رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
معارك متطرفين ضد متطرفين!

تدفع فئات المتطرفين من اتجاهات مختلفة إلى تأجيج النيران ضد من يختلفون عنهم فى العقيدة، يتورط فيها وفى نتائجها الأغلبية من كل اتجاه من غير الراغبين وغير المقتنعين بإثارة هذه الخلافات! والحقيقة أن المتطرفين فى الغرب، الذين نشأوا وتكونوا فى بيئات ديمقراطية، لا يختلفون فى الجوهر عن المتطرفين من أبناء المجتمعات التى تعانى الاستبداد والقهر ومصادرة الحريات! أنظر إلى هذه الدعوات فى بعض الدول الغربية، حتى فى النرويج، التى تطالب بمقاضاة سلطات بلادهم لأنها تمنعهم من حرق القرآن الكريم، وهم يعتبرون أن منعهم عدوان على الحريات الأساسية فى الفكر و التعبير، ويقولون إن هذا يشكل خطراً حقيقياً على هذه الحريات، لأن الأخذ بالحرص على مشاعر المسلمين من أن تتأذى، كما يقولون، يمنح كل طائفة من غير المسلمين أن تطالب باحترام معتقداتها بالمثل. وفى رأى هؤلاء أن هذا سوف يؤدى فى القريب إلى تقويض الحريات التى ناضل من أجل إقرارها وترسيخها أجيال بعد أجيال..إلخ. وكما ترى، فإن هؤلاء المتطرفين الغربيين لا يعتدّون بالقوانين الراسخة لديهم التى تُجرِّم خطاب الكراهية، ويتعامون عن أن حرق الكتاب المقدس للمسلمين، أو المطالبة بهذا، هو نموذج حى لخطاب الكراهية! بل إنهم، وفى الوقت نفسه، لا يجدون أنهم فى تناقض وهم يمتثلون لقوانين بلادهم التى تجرم التشكيك فى محرقة اليهود على يد النازى إلى حد الحكم بحبس باحثين أكاديميين توصلوا إلى نتائج مغايرة!

على الناحية الأخرى، فلا يمكن تبرئة فئة من المسلمين ممن هاجروا إلى الغرب فراراً من أوضاع طاردة فى بلادهم، من استبداد واضطهاد وتعذيب..إلخ، ولكنهم بدلاً من إبداء الامتنان للدول التى تستضيفهم، إذا بهم يعتبرون أهل البلاد كفاراً، ويرون أن على عاتقهم هدايتهم، ويزعقون بهذه الخطب فى المساجد التى سمحت لهم الدول المضيفة أن يبنوها..إلخ!

وكما ترى، فإن المتطرفين من هنا وهناك يفرضون معارك على الأغلبية من الناحيتين، وهناك دائماً مؤسسات عتيدة تجيد استغلال هذه الأجواء كغطاء لبلوغ أهدافها المحددة سلفاً ولا علاقة لها بهذه المستجدات.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: