يبدو أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لم يجد أخيرا سوى الكلب (كونان) ، وهو أحد المشاركين فى عملية قتل زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي، لإنقاذه من الإقالة مع بدء إجراءات عزله.
ترامب وهو يحاول إنقاذ رأسه لم يتحدث عن إنجازاته فى فتح آلاف فرص العمل للأمريكيين أو عن إبرام صفقات بمليارات الدولارات أنعشت مصانع السلاح الأمريكية أو عن سماته الشخصية التى لم يعهدها العالم من قبل فى رئيس أمريكى لكنها عززت من الهيبة والمكانة الأمريكية، لم يتطرق ترامب إلى أى من تلك الأوراق لكنه تذكر فقط فضل الكلب (كونان) على الأمة الأمريكية. لم ينتظر ترامب أن يلبى (كونان) الدعوة التى وجهها إليه لتكريمه بالبيت الأبيض عن شجاعته فى مطاردة البغدادي، فالإصابة التى منعت ضيف ترامب من تلبية دعوته على الفور دفعت الرئيس لاستباق اللقاء بنشر صورة مفبركة وهو يكرم الكلب واصفا إياه بالرائع، وربما لم تمنعه هذه الحفاوة من توجيه اللوم للإعلام الأمريكى لاحقا لأنه يتعامل مع (كونان) بصورة أفضل منه !
الجميع اعتاد على تقلبات ترامب الشخصية، لكن ربما يكون (كونان) ورقته الأخيرة للنجاة، فكما وصف الرئيس الأمريكى (كلب العمليات الخاصة) بأنه بطل قومي، يحاول الحزب الجمهورى استمالة الناخبين وتصوير الإجراءات المتسارعة التى ينتهجها الخصوم الديمقراطيون بعد تصويت مجلس النواب على علنية إجراءات عزل ترامب، بأنها تمثل أكبر حملة فى التاريخ الأمريكى لتشويه (بطل قومي)!.
وعند استدعاء محاكمات سابقة لرؤساء أمريكيين (جونسون ونيكسون وكلينتون) تعرضوا لنفس موقف ترامب نجد أنهم لم يتعرضوا للعزل من جانب الكونجرس بسبب عدم اكتمال الأصوات اللازمة وهو ما يراهن عليه ترامب كون المحاكمة الحقيقية ستنتقل إلى مجلس الشيوخ الذى يسيطر عليه حزبه الجمهوري.
لهاث ترامب للوصول إلى خط سباق الانتخابات الرئاسية 2020 ومحاولته إنقاذ شعبيته ليس الغرض المباشر منها إنقاذ رقبته من المحاكمة بقدر الحفاظ على فرصته فى ولاية جديدة، فهو إن كان يرتكن على أغلبية جمهورية بمجلس الشيوخ ستنقذ رأسه، فلديه يقين أيضا بأن أنصاره بالحزب لن ينقلبوا عليه خشية اكتساح الديمقراطيين للمشهد بأكمله.
[email protected]لمزيد من مقالات شريف عابدين رابط دائم: