جاء قرار تجديد وتمديد رئاسة المصرفى الكبير طارق عامر لمدة 4 سنوات أخرى فى ولاية البنك المركزى المصرى بمثابة رسالة لا تخطئها العين بأن لكل مجتهد نصيبا وأن القيادة السياسية تزن مثل هذه القرارات الهامة بميزان الكفاءة والإخلاص والقدرة على تحقيق المستهدف فى إطار السياسة العامة للدولة فى مرحلة من أدق المراحل التى واجهت مصر خصوصا على صعيد المحفظة المالية الرئيسية وعلاقتها بأسواق الصرف العالمية.
والحقيقة أن طارق عامر نجل المهندس حسن عامر أحد أبرز رؤساء نادى الزمالك فى عصره الذهبى ورث عن أبيه أحد أهم جينات النجاح وأعنى به الجسارة عند اتخاذ القرار بعد أخذ الوقت الكافى فى الدراسة والتشاور بكل مفردات الفحص والتمحيص لكافة الجوانب الإيجابية والسلبية لأنه لا يوجد قرار له وجه إيجابى فقط، وإنما المهم أن ترجح كفة الإيجابيات على ما هو محتمل من النواقص والسلبيات.
وظنى أن كل هذه الاعتبارات كانت واردة وحاضرة فى ذهن الرئيس السيسى عندما اتخذ قراره الصعب والجسور والذى فاجأ الجميع – خصوصا فى المنظومة المصرفية – باختيار طارق عامر قبل 4 سنوات لرئاسة البنك المركزى عندما كان الحلم يبدو صعبا وأقرب إلى المستحيل فى أن تتمكن مصر خلال فترة زمنية قصيرة من ضبط سوق الصرف والقضاء على تجارة العملة فى السوق السوداء دون الحاجة للملاحقات الرقابية والعقابية والأمنية.
كان الرئيس السيسى يملك وحده تصورا لما ينبغى أن تقدم عليه مصر بشجاعة وجسارة عندما تخطو بكل ثبات لإنجاز برنامج حقيقى للإصلاح المالى والاقتصادى بالاتفاق والتنسيق مع صندوق النقد الدولى، ومن ثم وقعت عينه على طارق عامر بعد قراءة دقيقة لمسيرته المصرفية خصوصا فى الفترة التى شغل فيها منصب نائب محافظ البنك المركزى إلى جوار العبقرى الدكتور فاروق العقدة أطال الله فى عمره.
ونظرة على بعض ما نجاحات البنك المركزى فى السنوات الأربع الماضية تكفى لفهم ومعرفة دوافع قرار الرئيس السيسى بالتجديد لطارق عامر للبقاء فى موقعه لمدة 4 سنوات قادمة.. كان الاحتياطى النقدى عام 2015 يبلغ 16٫4 مليار دولار واليوم تخطى حاجز الـ 45 مليار دولار ولأول مرة منذ سنوات بعيدة تختفى تجارة العملة ولم يعد أحد يسمع عن السوق السوداء وشح الدولار وذلك بالتوازى مع نجاح ملحوظ فى توفير التمويل اللازم للعمليات التجارية الخارجية لمصر وتأكيد قوة وسلامة الاقتصاد المصرى من خلال الوفاء بسداد ما هو مستحق من مديونيات وفوائد ديون فى توقيتاتها المحددة... مبروك عزيزى طارق ودعواتى ودعوات كل المصريين لك بالنجاح الذى هو فى النهاية نجاح لمصر وأمنها واستقرارها!
خير الكلام:
<< ليست هناك فاكهة تخلو من المرارة !
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: