-
تطبيق قاعدة التوزيع الجغرافى على المرضى ..وتوسعات فى مراكز علاج الإدمان
-
وكيل وزارة الصحة: مستشفى سوهاج الجديد يمثل نقلة
-
فى العلاج الحديث..والتشغيل التجريبى الشهر المقبل
كانت مستشفيات الصحة النفسية فى أوقات سابقة خاصة فى صعيد مصر بعيدة عن الأذهان، وكان التفكير فيها بمثابة درب من الخيال، لدرجة أن مستشفيات الصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة أو نظيرتها الجامعية لم يكن يتردد عليها إلا القليل. ومع تزايد الاهتمام بالصعيد أصبح هناك تفكير متكامل فكما تهتم الدولة بإنشاء المدارس والجامعات اهتمت أيضاً بنوعية الخدمات الطبية وبالطبع مستشفيات الأمراض النفسية منها وكذلك مراكز علاج الإدمان خاصة بعد انتشار تعاطى المخدرات بين الشباب، وتكشف خريطة الصحة النفسية فى محافظات الوجه القبلى عن الكثير من التفاصيل، حيث لا يوجد
سوى 5 مستشفيات تخدم ما يزيد على 40 مليون نسمة، وتنشط هذه المستشفيات فى مجال علاج الإدمان، فى حين يتراجع دورها الطبى فى التعامل مع الأمراض النفسية التى تصطدم بالعادات والتقاليد، وفى ظل تطبيق ما يسمى قاعدة التوزيع الجغرافى للمرضى نفسيا فإن هناك ضغوطاً كبيرة تواجه هذه المستشفيات التى يعانى أكثرها نقصا حادا فى الخدمات.. فماذا يحدث داخل أروقة هذه المستشفيات؟ ومن هم أكثر المترددين عليها؟ وهل هناك خطط واضحة للتطوير بما يواكب الاحتياجات الملحة لسكان الصعيد؟ .. التفاصيل فى سطور التحقيق التالي:
بداية، نشير إلى أن الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة تعمل على التوسع فى خدمات علاج مرضى الإدمان على مستوى الجمهورية من خلال افتتاح أقسام ومراكز جديدة لعلاج الإدمان فى مستشفيات الصحة النفسية وزيادة عدد الأسرة بالمراكز العاملة بالمحافظات خاصة بالصعيد، ويأتى هذا التوجه بعد أن قررت الدولة معالجة المدمنين فى كل القطاعات.
وبدا من الواضح أنه يوجد الآن تنسيق كامل مع الخط الساخن لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان التابع لوزارة التضامن الاجتماعى لعلاج مرضى الإدمان من خلال 14 مركزا تابعا لأمانة الصحة النفسية، بالإضافة الى 8 مراكز شريكة مع الصندوق يتم الان تحويل مرضى الإدمان التابعين للخط الساخن للصندوق لأقرب مستشفى لهم على ان يتحمل الخط الساخن تكلفة العلاج بالكامل لمدة شهرين، وأن مصر الان اصبحت بها 17 مستشفى ومركزا لعلاج الإدمان.
مستشفى وحيد بأسيوط
أسيوط تعد مركز الثقل فى الصعيد..ورصدت تحقيقات «الأهرام» أوضاع مستشفيات الصحة النفسية بالمحافظة، حيث تضم مستشفى وحيدا للطب النفسى يستقبل حالات كثيرة لا تقتصر على أسيوط وإنما يأتى إليها المرضى من سوهاج والوادى الجديد وقنا مع العلم أن طاقة المستشفى الاستيعابية تبلغ 117 سريرا فقط ويوجد به قسمان: واحد للصحة النفسية للرجال والسيدات والثانى للإدمان للرجال فقط، وأن رحلة علاج الادمان تتم على مرحلتين: الأولى العلاج بالانسحاب والثانية مرحلة التأهيل، وأكثر المترددين على المستشفى للعلاج من المتعاطين للحشيش والترامادول من فئة المراهقين والشباب أى من سن 17 سنة إلى 30 سنة، وهو يعد من أشد المواد المخدرة خطرا كما يقول عدد من أطباء المستشفى ومن الممكن أن تصل الحالة المزاجية عند المريض لحد الانتحار إذا لم يتمكن من الحصول على جرعة منه، ويليه مخدر الحشيش بأنواعه الذى يؤدى إلى الإصابة بفيروس «سي» و «بي» إذا أدمن المريض تعاطيه ولم يعالج منه .. ثم يأتى مخدر الأفيون فى المرتبة الأخيرة، حيث يؤدى الى إصابة المدمن بانفصام ذهنى وعدم القدرة على التركيز.
