رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
أولويات البابا الصحفية!

أحد أمراض الصحافة أن معظم القائمين عليها نسوا أو تجاهلوا كتاب فقه الأولويات. ما هو الخبر الذى يستحق الاهتمام، والبشر الذين من الضرورى وجودهم على الصفحات والبرامج؟.

يلقى متشرد حتفه بعد أن تجمدت أوصاله من قسوة البرودة أو وطأة المرض، ولا تجد خبرا عنه، بينما تحتل البورصة صدارة الأنباء إذا فقدت نقطتين.

مؤخرا، ضرب البابا فرانسيس بابا الفاتيكان هذا المثل ليدلل على أن بوصلة الصحافة عطلانة وبحاجة لإصلاح.

الصحفى مطالب، حسب البابا، بأن يعطى من لا صوت له مساحة، وأن ينشر الأخبار السارة التى تزيد أواصر الصداقة بالمجتمع، وأن يساعد ببناء مجتمعات قادرة على التفكير واستشراف المستقبل. هو مطالب أيضا بالتوقف عن إصدار أحكام أخلاقية، تصف شخصا مثلا بأنه مسيحى حقيقى أو العكس.

خلال السنوات القليلة الماضية، لم تعدم الصحافة نقادا أو حتى خصوما، كل هدفهم وضعها بقفص الاتهام، بل إن الرئيس ترامب نعتها بالكاذبة والمضللة وعدوة الشعب. وسار على منواله سياسيون شعبيون عبر العالم حاصروا الصحافة والإعلام بقوانين مقيدة، وبممارسات فاقمت مشاكلهما وأخرجت البعض من السوق تماما.. لكن البابا ليس عدوا للصحافة بل داعما كبيرا لها خاصة المهتمة بالفقراء والمظلومين والأقليات، ولهذا وجب التفكير مليا فى ملاحظاته التى تنطبق أيضا على حالتنا الصحفية.

يعيش 99% من المصريين حياتهم دون أن تتقاطع ولو مرة واحدة مع الصحافة. يعاركون الحياة بحلوها ومرها وليس لهم تجربة إعلامية مباشرة باستثناء التلقى. ولأن الصحافة طريق ذو اتجاهين: من القارئ وإليه، أدخلت صحف عالمية فنونا صحفية جديدة، كصحافة المواطن، لإعطاء مساحات أكبر للناس العاديين ليصبحوا مشاركين ولو بنسبة ضئيلة إلى جانب المسئول الذى يلعب دور البطولة الصحفية دائما.

ثم إن صحافتنا تسرف كثيرا باستخدام أفعل التفضيل، فهناك الأفضل والأحسن مقابل الأسوأ والأكثر إجراما، وكأن الحياة أبطال وشياطين فقط وليس فيها بشر عاديون ليس لديهم صفات خارقة.

على مدى الزمن تفقد الصحافة الاتصال بجذورها، وهم القراء، وعندما يحدث ذلك تحتاج لتقليم أغصانها الجافة كى تجدد نفسها..هكذا ينصحنا البابا.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: