رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

صفحات مضيئة ونحن نطوى عام 2019

ونحن نطوى صفحات عام 2019، ونستعد لاستقبال العام الجديد 2020، وجدتنى أسترجع بعض ومضات عام ولي، مذكرا نفسي، بضرورة التشبث، بالإيجابيات، التى تبعث على النفس الأمل، وتدفع على الاستمرار، والمثابرة، والمضى قدما. والحقيقة أن الإيجابيات كثر، لذا سأمر على بعضها، بإيجاز.

الاقتصاد المصري: رغم ما مرت به الدولة من أحداث جسام، فى السنوات القليلة الماضية، من شأنها دمار دول برمتها، ورغم ما حملته الإدارة المصرية من إرث ثقيل، فإن الدولة تبنت برنامجاً، جاداً، للإصلاح المالى والاقتصادي، عازمة على تحقيق معدلات نمو مرتفعة، ومستديمة، لتتساقط ثماره على عموم الناس، تباعاً. لم يكن هناك بد من بدء ذلك البرنامج الإصلاحي، رغم ما يعتريه من بعض القسوة، من وجهة نظر المواطن العادي، إلا أنه من وجهة النظر الاقتصادية، له مردود إيجابي، على المدى البعيد، والقريب، فحققت مصر، فى العام المالى الحالي، معدل نمو بلغ 5.7%، مسجلة، بذلك أعلى معدل نمو فى المنطقة، رغم تباطؤ المعدلات العالمية، فضلاً عن توقعات البنك الدولى باستمرار ارتفاع معدل النمو، فى مصر، فى العام المقبل، ليصل إلى 6%.

إطلاق القمر الصناعى طيبة سات 1:

حدث مهم، دخلت به مصر، لأول مرة، فضاء الأقمار الصناعية المعنية بالاتصالات، تماشياً مع رؤيتها، لتحقيق التنمية المستديمة 2030، من خلال النهوض بقطاع الاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، باعتباره قاطرة النمو، فى العصر الحالي، المتجه بخطي، سريعة، نحو التحول الرقمي. يأتى القمر الصناعى طيبة 1، ضمن سلسلة من الأقمار الصناعية المصرية، المقرر إطلاقها، ليوفر ذلك القمر الصناعى تغطية لخدمة الإنترنت السريع، والاتصالات فى الجمهورية، بما فيها جميع المناطق التى حرمت من تلك الخدمات، لسنوات طويلة، بل ويمتد مداه إلى مناطق شمال إفريقيا، ودول حوض نهر النيل، إضافة إلى ما يتيحه من خدمات أمنية متطورة.

محور 30 يونيو: نفذت مصر، فى الفترة الماضية، مشروعات كبري، لتحسين شبكة الطرق والكبارى القومية، بإنشاء، وتطوير، 4500 كم من الطرق، وهو ما يجعلنى أستدعى كلمات أستاذتى بكلية الآداب، بجامعة عين شمس، الدكتورة سعاد الصحن، عندما كانت تردد علينا: أن الطرق هى شرايين الحياة. والحقيقة، أننى استخدمت، شخصياً، عددا، لا بأس به، من تلك الطرق، التى انتهى العمل بها فى 2019، فأذهلنى حجم الإنجاز، والدقة فى التنفيذ، بمقاييس عالمية، فى محور 30 يونيو الجديد، الذى يبدأ من ميناء بورسعيد، ودمياط، ليربطهما بموانى البحر الأحمر، وصولاً إلى بورسودان، بما من شأنه تحقيق نهضة اقتصادية كبرى لمصر، وتمركز استراتيجى.

البترول: أسعد أخبار آخر العام، هو الكشف البترولى الجديد، بالصحراء الغربية، تحديداً فى منطقة أبو سنان، بمعدل إنتاج يومى يصل إلى 7000 برميل، يوازيه فى الأهمية، قرار توصيل الغاز الطبيعي، إلى 10٫5 مليون وحدة سكنية، جديدة، ممن لم تصلهم الخدمة، بما يخفف من أعباء المواطن، فى الاستفادة بالخدمة المتميزة.