ويقول الدكتور حمدى التلاوى رئيس قسم الطب النفسى بمستشفى أسيوط سابقاً، والأستاذ بقسم الأمراض العصبية والنفسية بجامعة أسيوط: ان المريض يُسمح له بدخول المستشفى إذا كان يعانى من أعراض «ذهانية» أو اكتئاب شديد مصاحب لأفكار انتحارية أو من مرض الفصام وهو ما يسمى بالفصام «شيزوفرينيا»، واذا كان «مهيجا» أيضا أو كانت لديه ضلالات شديدة يمكن أن تلحق الضرر به أو بالآخرين، وهذه الأمراض يمكن علاجها بالعقاقير الطبية أو بجلسات تنظيم إيقاع المخ أو ما يسمى الصدمات الكهربائية، ويستطيع المريض دخول المستشفى لأنه المكان الوحيد الأقدر على علاجه ومتابعة حالته بخلاف اى مكان آخر، وبعد دخول المريض المستشفى يتم عمل فحص كامل بحالته فيه كل الأعراض والعلامات المرضية، ثم يوضع تشخيص نهائى للحالة وبعد ذلك يبدأ البرنامج العلاجى سواء بالعقاقير الطبية أو بالعلاج نفسى أو بعلاج تنظيم ايقاع المخ أو كلها معا.. ثم متابعة المريض خلال فترة وجوده بالمستشفى من خلال برنامج المتابعة الموجود فى التذكرة يوميا حتى تنتهى الأعراض وتزول الخطورة ناحية المريض والمجتمع، وفى هذه المرحلة يمكن خروج المريض ثم متابعته من خلال العيادة الخارجية للمستشفى ويستمر المريض بالمستشفى من 15 الى 20 يوما ومعظم الحالات التى تتردد على المستشفى تتركز فى الاكتئاب الشديد أو الجسيم الذى تصاحبه أفكار انتحارية، أو حالات الهوس الشديدة، ويوجد بالمستشفى برنامج ترفيهى للمرضى يتمثل فى بعض الألعاب مثل الطاولة وتنس الطاولة والقراءة من خلال المكتبة الموجودة بالمستشفى بالإضافة لمشاهدة التليفزيون، ومعظم حالات المرضى نفسيا التى تشاهدونها فى الشوارع المصرية الآن مصابة بحالات فصام «شيزوفرينيا» مزمنة ولم تتلق العلاج الكافي.
ويضيف التلاوي: أثناء رئاستى لقسم الطب النفسى بأسيوط كنت حريصا على أن يحضر طلاب المدارس للمستشفى لقضاء يوم كامل مع المرضى لإدخال البهجة على نفوسهم، ترفيها لهم حتى يعرف المجتمع أنه ليس كل مريض نفسيا خطرا على المجتمع، وإنما هو شخص طبيعى يتعامل مع الناس، وكان هؤلاء الطلاب الزائرون يقيمون حفلات للترفيه عن المرضى وكانوا يقدمون الهدايا لهم سواء من مصروفهم أو من المدرسة التى كانت تقوم بإرسالهم.
أما الدكتور علاء درويش، أستاذ الطب النفسى، ورئيس قسم الأمراض العصبية والنفسية بطب أسيوط، ومدير مستشفى الأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب بالجامعة، فيقول: يعتبر الادمان من الاضطرابات النفسية المنتشرة، والتى تصيب أى فئة من فئات المجتمع ويبدأ تعاطى المخدرات فى سن المراهقة وقد لوحظ أن بدء التعاطى مبكرا فى المرحلة الاعدادية والثانوية، ومن أكثر المخدرات التى يتناولها المدمنون الحشيش والترامادول والبانجو والافيون ، وحديثا بدأ تعاطى الحشيش المخلط والمنشطات وزادت نسبة تعاطى المنشطات الرياضية، ولابد للأسرة أن تنتبه إلى بعض التغيرات التى قد تظهر على الأبناء وأن تكون أكثر قربا للأبناء فى هذه السن الخطرة.
ويشير درويش إلى أن هناك ملاحظات تظهر على المدمن، منها التغير المفاجئ فى السلوك والانفعالات على غير المعتاد، وتدهور التحصيل الدراسي، يصاحبهم اضطراب فى الشهية والنوم والمزاج واختفاء بعض الأشياء من المنزل نتيجة قيام المدمن بسرقتها ومصاحبة بعض الاصدقاء الذين ليسوا فى سنه أو ليسوا من الوسط الاجتماعى الذى نشأ فيه وطلب زيادة المصروف على نحو غير مبرر مع فقدان لبعض ممتلكاته ، مثل التليفون الخاص، واهمال الكثير من الأنشطة الترفيهية والهوايات المعتادة والغياب الكثير من المنزل وهنا يجب أن تدرك الاسرة أن هناك احتمالية لتعرض المراهق للإدمان. وأولى خطوات إنقاذ المدمن تبدأ بزيارة الطبيب المختص ويتم التشخيص وعمل التحاليل للمخدرات فى سرية تامة وعمل الاختبارات النفسية اللازمة والتشخيصات المصاحبة وبعد ذلك تبدأ مرحلة العلاج بناء على ذلك.
ويواصل د. درويش حديثه قائلا: تبدأ مراحل العلاج بمعالجة الانسحاب الآمن ومعالجة اعراض الانسحاب وبعد ذلك تبدأ مرحلة اعادة التأهيل لادماج المدمن فى المجتمع وعودته ليكون شخصا سويا فى المجتمع، وذلك بالاضافة الى العلاج النفسى للوقاية من الانتكاسات ويجب التنويه على ان معظم المواد المخدرة لها تأثير مدمر على الجوانب النفسية والعضوية لجميع اجهزة الجسم فمنها ما يسبب الصرع وغيرها يصيب الانسان بتليف الكبد والامراض الذهانية ومنها مايسبب العقم وكذلك ينتج عن بعضها نزيف بالمخ وفى بعض الحالات يصاب المدمن بالاكتئاب الشديد الذى يؤدى به الى الانتحار ومنهم من يموت بجرعة زائدة او نتيجة لخلط هذه المخدرات ببعض المواد التى قد تؤدى الى الوفاة، كما ان استخدام بعض هذه المخدرات يصاحبه أفكار خاطئة عن زيادة القدرات الجنسية ولكن ما يحدث هو العكس، والعلاج النفسى ليس التوقف عن التعاطى ولكنها خطة تشمل كل جوانب حياة المدمن سواء الصحية والاجتماعية أو الروحية والدينية وكذلك العلاقات الاجتماعية والاسرية، وايضا العمل. ومن الملاحظ ان المترددين على عيادات علاج الادمان من فئة الشباب اكثرهم من الذكور. ونحتاج الى مجهودات القائمين على عيادات علاج الادمان لكى نستطيع اداء تلك المهمة الشاقة وتضافر الجميع وكل الوزارات المعنية بالشباب لوقايتهم من الوقوع فى براثن الادمان وعلاج من وقع منهم فى هذا المستنقع.
صرح جديد بسوهاج
وفى محافظة سوهاج، سيتم الانتهاء قريبا من أعمال البناء بمستشفى الصحة النفسية على مساحة 6000 متر مربع، وعلى حسب قول الدكتور هانى جميعة، وكيل وزارة الصحة: مستشفى سوهاج للصحة النفسية الذى يجرى إنشاؤه يُعتبر الأول على كود المستشفيات الطبية للإنشاء الحديث طبقا للمعايير الطبية العالمية ويضم 80 سريرا مبدئيا و16 استراحة، وستنتهى أعمال الإنشاءات قريبا على أن يبدأ التشغيل التجريبى له خلال ديسمبر المقبل.. والمستشفى يعد نقلة كبيرة لأبناء الصعيد خاصة الجنوب منه لأنه سيخدم شريحة كبيرة من أبناء محافظات سوهاج وقنا والأقصر والبحر الأحمر وسيوفر الجهد والنفقات على المرضى القادمين من هذه المحافظات. وأكد د. جميعة انه يتم الآن إنشاء معهد لعلاج الإدمان بقرية بلصفورة والتى تبعد عن مدينة سوهاج 10 كيلومترات يدخل الخدمة فى يونيو 2020.
