رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ديسمبر.. شهر المراجعات

هو آخر شهر في السنة، وهذا العام هو آخر شهر في العقد ...هو أيضا الشهر الذي يبدأ فيه فصل الشتاء رسميا، وهو الأقل ضوءا حيث يصبح النهار أقصر من أي شهر آخر . وحتي في ذلك النهار القصير قد لا تري الشمس إلا قليلا بسبب الغيوم وسقوط الأمطار، وهو ما يؤدي إلي إصابة كثيرمن الأشخاص بالكآبة أو ما يعرف بالاضطرابات النفسية الموسمية.

ورغم محاولات البعض التركيز علي نصف الكوب المملوء والنظر للشهر بوصفه موسم الاحتفالات والأعياد وفرصة لإغلاق صفحة العام الذي يوشك علي الرحيل بحلوه ومره من أجل الاستعداد لمولد عام جديد ، إلا ان آخرين ينظرون إليه بوصفه شهر المراجعات، حيث يتوجب علي المرء التأمل في الذات ومراجعة ما تم إنجازه خلال العام والتفكير فيما يجب اتخاذه من قرارات في العام الجديد .ويساعد علي الانغماس في مثل هذا التفكير ليالي ديسمبر الطويلة وبرودة الجو التي تدفعك للبقاء بالمنزل لفترات أطول.

وارتباط شهر ديسمبر بالتفتيش في الذات وقائمة قرارات العام الجديد ربما تكون عادة غربية بالأساس ولكن كثيرا منا يفعل ذلك دون أن يدرجه تحت هذين العناونين الكبيرين حتي أن الراحل شعبان عبد الرحيم حدد عددا من تلك القرارات في اغنيته الشهيرة حبطل السجاير وأكون انسان جديد، ومن أول يناير خلاص هشيل حديد.

وطوال الأعوام الماضية شجعت كثير من الدراسات التي أجريت في أوروبا والولايات المتحدة علي اجراء التفتيش الداخلي بين الحين والآخر لزيادة وعي الفرد بذاته والتعرف علي حقيقة مشاعره ومساعدته علي ايجاد حلول لمشاكله، وبالتالي تحسين ادائه علي المستوي الشخصي والمهني. ولكن أخيرا صدرت دراسات حديثة تحذر من المبالغة في تلك الحملات التفتيشية، وتكشف عن بعض آثارها الجانبية.تشير دراسة أمريكية إلي الأبحاث كشفت أن الأشخاص الذين ينغمسون في التنقيب الذاتي يصبحون أكثر توترا وأقل رضا عن علاقاتهم الشخصية وانجازاتهم المهنية، ويشعرون أنهم يفتقرون إلي السيطرة علي حياتهم. أما انتوني جرانت أستاذ الأمراض النفسية الاسترالي فيؤكد أن المواظبة علي فحص الأفكار الداخلية والمشاعر والسلوك لا تعني بالضرورة فهمها وهذا هو الفرق بين التفتيش والتأمل علي سبيل المثال. فالتفتيش يركز علي تقييم وتحليل الأفكار والأحاسيس في حين أن التأمل يهدف إلي زيادة الوعي بما تفعل وبما تفكر فيه دون اصدار أحكام .

وكل ذلك لا يعني أن التفتيش في الذات خطأ ولكن قد تكون الطريقة التي يجري بها الشخص ذلك التحري الذاتي غير صحيحة.وهنا يشير الخبراء النفسيون إلي أن الافراط في التفكير قد يفتح الباب أمام زيادة الشكوك، مما قد يقلل من ثقة الشخص بنفسه فيتحول إلي التأسي ثم جلد الذات، في حين أن الهدف الرئيسي من وراء رحلة التفتيش هو ملاحظة ما يعتمل في نفسك عن قرب وتقبل ما أنت عليه. وبالتالي ينصح الخبراء بأن يكون المرء أكثر انفتاحا ومرونة وتقبلا للضعف البشري عند قيامه بمراجعة ذاته وانجازاته في نهاية العام وأن يكون واقعيا في تحديد أهدافه للعام الجديد حتي يستطيع الالتزام بها.


لمزيد من مقالات هناء دكرورى

رابط دائم: