هوامش حرة
هذا الفريق

وسط تلال من التفاهات يمكن أن تنطلق فرحة تهز القلوب وتتسرب كالنسيم فى ليالٍ موحشة.. مجموعة من شباب مصر كانوا كالخيول الجامحة ينطلقون فى الميدان فى صورة عاصفة وسط هدير الناس يقدمون للمصريين فرحة فيها كل مشاعر الانتماء والحب والولاء.. كان شوقى غريب الأب والمدرب والمواطن المصرى الأصيل وحشد الأبناء يلتف حوله يقدم صورة حية للإنسان المصرى ببساطته وحبه وإخلاصه لهذا الوطن.. فرحة جميلة قدمها شباب مصر وهم يحملون كأس إفريقيا فى مناسبة هى الأولى وأرجو أن تتكرر وأن يبقى هذا الفريق يمثل شباب مصر الحقيقى يلعب بحب ويفرح بقناعة ويحمل أسم هذا الوطن العظيم بكل العرفان.. أخاف على هذا الفريق الصاعد الذى لم يعرف بعد أسواق البيع والشراء أخاف عليه من لعنة المال التى أفسدت أشياء كثيرة فى حياتنا ابتداء بالفن وانتهاء بالأخلاق.. أخاف عليهم من مزايدات كرة القدم ومضاربات الإعلانات وصخب التجار فى أسواق الرياضة.. إن الرياضة من أنبل الأشياء التى يمكن أن تخلق إنسانا سويا إنها أخلاق قبل أن تكون سلعة وحب قبل أن تكون مزايدة وقبل هذا هى دعوة للتسامح والترفع وحين تتحول إلى صفقة إعلانات فهى تخسر الكثير.. فى يوم من الأيام كانت الرياضة عندنا فنا جميلا وكان اللاعب يسعده إحراز هدف أو صرخات أعجاب وتشجيع وكان اللاعب يعيش بلا مزايدات ويراهن فقط على حب الجماهير ولكننا أفسدنا أشياء كثيرة فى حياتنا حين تحولت الرياضة إلى صفقات وحين أصبح الفن اراجوزات وصارت الأخلاق آخر ما نشاهد فى قوائم السلوكيات.. أرجو أن يحافظ شوقى غريب على هذا الفريق الصاعد وآلا يتركه فريسة للمغامرين فى أسواق الرياضة ما بين السمسرة والبيع والتسويق.. إنه فريق يستحق أن يحمل اسم مصر ويجب أن نحافظ عليه وبدلا من سياسات التخبط ونهب المال العام فى سراديب المؤسسات الرياضية هذا الفريق قدم للرياضة المصرية انجازا بكل أموال المغامرين من تجار الرياضة.. إن هذه الأشجار الجميلة يجب أن نحافظ عليها من عواصف المال التى أفسدت كل شيء.

[email protected]