ومن جانبه يقول الدكتور أحمد فوزي، مدير مستشفى الصحة النفسية الجديد بسوهاج: ان المبنى مجهز بقاعات للمحاضرات والصالات التدريبية وسكن خاص للأطباء والتمريض ويوجد به ايضا مجموعة وحدات ذات طابع خاص، منها وحدات لعلاج الأطفال وذوى الاحتياجات الخاصة، وعلاج المسنين، واستشارات زوجية، والعلاج بالعمل، وسينما ومسرح للعلاج الترفيهي، معلناً عن انعقاد أول مؤتمر للطب النفسى للأطفال بسوهاج يومى 5 و6 ديسمبر الحالى بمشاركة جميع الأطباء النفسيين فى مصر.
أقصى الجنوب
ومن سوهاج إلى أقصى الجنوب، حيث يوجد مستشفى أسوان للصحة النفسية الذى يقع بمنطقة شرق السد العالي، والذى يضم بعض التخصصات الأخرى مثل الباطنة والقلب والجراحة العامة والتخدير والأسنان والجلدية والعصبية. ولجأت إدارة المستشفى لفتح باب الانتداب للأطباء للعمل وتغطية هذه التخصصات مع توفير أفضل البرامج والخدمات العلاجية التى تقدمها للمواطنين من أبناء أسوان والمحافظات المجاورة مثل الاقصر وقنا .. والمستشفى شهد أخيرا أعمال تطوير شملت إنشاء مبنى لعلاج حالات الإدمان، لكن ما يواجه المستشفى حاليا العجز الصارخ فى عدد الأطباء كما يؤكد بعض المرضى ومنهم «عمرو حسن» شاب من عزبة الشيخ هارون بأسوان، الذى روى تجربته قائلاً: كنت أعانى من الإدمان بسبب تناولى كميات كبيرة من حبوب الترامادول، وبالمناسبة كثيرون من الشباب بأسوان وغيرها يتعاطون حبوب الترامادول ونبات البانجو المخدر متخيلين أن هذا يكسبهم رجولة وقوة، وهذا اعتقاد خاطئ 100%، ونصحنى أحد الأصدقاء المخلصين أن أذهب بصحبته الى مستشفى «التكامل» للصحة النفسية وعلاج الادمان، وبالفعل ذهبنا إلى المستشفى وكنت متخيلا أن المستشفى عبارة عن مبنى كبير وعملاق .. لكننى فوجئت بأن المستشفى يشبه الوحدة الصحية الصغيرة إلى حد كبير فمساحته محدودة جدا ولا تتناسب على الإطلاق مع عدد سكان محافظة أسوان ناهيك عن اقترابه من محافظة الأقصر خاصة مركز إسنا الذى يأتى أبناؤه المرضى للعلاج، وقد تم احتجازى بالمستشفى بعد اجراء الفحوص والتأكد من الادمان، واستمررت 25 يوما شعرت خلالها اننى فى سجن بلا رعاية ولا ترفيه كما كنت أعتقد مقارنة بما يحدث فى مستشفيات الصحة النفسية بمحافظات مصر المختلفة، ولا يوجد بالمستشفى سوى طبيب واحد أو اثنين لم أر غيرهما خلال فترة وجودى بالمستشفى أقصد الوحدة الصحية، مطالباً المسئولين بأن يلتفتوا لهذا المستشفى الذى يقدم خدمات فقيرة لا تليق بمواطنى أسوان.
أما رمضان أبو الحسن من منطقة الكرور، فيقول: كنت أتردد على المستشفى أسبوعيا للعلاج وأتواصل مع المستشفى عن طريق الخط الساخن لكننى لم أداوم على العلاج بسبب نقص الأدوية وعدم الاهتمام بالمرضى من داخل المستشفي، فاضطررت الى الذهاب لمستشفى خاص للطب النفسى غرب خزان أسوان لاستكمال العلاج.
ويوضح محمد يوسف أبو اليزيد شاب يقيم بمنطقة الحكروب أن تعاطى المخدرات منتشر جدا لعدم وجود رقابة قوية على الصيدليات وأيضا تفرغ الشباب العاطل عن العمل.. مضيفاً: أدمنت الترامادول وانا متأكد من خطورته على العقل والتركيز وحينما شعرت انى غير قادر على شرائه أوشكت على الانتحار، لكن اهلى ضغطوا على وذهبوا بى الى مستشفى التكامل بسحارى لعلاجى وكنت مستعدا فعلا للعلاج، لكن المستشفى لا يوجد به إمكانات حقيقية تساعد على تخلص المريض من الادمان، لذا اناشد المسئولين الاهتمام بمستشفى الصحة النفسية بأسوان.