السياحة: تقدم قطاع السياحة المصرى 9 مراكز، فى مؤشر تنافسية السفر والسياحة، الصادر عن المنتدى الاقتصادى العالمي، ليحتل المركز 65 عالمياً، إضافة إلى تقدم مصر من المركز 60، إلى المركز 5، فى استراتيجية الترويج والتسويق السياحي، وما تبعه من قرار، الحكومة البريطانية، برفع حظر السفر عن مدينة شرم الشيخ، بعد 4 سنوات، ووصول أول رحلة فى الأسبوع الماضي، والذى يعد نتاج اتباع مصر لاستراتيجيات علمية فى قطاع السياحة، فضلاً عن استقرار أوضاعها الأمنية، وتقدم مركزها فى مؤشر الأمن والأمان، الصادر عن مؤسسة جالوب، محتلة المركز الثامن، عالمياً، بعدما كانت تحتل المركز السادس عشر فى عام 2018.

الصحة: أخيراً تحقق حلم المصريين، ببدء منظومة التأمين الصحي، فى مصر،انطلاقاً من محافظة بورسعيد، يليها محافظة الأقصر، تمهيداً لتعميمها على جميع محافظات الجمهورية، وهى ما لم تكن الإنجاز الأوحد، فى قطاع الصحة، فى عام 2019، الذى شهد مبادرة السيد رئيس الجمهورية، تحت شعار 100 مليون صحة، لتوفير عدد من الخدمات الصحية، مجاناً، للمواطنين، والتى أفرزت عددا من المبادرات الناجحة، كالقضاء على قوائم الانتظار، للعمليات الجراحية، بتكلفة مليار جنيه، تم من خلالها إجراء 300 ألف عملية، إضافة إلى مبادرة القضاء على فيروس سي، بتكلفة 7 مليارات جنيه، ومبادرة نور الحياة، بتكلفة مليار جنيه، للكشف على 5 ملايين طالب، بالمرحلة الابتدائية على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى مليونى مواطن من الحالات الأولى بالرعاية، وذلك فى مرحلتها الأولي. فضلاً عن مبادرة دعم صحة المرأة المصرية.

الحفاظ على التراث المصرى فى مدينة الإنتاج الإعلامي: إنشاء استوديوهات جديدة، بمدينة الإنتاج الإعلامي، مجهزة بأحدث التقنيات التكنولوجية، لترميم التراث القديم، من أفلام، ومسلسلات، وبرامج إخبارية، إضافة إلى جريدة مصر الناطقة، التى تجمع كل تاريخ مصر، وتحويلها لتقنيات جديدة، تطيل عمرها الزمني، إلى 300 عام، أخري، وهو ما يعد ثروة قومية، انتبه لقيمتها الوزير أسامة هيكل، قبل توليه حقيبة الإعلام المصري، منذ أيام قلائل.

مجمع إنتاج الأسمدة الفوسفاتية والمُركبّة فى العين السخنة: مشروع صناعي، عظيم، يتبع شركة النصر للكيماويات الوسيطة، واحدة من أقدم، وأكبر، شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، بالقوات المسلحة المصرية، يتكون المجمع من 9 مصانع، ومرافق صناعية، بالإضافة إلى محطة لتحلية مياه البحر،ورصيف بحري، متخصص، لتصدير الأسمدة السائلة، والصلبة. بهدف تعظيم قيمة خام الفوسفات المصري، الذى يعتبر مكونا حيويا فى عدد من الصناعات المهمة.

السياسة الخارجية المصرية: ملف حيوي، وديناميكي، مازال يتحرك بفاعلية، وامتياز، فى كل الاتجاهات، ويعود الفضل فيه، أولاً، إلى جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذى لم يدخر جهداً، ولا وقتاً، لاستعادة مكانة مصر الدولية، التى تأثرت سلبيا، بعد أحداث يناير 2011، وإضافة إلى استمرار نجاحات سيادته فى إدارة علاقات مصر الخارجية، فقد تألق فى تمكين مصر إفريقياً، خلال عام 2019، من خلال رئاسة مصر الاتحاد الإفريقي، بما لذلك من انعكاسات استراتيجية على وضع مصر قارياً، ودولياً.


لمزيد من مقالات د. سمير فرج

رابط دائم: