مجرد رأى
أخبار اليوم والأهرام

14ـ كلام فى الصحافة: فى الوقت الذى غرق فيه مصطفى أمين فى عمل الصحافة اتجه توأمه على إلى دراسة الهندسة، لكن الغريب أن فكرة أخبار اليوم كانت حلم على أمين عندما سافر عام 1931 إلى لندن ليدرس الهندسة فى جامعة شيفيلد على أمل أن يكون مهندسا ميكانيكيا. ومن مختلف شوارع لندن أدمن على أمين عشق شارع فليت ستريت المعروف بشارع الصحافة لوجود مقار عدد كبير من الصحف الإنجليزية فيه.

وفى هذا الشارع تعرف على أمين على صحف إنجلترا ونجومها وكبار الصحفيين وجذبه التطور الذى حققته هذه الصحافة الإنجليزية فى فن إخراج الصفحة الأولى للجريدة واستثمار القصص الإنسانية لتعطيها أهمية على الأخبار السياسية. ومن خلال متابعته الصحف الإنجليزية وبعض صحف أمريكا ولدت لدى على أمين فكرة أخبار اليوم كجريدة أسبوعية تجمع بين المجلة الأسبوعية والصحيفة اليومية. ومن قوة إيمانه بالفكرة راح يصمم صفحات الصحيفة وأبوابها وعناوينها.

وتقبل مصطفى أمين فكرة توأمه وراح يحاول الترويج لها، لكنه فوجئ عندما عرضها على السيدة روزاليوسف ثم على الأستاذ محمد التابعى ثم على محمود أبوالفتح برفضهم جميعا لها، وهكذا حسب ماكتب على أمين نامت الفكرة إلى أن كانت إحدى ليالى صيف سنة 1940 عندما سألنى تقلا باشا صاحب جريدة الأهرام (كان مصطفى يعمل رئيسا لقسم الأخبار بالأهرام) عن أمنيتى فى الحياة فشرحت له فكرة أخبار اليوم. وتحمس تقلا باشا للفكرة وعرض أن يطبعها فى الأهرام وأكثر من ذلك أن يقدم قرضا للأخوين لإصدار الصحيفة، ولكن فى هذه المرة رفض مصطفى الاقتراض من صاحب الأهرام.

ومرت السنوات والفكرة لم تنقطع. وفى 26 أكتوبر 1944 تم التصريح للأخوين مصطفى وعلى بإصدار صحيفة أخبار اليوم، وفى يوم السبت 11 نوفمبر صدر العدد الأول من أخبار اليوم لتسجل رقما قياسيا بلغ 110 آلاف نسخة. وكان ذلك بداية مدرسة أخبار اليوم.