حالة حوار
فى هدوء تام

إنجازات التنمية والتشييد فى كل مكان تتحدث عن نفسها بما فيه الكفاية، ولكن بعض أهم الإنجازات لا يحوطها ضجيج أو دعاية، ولا حتى يعرف الناس بها من الأصل والأساس، وضمن مثل تلك الإنجازات التى تتحقق فى هدوء تام صدور قرار رئيس الجمهورية رقم 605 فى ديسمبر 2017 بإنشاء مركز للبحوث الطبية والطب التجديدى والخلايا الجذعية تكون له الشخصية الاعتبارية ويتبع وزارة الدفاع ومقره القاهرة ويجوز إنشاء فروع له فى الجمهورية بأمر وزير الدفاع، وأهمية ذلك المركز أنه سيعمل على تطوير الصناعات الصيدلية القائمة واستحداث صناعات جديدة ترتكز على تقنيات الطب التجديدى واكتشاف أمصال وأدوية جديدة يعنى تطويرا كيفيا أو نوعيا فى مجال صناعة الدواء فى مصر، ومن جهة أخرى فإن ذلك المركز سيضم نشاطات كان يقوم بها مركز (النمرو) التابع للبحرية الأمريكية لعشرات السنين فى مصر، وقد انتقل (النمرو) إلى إيطاليا، وانضم اختصاصه إلى مركز الطب التجديدى والبحوث الطبية والخلايا الجذعية الذى صدر القرار الجمهورى بإنشائه منذ عامين.. هذا المركز وبحوثه فى تطوير صناعة الدواء المصرية، سيكون عاملا أساسيا فى بناء استقلال الدولة الحقيقى لأن البلد الذى لا ينتج سلاحه أو طعامه أو دواءه لا يمكن أن يقدم نفسه للعالم بوصفه بلدا مستقلا بالمعنى الكامل, وبحوث الخلايا الجذعية وهندسة الأنسجة ستوصلنا فى بعض نتائجها إلى تطوير الصناعات الصيدلية، ما ستمكننا تقنياتها فى التجارب الإكلينيكية (مع الالتزام بالمعايير الأخلاقية والتقنية الصارمة وبجميع معايير ضمان الاعتماد المحلية والدولية ذات الصلة) من إطلاق ثورة فى الأبحاث الطبية ما قبل السريرية والسريرية والتطبيقية التى تتصل بنواحى الأمراض المتوطنة والمعدية والأوبئة ومكافحة الفيروسات.. هذا هو لون الإنجازات التى لا يعلم الناس عنها شيئا والذى نحتاج إلى تبصيرهم وتنويرهم حوله ومجلسه الذى يتكون من ستة أعضاء من وزارة الدفاع وثلاثة من وزارة الصحة والسكان يختارهم الوزير المختص، واثنان من وزارة التعليم العالى واثنان من وزارة البحث العلمى يعنى تتكامل العناصر العسكرية والعناصر المدنية فى تشكيل مجلس إدارته وتدفع نحو تحقيق هذا الإنجاز القومى اللافت فى مجال من أخطر المجالات، وكونه يتحقق فى هدوء كبير وتام لا يعنى أنه لا يتحقق.