الشخصية المصرية بطبيعتها ومكوناتها المتفردة تستطيع أن تتجلى وترتقى بأروع الإبداعات فقط عندما تتكامل أدواتها ومعطياتها، وهنا حالة تتجسد لنا لتمنحنا حلولاً جمالية وإيجابية، أنه الفنان المصرى أرمن اجوب الذى تخرج فى كلية الفنون الجميلة وعمل كباحث وعندما لم يكتف بما جمعه من علم ودراسة أكاديمية قرر السفر إلى روما العاصمة الإيطالية منذ عشرين عاماً، ليجمع بين أهم وأقدم حضارات الماضى بروما القديمة والحضارة الفرعونية ليجد عبر سلاسة تكويناته صلات وروابط فنية وثقافية وكأنه إقتفى آثارها ليصل إلى امتداد لفنوننا التاريخية من خلال فن النحت والتشكيل.
واليوم آجوب تمكن من وضع اسمه صاحب الدلالات المتعددة الأصول من جذورأرمنية وانتماء مصرى كمولود الى معيشة وخبرات أوروبية، ليعرض له حالياً معرضين متوازيين فى دولة الإمارات أولهما بقاعة «ميم جاليري» والأخر بجناح مخصص له فى معرض أبو ظبى للفنون العالمية، حيث يتضمن المعرض الأخير مجموعة كاملة تحتوى تفاصيل عمله من إسكتشات اولية ، رسوم، لوحات زيتية، اكليريك وأعمال النحت التى تخصص بها الفنان،
ويقدم آجوب أعماله فى قاعة «ميم» الكبرى تحت عنوان «مانترا» وهى مصطلح وثيق الصلة بعادات التأمل وفكر واتجاهات اليوجا الهندية القديمة التى تستهدف بمحتواها كيفية إطلاق العنان لجميع الأفكار والتأملات الروحية والطاقات الكامنة ليتخذ منها الفنان أرمن أجوب منهجاً تعبيرياً يتواصل مع منحوتاته الصلبة التى تمكنت أنامله المصرية من حفرها على حجر الجرانيت الأسود، لتتشكل بزوايا وانحناءات بصرية متوحدة مع الضوء المحيط فى تجريد وتبسيط معاصر ولكنه يستجمع لكل جمال واستلهام نبع من الماضى وأصول التاريخ، وليقدم هذا الفنان المصرى رؤية جمالية ثقافية تعبر كل الحدود وتبدد الاختلافات.
رابط دائم: