اتجاهات
إيران تترنح!

تحت وطأة العقوبات الأمريكية .. ووسط أزماتها الشائكة ومشاكلها المتفاقمة جراء المظاهرات العنيفة التى تجتاح معظم مدنها.. وفى غمار الانتقادات الشديدة الموجهة إليها بانتهاك المواثيق الدبلوماسية والقانون الدولى واستخدامها الذخيرة الحية لقمع المحتجين, وارتفاع أعداد القتلى والضحايا بين المتظاهرين.. أقدمت إيران على خطوة استفزازية غير مقبولة ولا مدروسة بقرارها تسليم مقار بعثات اليمن الدبلوماسية وممتلكاتها والمحفوظات التابعة لها للمتمردين الحوثيين الذين انقلبوا على السلطة الشرعية وارتكبوا العديد من الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين .. متخيلة أنها بذلك قادرة على إضفاء الشرعية على انقلابهم البغيض وتحويلهم من ميليشيات إرهابية إلى دبلوماسيين شرعيين!.

القرار أثار العديد من عبارات الاستنكار وعلامات الاستفهام .. فقد وصفه أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية بأنه خروج صارخ عن القواعد الدبلوماسية، وانتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة، واتفاقية فيينا بشأن الدبلوماسية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ولا سيما القرار 2216.. وأكد البرلمان العربى أنه سلوك عدوانى وانتهاك لسيادة اليمن ستكون له تداعيات سلبية لأى محاولات حل سياسي.. ودعت مريم رجوى زعيمة منظمة مجاهدى خلق الإيرانية جميع الشباب إلى الانضمام إلى صفوف المحتجين مؤكدة أنه الطريق الوحيد للخلاص من الغلاء والفقر والتضخم والكوارث فى إيران .

أما الحكومة اليمنية فقد وجهت خطاباً لمجلس الأمن ذكرت فيه أن ما قام به النظام الإيرانى يهدف لإحداث سابقة خطيرة فى العلاقات الدولية مطالبة بإدانة هذا التصرف على اعتبار أن الدفاع عن قواعد القانون الدولى مهمة جماعية يجب أن تضطلع بها جميع الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة .

ويبدو أن النظام الإيرانى قد بدأ يترنح بعد أن كان مسئولوه يسعون لتصدير ثورتهم للدول المجاورة .. مستغلين الأحداث السلبية التى تجرى على أراضيها تارة ومتدخلين فى شئونها الداخلية تارة أخرى .. ليتجرعوا من نفس الكأس التى كانوا يسقونها للآخرين .. ويبقى لنا أن ننتظر ونراقب تطورات الأحداث فى طهران وكيف سيحاسب العالم النظام الإيرانى على انتهاكاته للأعراف الدبلوماسية والمواثيق الدولية!.

[email protected]