هوامش حرة
لماذا لا يظهر الوزراء!

أتمنى أن أشاهد الوزراء فى الحكومة الجديدة كثيراً فى وسائل الإعلام الصحافة والفضائيات بل وسائل التواصل الاجتماعى .. لقد غاب عدد كبير من الوزراء السابقين ومنهم من لم يظهر على الإطلاق ولم يشاهدهم أو يسمعهم أحد ولا أدرى هل كان ذلك تقصيرا من الإعلام أم من الوزراء أنفسهم هناك مشروعات كثيرة لم نشاهدها ولم يتحدث عنها أحد قد يكون السبب أن بعض الوزراء لا يجيد الحديث ولا يحب مواجهة الإعلام رغم أن هذه المواجهات من شروط المنصب ويجب أن تكون ضمن مسوغات اختيار الوزير .. كان غياب الوزراء سبباً فى أزمات كثيرة، وعلى سبيل المثال فنحن لا نعلم شيئا عن أحوال الصناعة المصرية فى السنوات الأخيرة ولا نعلم إلى أى مدى حققت الزراعة أهدافها خاصة أن الفلاح المصرى غاب تماماً عن الساحة ولا نعرف عنه شيئا، وماذا جرى لمحاصيل مثل القطن والأرز والقمح وهى السلع الرئيسية التى يقوم عليها دخل الفلاح.. كما أن العامل المصرى خارج الخدمة وهناك آلاف المصانع أغلقت منذ أحداث ثورة يناير وقد بدأت الحكومة أخيراً بالتنسيق مع البنك المركزى فى تمويل أنشطة هذه الصناعات بقروض ميسرة مع تنازل البنوك عن جزء من فوائدها يصل إلى 50% .. إن الشعب فى حاجة لأن يسمع ويشاهد الوزراء وهم أيضا فى حاجة لأن يتواصلوا مع الناس، إن الشيء الغريب هو أننا فى السنوات الأخيرة لم نعد نعرف صورة الوزراء لأنهم لا يظهرون وفى زمان مضى كان الوزير شخصا معروفاً ومسموعاً وحين تراه لا تحتاج أن يقدم نفسه أو يذكر اسمه.. إن اختفاء الوزراء بهذه الصورة يحيطهم بشيء من الغموض والسرية رغم أن الوزير لابد أن يقدم نفسه ويطرح أفكاره أمام الناس لان هذه البداية هى التى تضع ضوابط سليمة للتواصل بحيث يقدم الوزير برامجه ونشاطه وأهداف وزارته وفى الوقت نفسه يكون على علم بأحوال الناس وقضاياهم ومشكلاتهم.. اختفاء الوزراء خلف السيارات الفارهة والمكاتب الضخمة وطابور الحراسة والمرافقين والخدمات لا ينبغى أن يكون بديلا لمواجهة قضايا الناس..