توزيع جغرافي
أثناء إعداد هذا التحقيق لفت نظرنا توجه كثيرين من المرضى إلى القاهرة ربما لقلة عدد المستشفيات فى بعض المناطق وهو ما دفعنا إلى التواصل مع الدكتور فادى صفوت، مسئول بإدارة الإعلام والعلاقات العامة بمستشفى العباسية، الذى أوضح أن المستشفى يستقبل جميع الحالات التى تأتى من القاهرة الكبرى ولا يستقبل مرضى آخرين من محافظات الصعيد او غيرها عملا بمبدأ التوزيع الجغرافى مثل الجامعات، لكن اذا كان المرض مستعصياً علاجه فى الصعيد أو أى مكان آخر فلا يمكن رفض الحالة.. ومرضى الصعيد عليهم التوجه إلى أقرب مستشفى صحة نفسية وإدمان بمحافظاتهم وهذا أوفر لهم من حيث المجهود والنفقات من الانتقال الى القاهرة، حيث إن الخدمة المقدمة من جميع مستشفيات الأمانة العامة للطب النفسى على نفس المستوى وذلك يرجع لجهود الأمانة العامة التى ترأسها الدكتورة منن عبد المقصود.. ويضيف إن معظم الحالات التى تتردد على المستشفى تعانى الاضطراب النفسى والوجدانى وكذلك الاكتئاب ومن يأتى للعلاج من الإدمان غالبيتهم ممن يتعاطون «البودرة» ويأتى فى المرتبة الأخيرة متعاطو الحشيش والترامادول وتتراوح سنهم بين 18 و 30 سنة .. ويتم حجز المريض عن طريق الخط الساخن الذى توفره المستشفى 3 شهور يليها 3 أشهر أخرى للمتابعة ثم بعد ذلك تجرى له كورسات للتأكد من شفائه تماما من المخدرات، ثم يدخل فى مرحلة التأهيل، مضيفاً أن المريض يأتى إلى المستشفى بكامل إرادته وهناك قانون يمنع ان يتم اقتياده للعلاج قسرا.. والمستشفى بحاجة ضرورية إلى أجهزة رسم قلب وملابس للمرضى خاصة أننا مقبلون على فصل الشتاء وثلاجات وأدوات ترفيهية وشاشات تليفزيون وتكييفات والمرضى فى حاجة ماسة لشغل أوقات فراغهم وتوفير مهن مختلفة مناسبة لطبيعتهم، والمستشفى به معهد تمريض يأتى إليه الطلبة للدراسة من جميع محافظات الجمهورية، كما أن هناك عجزا صارخا فى عدد الاطباء نظرا لكثرة النزلاء والمترددين عليه من محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية.
----------------------------------------
102 سرير بمستشفى بنى سويف ..وأغلب المرضى من الشباب
باعتبارها تقع فى شمال الصعيد تعد بنى سويف أول محطة للعلاج النفسي، حيث تم إنشاء مستشفى الصحة النفسية بها عام 2010، وأخيرا تم افتتاح مركز لعلاج الإدمان بالمستشفى ويستقبل عشرات الحالات من الشباب يوميا الذين تتوسط أعمارهم بين 18 و 25 عاما، ويتم علاجهم بعد اجتياز مرحلة التأهيل، وأكثر الحالات التى تتردد على المستشفى من متعاطى الترامادول والحشيش بأصنافه المختلفة.
كما شهدت محافظة المنيا، إنشاء مستشفى الصحة النفسية وعلاج الإدمان بمدينة المنيا الجديدة وسعته 80 سريرا وبه 3 أقسام أحدهم للرجال وآخر للسيدات والثالث اقتصادى للرجال فقط وعيادة لعلاج الإدمان، وبه صالة للألعاب تساعد المرضى على قضاء وقت أطول لممارسة الرياضة وشغل الذهن، ويقدم المستشفى خدمات أخرى مثل رسم المخ وتحاليل المخدرات والاختبارات النفسية والعلاج بجلسات تنظيم إيقاع المخ والعلاج النفسى الفردى والجماعي.
رابط دائم: