«احمى أسرتك».. هى الرسالة الرئيسية لليوم العالمى لمرض السكر والذى يحتفى به بعد غد فى 14 نوفمبر من كل عام، بهدف زيادة الوعى حول تأثير مرض السكر، وتعزيز التوعية بطرق الوقاية والاكتشاف المبكر بين أفراد الأسرة.
ووفقا لبيانات الاتحاد الفيدرالى الدولى للسكر هناك 212 مليون مصاب بالغ، وكان من اللافت أن 3 من كل 4 أشخاص والذين يواجهون صعوبة فى تحديد علامات الإنذار حول اكتشاف الإصابة بالمرض وفقا لنتائج البحث الذى أجراه الاتحاد فى 2018، حيث تم اختيار مرض السكر من النوع الثانى نظرا لكونه الأكثر انتشارا والمسئول عن 90% من حالات الإصابة حول العالم، ويعيش نصف الحالات دون اكتشاف لإصابتهم.
وتناولت دراسة حديثة نشرت أواخر الشهر الماضى بالدورية الطبية «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين»، شملت نتائج متابعة 168 مريضاً بسكر النوع الأول على ستة اشهر، وفيها حقق البنكرياس الصناعى المعزز بجهاز استشعار لضبط مستوى الأنسولين بالجسم تلقائياً نتائج واعدة فى تحسين مقدار الوقت الذى يقضيه المريض ومستوى السكر فى الدم ضمن الحد الصحيح ما بين 70-180 ملجرام لكل «ديسيلتر» حيث بلغت النسبة المئوية لمتوسط هذا الوقت 90%، دون تسجيل أى آثار جانبية خطيرة مثل التعرض لنوبات نقص السكر فى الدم. وتمت هذه الدراسة بدعم من المعهد الوطنى البريطانى للسكر وأمراض الجهاز الهضمى والكلي.
مزايا عديدة يقدمها البنكرياس الصناعى الجديد بحسب قول الدكتور عاطف بسيوني، رئيس أقسام الباطنة والسكر والغدد الصماء بالمعهد القومى للسكر، تتمثل فى المتابعة الدقيقة اختلاف مستوى السكر فى الدم، وبالتالى ضخ جرعة الأنسولين مناسبة بشكل تلقائى دون تدخل المريض، وهو ما يجعله طريقة آمنة ودقيقة ترفع من جودة حياة المريض نظرا لعدم اضطراره المستمر للحقن كما هو الحال مع نوعين من علاجات الأنسولين المتوافرة حاليا عن طريق الحقن. ولكن تظل مشكلة ارتفاع التكلفة والمحافظة على الجهاز وصيانته أمرا يحول دون توافره على نطاق واسع بين المرضي.
ويوضح ان البنكرياس فى جسم الإنسان مسئول عن إفراز هرمون الأنسولين لمساعدة الجسم على امتصاص السكر من الغذاء وتحويله إلى الخلايا للاستفادة به بدلاً من تراكمه فى الدم. ومن هنا جاءت تسمية الجهاز بـ «البنكرياس الصناعي»، وهو عبارة عن مضخة تحاكى عمل البنكرياس الطبيعى فى ضخ الأنسولين من خلال مضخة يرتديها المريض مسئولة عن إفراز الأنسولين ومرتبطة بجهاز استشعار يوضع تحت الجلد ليقرأ مستويات السكر فى الدم، ومن ثم يتم إمداد الجسم بجرعة الأنسولين اللازمة أو يبقى ثابتاً وفقا للقراءات. وقد تحدث هذه العملية تلقائياً كما فى النوع الحديث من البنكرياس الصناعي، أما فى النوع الثانى فيتحكم المريض فى ضخ الجرعة وفقاَ لحاجته كما فى أوقات تناول الطعام. ومحلياً تحتل مصر المركز الثامن فى قائمة الدول العشر الأعلى فى معدل الإصابات، إذ يقدر عدد المصابين بمرض السكر بنوعيه الأول والثانى نحو 7 ملايين مصاب، ويتوقع أن يزداد الرقم إلى 13 مليون مصاب بحلول عام 2040. بحسب قول الدكتور بسيوني.
والأسباب وراء زيادة معدل الإصابة عديدة وعلى رأسها محاكاة نمط الحياة الأوروبية من قلة الحركة واعتماد نظام طعام غير صحى وغير متوازن، انتشار تناول أدوية ومواد بناء العضلات فضلا عن طبع الحياة العصرية والضغوط العصبية المتزايدة. أيضاً أصبحنا نرى حالات متزايدة للإصابة بسكر النوع الثانى فى أطفال ومراهقين فى سن 13-15 عاماً، وذلك على عكس المتعارف عليه بتشخيص الحالات فى سن مرتفعة فى الثلاثينيات وما فوق. وهى ظاهرة يمكن تفهمها بسبب انتشار السمنة فى هؤلاء صغار السن بسبب الأكلات السريعة، مع تفشى قلة النشاط البدنى نتيجة إدمان الألعاب الإلكترونية بدل ممارسة الألعاب الحركية.
ويشير إلى دور الحملات القومية للاكتشاف المبكر عن السكر ومسبباته ضمن مبادرة 100 مليون صحة، فطالما كان الاعتياد على اكتشاف الإصابة يتم بالمصادفة عند إجراء تحليل للتقدم لوظيفة أو عند الذهاب لطبيب الأعصاب أو العيون للشكوى من وجع ما ويتبين لاحقاً أنه بسبب مضاعفات السكر غير المكتشف. مشيرا إلى أن 50% من حالات الإصابة بمرض السكر النوع الثانى يمكن تجنبها إذ تم الاكتشاف مبكراً، أيضا إذ لم يتم اكتشاف مرض السكر من النوع 1 فى وقت مبكر يمكن أن يؤدى إلى إعاقات خطيرة أو الوفاة بين الأطفال.
ويحذر الدكتور بسيونى من الاستهانة بطلب المساعدة الطبية عند وجود عوامل الخطر للإصابة بالمرض مثل وجود تاريخ مرضى لإصابة بين أفراد العائلة، زيادة الوزن وارتفاع نسبة الدهون، وعدم ممارسة النشاط البدني.
رابط دائم: