عاما جديدا أن يضع كل منا بصمته ويترك أثرا يذكر له ويخلد بعد وفاته، ويبقى له فى الآخرة..فعلى من أراد أن يشعر بقدر تلك الحياة أن يقدم خيرا للإنسانية التى تمثل القاسم المشترك بين جميع سكان هذا الكوكب (الأرض) وأن يبحث عما يحقق السلام والطمأنينة.


استثمار الوقت
ودعا الدكتور السعيد محمد على من علماء الأزهر إلى الاستثمار الأمثل للوقت، أسوة بالنبى صلى الله عليه وسلم، فما مرت به ساعة إلا وكان فى طاعة حتى نومه صلى الله عليه وسلم كان فى حضور ويقظة مع ربه، وهو الذى لخص حال المسلم قائلا «أن يكون نطقى ذكرا وصمتى فكرا ونظرى عبرة»، بمثل هذا المنطق النبوى يمكننا أن نملأ أعمارنا بكل ما هو مفيد ونافع لنا، حبذا لو كان هذا فى الصالح العام والخاص معا، بمعنى أن يجتهد الإنسان فى إصلاح نفسه وأهله وتقديم الخير لغيره، انطلاقا من قوله تعالى «وتعاونوا على البر والتقوي»..فهذه رسالة للإنسان بوجه عام من أجل أن يتأمل فيما حوله ليؤدى واجب الوقت..وواجب الوقت هذا يتغير بعدد الساعات، لأن لكل وقت واجبا، فساعة للصلاة، وساعة للعمل وأخرى للصلح بين الناس وثالثة لتربية الأولاد ورابعة لعيادة المرضي، وخامسة لبر الوالدين.. وهكذا يمكننا أن نجدد حياتنا مع العام الجديد. وأن نجدد العهد مع الله الذى أبرم فى عالم الروح يوم أن قال سبحانه: «ألست بربكم قالوا بلي»، وأقل معنى لتجديد العهد مع الله أن نكون عند حسن ظنه بنا، ولقد قال «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا» ..فنحسن معنى الخلافة فى الأرض، فالقاضى يقوم بدوره، وكذا المدرس والطبيب والتاجر والزارع...وجميع أرباب المهن والصنائع. ولو أن كل إنسان فى تخصصه جدد العهد مع الله بالمعنى الدقيق، لأحسن معنى الخلافة وكان مظهرا من مظاهر العظمة والرحمة الإلهية والنور الإلهي، ففاض بنوره ورحمته وخيره وعلى عباد الله، بل على كون الله. حينئذ نرى كل شيء فى موضعه ونرى مجتمعا، لا نقول أشبه بالمجتمع المثالي، بل نراه أشبه بالمجتمع النبوي.


رؤية مستقبلية
وأكد السعيد أن هذا لا يتم بشكل عشوائى ولكنه يحتاج إلى رؤية مستقبلية وتخطيط دقيق محكم وتحديد أهداف وغايات وسلك سبل مشروعة لبلوغها، ليظل الإنسان فى تقدم ورقى مستمر، يومئذ ينظر إلينا على أننا من عباد الله الصالحين.
وأشار إلى ضرورة التحلى بصفات أربع رئيسية هى سر نجاح الإنسان فى حياته، وهي: الإيمان الكامل، والعمل الصالح، والتواصى بالحق، والتواصى بالصبر، وهو ما أوجزته سورة العصر فقال تعالى »والعصر إن الإنسان لفى خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر«.


اليوم وليس غدا
وصايا العلماء فى استقبال العام الجديد اختتمها الدكتور ناصر محمود وهدان الأستاذ بجامعة العريش، قائلا: على كل إنسان أن يضع نصب عينيه أهدافا محددة يصر على تحقيقها هذا العام، يبدأ بتصحيح النية مع الأخذ بالأسباب العملية لتحقيق هذه الأهداف، فلا يكفى أن يعلن كل منا أنه سيكون أفضل إن شاء الله، وسيتغير فى العام الجديد، بل عليه أن يضع خريطة عمل الآن، عقب قراءة هذه السطور، فلا يدرى لعل هذا العام، أو هذه الأيام أو هذا اليوم هو آخر أيامه، فليرى الله من نفسه خيرا وليسارع باستدراك ما فاته الآن وليس غدا، بالآتي:
ـ التوبة النصوح إلى الله من جميع المعاصى (الكذب، الغش، النفاق....إلخ) والعزم على عدم اقترافها ثانية.
ـ رد المظالم إلى أهلها، واستبراء الذمة من جميع حقوق العباد.
ـ البدء فى الصلاة الآن إن كان لا يصلي. وإن كان مصليا عليه المواظبة على صلاة الجماعة، خاصة الفجر إن كان مقصرا فيها.
ـ البدء بإخراج الزكاة إن كان ممن تجب عليه الزكاة، وحساب ما فاته وموقفه الشرعي.
ـ الترتيب للحج هذا العام إن كان قادرا، واستحضار النية دائما إلى أن ييسر الله له ذلك.
ـ لكل شاب راغب فى التغيير: ارفع شعار (لا ) لكل ما هو سلبي: لا للتكاسل عن العمل.. لا للتدخين.. لا للمخدرات، لا للمواقع المشبوهة.. بادر بتغيير صحبة السوء، والزم صحبة الأخيار تعنك على الاستقامة.. كفاك عقوقا، والزم قدمى أبيك وأمك، فهما جنتك ونارك، ولا تدرى أيمتد الأجل بهما لعام جديد أم لا؟
ـ أيها الرجل: تحمل مسئولياتك نحو أسرتك وأولادك، وكفاك تقصيرا وتفريطا، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يقول «..كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته».
ـ الزم نفسك، وانشغل بها، فالله سيحاسبك على عملك، وليس على عمل غيرك.. وإياك و(قالوا)، أو (سمعت) أو الترويج لشيء لم تتثبت من صحته، فالشائعات خراب للبيوت ودمار للأوطان.
ـ الحرص على الأسباب العملية التى تحقق غاية وجود الإنسان وهى إعمار الأرض مثل: الانتظام فى العمل وإتقانه، الكف عن الكسل والتسويف وطول الأمل. وليتنا نعمل بالحكمة القائلة (لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد).

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق