لابد أن أسجل إعجابى بحكمة الرئيس السيسى ورزانة إجاباته على أسئلة الصحفيين الأجانب، خلال لقائه بهم على هامش منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ والذى تدفقت فيه أسئلة ملغمة حول الأزمات المتفجرة فى العديد من دول المنطقة منذ سنوات وبالذات ما يجرى قريبا وملامسا لحدودنا الغربية فى ليبيا وحدودنا الجنوبية فى السودان.
كانت إجابات الرئيس السيسى على أسئلة الصحفيين الأجانب مزيجا من الصراحة المسموح بها والحذر الواجب، لأن أصعب المواقف التى يمكن أن يواجهها أى رئيس عند التطرق للحديث عن الأزمات ذات الصلة بالأمن القومى لبلاده هو كيفية اختيار الكلمات التى تؤكد صدق وجدية الالتزام بالمبادئ بعيدا عن مشاعر اللحظة وانفعالاتها.
كان السيسى صريحا وواضحا فى تأكيد أن ليبيا والسودان تمثلان ركيزتين أساسيتين من ركائز الأمن القومى لمصر، ومن ثم فإن مصر لا يمكن أن تسمح لأحد بأن يسيطر عليهما.
وأيضا فقد تجنب الرئيس السيسى الكشف عن تفاصيل الرؤية المصرية إزاء أى تطورات محتملة فى تلك الأزمات المشتعلة بالمنطقة، لكنه أشار إلى أن هناك فارقا بين التدخل السلبى المباشر فى الصراع الدائر على الأرض الليبية ــ والذى تتجنبه مصر ــ وبين مسئولية مصر فى دعم الجيش الوطنى الليبى الذى لن تتخلى عنه مصر انطلاقا من ثوابتنا الاستراتيجية فى دعم الدولة الوطنية، وليس دولة الجماعات المسلحة والمتطرفة التى أسلمت زمام أمورها للإرهابيين.
وفيما يمكن اعتباره رؤية شاملة تتجاوز حدود الأزمة الليبية فإن رؤية مصر هى ذاتها إزاء السودان وسوريا، حيث ترى مصر أن الجيش الوطنى فقط هو المسئول، ونحن فى مصر حريصون على وحدة أى دولة عربية وحريصون على ألا تتفتت دولنا مرة ثانية.
بالصراحة والحكمة والحذر كان لكل سؤال جواب، وفى ظنى أن قمة الحكمة تجلت فى قدرة السيسى على الإفلات من كمائن الأسئلة المنصوبة بشأن سد النهضة وبما يوحى ضمن ثنايا الإجابة بعمق الثقة فى قوة وسلامة الموقف المصرى إزاء هذه القضية واحتمالاتها!
باختصار فإن إجابات السيسى على أسئلة الصحفيين الأجانب حملت رسالة مفادها: “إننا فى مصر لا نصنع الأزمات ولكننا نعرف حدودنا جيدا ونريد أن يعرف كل واحد حده ويلزمه»!
خير الكلام:
<< ليس من الحكمة أن تعيش فى الماء وتعتبر التمساح عدوا لك!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: