كثيرة تلك الأفكار المغلوطة التى تعشش بداخلنا ونتعامل معها وكأنها ثوابت لا تقبل حتى المناقشة.. دون ان نتوقف مع أنفسنا ونتساءل: كيف أدخلنا فى أذهاننا كل تلك الأفكار السلبية التى لم نجن من ورائها سوى المزيد من الشعور بالألم والإحساس بالإحباط. هذا الموضوع المحير يذكرنى بحكاية قديمة تقول إن هناك أحد المدرسين كان شديد الذكاء ويتمتع بالحكمة وكان مدرساً للغة العربية وفى أثناء إلقائه الدرس على طلبة قاطعه أحد الطلاب قائلا: اللغة العربية صعبة جداً ولا نستطيع فهمها؟ فصاح جميع الطلاب بنفس الكلام وتحول الفصل إلى حالة من الفوضى.. فقال المدرس: حسناً لا درس اليوم وسوف نقوم بلعبة بدلاً من الدرس.. ففرح الطلبة حينما شاهدوا المدرس يقترب من السبورة وقام برسم زجاجة ذات عنق ضيق ورسم بداخلها ديكا ثم قال: من يستطيع أن يخرج هذا الديك بشرط ألا يكسر الزجاجة ولا يقتل الديك؟. حاول الطلبة ولكنهم فشلوا.. فصرخ أحدهم متهكماً: يا أستاذ قل لمن وضع الديك بداخل تلك الزجاجة أن يخرجه كما أدخله.. ضحك الطلبة ولكن المدرس فاجأهم بقوله: هذه هى الإجابة الصحيحة من وضع الديك داخل الزجاجة هو وحده من يستطيع إخراجه.. كذلك أنتم وضعتم مفهوماً فى عقولكم أن اللغة العربية صعبة فمهما شرحت لكم وحاولت تبسيطها لن أفلح إلا إذا أخرجتم هذا المفهوم كما وضعتموه فى عقولكم. انتهت الحصة ولاحظ المدرس تقدماً فى مستوى الطلبة فيما بعد لأنهم بالفعل اخرجوا الفكرة من عقولهم وأحبوا مادة اللغة العربية وتقبلوها فأصبحت سهلة. فهل سألنا أنفسنا: كم ديكا وضعناه بأنفسنا فى الزجاجة طوال حياتنا وكم مرة حاولنا إخراجه دون أن نكسر الزجاجة؟
لمزيد من مقالات ◀ أشرف مفيد رابط دائم: